عرض مشاركة واحدة
قديم 20/09/2009   #61
شب و شيخ الشباب Semetic_Prince
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ Semetic_Prince
Semetic_Prince is offline
 
نورنا ب:
Feb 2009
مشاركات:
65

افتراضي


وقال الدكتور الصويان، في تعليقه على الوضع في العراق وأفاق المصالحة، إن الحديث عن العلاقات التاريخية والاجتماعية بين العراق والجزيرة العربية يعود بنا إلى سنة 2000 قبل الميلاد، حينما جاء إلى الصحراء أقوام من البدو الساميين يدعون العموريين Amorites دحروا السومريين وأنهكوا البلاد بغاراتهم وعاثوا فيها لمدة 200 سنة قبل أن ينجحوا في تأسيس دولة لهم في الشمال، هي الدولة الآشورية وأخرى في الجنوب هي البابلية. ومن البابليين حمورابي المشهور، الذي حكم من عام 1792 حتى عام 1750 قبل الميلاد، واستطاع أن يضع أول قوانين عادلة وتشريع مدني مكتوب وأن يوحد تحت سلطته بلاد سومر، التي أصبحت تسمى بلاد بابل. وكثيرا ما أضطر ملوك الآشوريين والبابليين في عصور ما قبل التاريخ إلى القيام بحملات ضد البدو، كما حدث في عام 691 قبل الميلاد. حينما قام سنحاريب بحملة ضد الملكة العربية Te"elhunu وأجبرها على الفرار من أمامه والالتجاء إلى دومة الجندل. أما الملك البابلي نابونيدوس Nabonidus فقد توغل في حملاته ضد الأعراب، التي استغرقت عشر سنوات (543-552 ق.م) حتى وصل إلى دومة الجندل (أدوماتو)، وتيما والعلا (ديدان) والحائط (فدك) وخيبر ويثرب. وفي التاريخ الحديث وصلت جيوش الدولة السعودية الأولى إلى كربلاء، وكادت جيوش فيصل الدويش والأخوان أن تصل إلى هناك في النصف الأول من القرن العشرين. ومعلوم أن المناذرة الذين حكموا الحيرة يعود أصلهم إلى قبائل من الجزيرة العربية.
وفي بداية الفتح الإسلامي تأسست مدينتا الكوفة والفسطاط لإسكان الجند، الذين يتحدرون في الغالب من أهل الحجاز ونجد وشرق الجزيرة. تمر على الجزيرة العربية دورات من الخصب ومن الجفاف، وفي أعوام الخصب يتكاثر الناس ويحدث ما يشبه الانفجار السكاني. وتتلو ذلك سنين عجاف يهلك فيها الحرث والضرع، فتلفظ الجزيرة سكانها على شكل موجات متتابعة من الغزوات أو الهجرات التي تتدافع من قلب الجزيرة العربية باتجاه الهلال الخصيب، أو ما يسمونه ديرة «الحِبَّان« (أي الحبوب) أو «ديرة الريف والرغيف» أو «دويد العسل» (دويد تصغير ديد أي نهد أو ضرع، أي الضرع الذي يدر العسل). منذ فجر التاريخ كان العراق يشكل ملاذا لأهل الجزيرة العربية، إذا ضاق بهم العيش أو أنهكتهم الحروب. وآخر الهجرات الجماعية التي سجلها التاريخ هجرة قبيلة شمر بقيادة فارس الجربا، بعد ما قضت الدولة السعودية الأولى على سلطة آل الجربا في شمال الجزيرة. وهناك الآن العديد من القبائل التي تتقسم عشائرها وتفرعاتها بين العراق والمملكة، منها إضافة إلى شمر، المنتفق والظفير وبني خالد والنعيم والعقيدات والجبور. ومن المعروف أن الزبير والبصرة تسكنهما عوائل نجدية اضطرتها ظروف العيش وتقلبات الحياة إلى الهجرة من وسط الجزيرة وشمالها إلى العراق واستطاعت بجدها وكدها أن تكون ثروات، إما عن طريق التجارة أو عن طريق امتلاك الأراضي الزراعية، مثل عوائل البسام والذكير وغيرها الكثير. ومن هؤلاء النجديين تشكلت فرق العقيلات، الذين طالما ساهموا في فرض سلطة الدولة والنظام ولعبوا أدوارا لا يستهان بها في الأحداث السياسية هناك. وفي الآونة الأخيرة برز على الساحة السياسية في العراق العديد من الشخصيات، التي يتضح من أسمائها أنها تنتمي إلى أصول نجدية، مثل المطلك (المطلق) وآخرين.

http://www.aawsat.com/details.asp?se...&issueno=10188
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03440 seconds with 11 queries