عرض مشاركة واحدة
قديم 03/07/2005   #108
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي لا تفرح كتير ياواوي.....كل ما كبر الكرسي لازم تكبر" الط


تلقيت الكثير من باقات الورود و الأزهار, و أكثر منها مكالمات هاتفية, كانت معظمها من زملائي المديرين و معاوني الوزراء, و الكثير من ضباط الجيش و الأمن و الشرطة و حفظ النظام, ولكن أعلى رتبة تلقيت تهنئة منها كانت عميد ,لا أعرف الكثيرين منهم و بعضهم مر اسمه مرورا عابرا امامي, و ربما قابلت بعضهم هنا أو هناك لم يخطر ببالي أن هذا المنصب سيلم حولي كل هذه الأمم. حرصت أن أرد على جميع مكالمات التهنئة و باقات الورود و أخبرت لينا أن تحتفظ بأسمائهم ووظائفهم و أرقامهم جميعا و أن لاتستثني منهم احدا.طبعا لم يكن من بين تلك الأسماء أبو مكنى و هذا متوقع من رجل يعتبرني أداة يحركها يمينا و شمالا كما يحرك حذائة. طبعا أنا تجاوزت أزدراء أبو مكنى فقد اصبح تجاهله لي جزءا من علاقتنا في البداية كان يؤذيني تجاهله و لكن منذ اختبرت جسد رمزية لأول مرة و بعد ان جاس لسان لينا على كل أنحاء جسدي فلم أكن مستعدا للتخلي عن مهمة الأداة التي في يد أبو مكنى.و لكنه كمن لا ينسى أن يضع بعض الماء لببغائه أتصل بي في منتصف تلك الليلة ليقول لي :

- لا تفرح كتير ياواوي.....كل ما كبر الكرسي لازم تكبر" الطيز" الي فوقه.

طبعا لهذه الكلمة معاني كثيرة و قد لا يكون لها أي معنى و لكنى اصدرت صوتا كمن فهم ورددت عبارات الولاء و الخضوع و التفاني.....في سبيل الوطن.

منذ أجتماع مكتب الوزير الأول فهمت أن الود الذي كان بيني و بين الوزير أنقطع كان ذلك واضحا من طريقة كلامة و تأشيراته و تلميحاته...لعنة الله عليك من وزير سافل بالأمس فقط كنت تصبحني بمكالمة و تمسيني بأخرى و لا تنقطع أحايثك السمجة التافهة كشكلك. حدثت نفسي و أنا أقرأ القرف في نظرات هذا الوزير.الوزراء هنا على ما يبدو يتعاملون مع نوابهم وكأنهم مشروع وزير و يضع كل منهم في نفسة أن هذا المعاون موجود ليس ليساعد الوزير بل ليستغل الفرصة و يقتنص الكرسي لذلك يحرص كل وزير على اهانة و شرشحة معاونة عند كل كبيرة وصغيرة و يبدو أن الدور قد جائني لأتلقى ما كان يتلقاه المعاون السابق و لكن على مين..ليس كل الطير بغاث يا سيادة الوزير و اذا كنت قد ضاجعت رمزية خليلة المدير السابق و لينا سكرتيرة المعاون السابق فلا بد ان اضاجع زوجة هذا الوزير" الجحش" الذي سيصبح سابق يوما ما.

لم أجابه الوزير منذ الوهلة الأولى علما أنه أختار جانب الحرب و منذ الأجتماع الأول وقد بدأ بالترحيب بي كمعاون وكادر جديد في الوزارة ثم التفت ألي طالبا جدول الأعمال تلفتت حولي فلم أكن أعرف عن أي جدول أعمال يتحدث فنظر في عيني مباشرة و قال مهمتك تحضير جدول أعمال أجتماعات الوزراة و لكن نسامحك بما أنها الخطيئة الأولى. و شدد على كلمة الخطيئة الأولى. أزردت لعابي مبتلعا الأهانة و قد أتهمني بالخطأ من الوهلة الأولى هو مؤشر سيء و لا شك و لكن يجب أن أتعامل و أتعايش مع هذا الوزير الى أن يحين أجله المحتوم.و قد اصبح لدي أعتقاد راسخ أنني مشروع أبو مكنى و هو يدفع بي الخطوة تلو الخطوة و الدرجة تلو الدرجة دون أن يتخلى عن التعامل معي كحثالة .

كلفت بمهمة متابعة شؤؤن المشاتل الزراعية (الحراجية و المثمرة) في كل أرجاء الدولة و تمتلك الوزارة مشاتل في كل المحافظات فهي تقوم بتوريد الشتول الى الفلاحين و دوائر البديات في المحافظات لزراعتها على جوانب الطرقات العامة, ولكن أهم عمل و أقدس عمل تقوم به مديريات المشاتل توريد الأشجار التي يتم زراعتها في عيد الشجرة. كما اسند ألي الأشراف و المتابعة على المداجن و المباقر و المفارس.عمل كبير فقد اصبح تحت يدي نصف ما يتم زراعته من اشجار في كل أرجاء الدولة و اكثر من عشرين بالمائة مما تتم تربيته من مواشي و دواجن و احصنة.أبتسمت في سري لأني لم أرى في حياتي شجرة تتمم زراعتها ولم أركب حصانا ابدا و كل ما أملكة من خبرات كانت شجرة النارنج التي تتوسط منزل العائلة و لا زلت اذكر كيف كان سقطت عن ظهر حمار يافع كنت أحاول أمتطائه عندما كنت صغيرا. هون السيد الوزير من جسامة مهمتي و قال أنني يلزمني متابعة الأمر فقط مع المدراء المحليون و الأمر ليس فنيا بقدر ما هو أداري و حسن الأدراة ستبقي الأمور تحت السيطرة.أنتهى الأجتماع بتحديد موعد حفلة يدعى أليها جميع المديرين العامين و معاوينيهم و معاوني الوزير و مستشارية بمناسبة تعييني في منصبي الجديد و تقام في صالة الوزراة للحفلات.

حفلات الوزرارت حفلات "محترمة, مهذبة " بنت عالم و ناس" ليس فيها مشروبات روحية و لا ما يفقد الوعي لأن جميع الموجودين من أصحاب المناصب و المقامات الرفيعة و لا يليق أن يفقد احدهم وعية فقد يصبح "مسخرة" مرؤسية و قد حضرت جانبا من هذه الحفلات عندما كنت مديرا و لكني كنت أغادر سريعا لأن الجميع كان يحضر متأبطا ذراع زوجته أو سكرتيرته و لم أجد من اللائق أن أكون برفقة رمزية أمام هذا الحشد الأنيق لذلك كنت أغادر سريعا أما ألآن و أمنا أمتلك سكرتيرة من طراز لينا فيمكنني أن أدخل مرفوع الراس.

عصير و فواكة و قوالب "كيك" وموسيقا كلاسيكية هذا ما كان فوق الطاولات أما حولها فكثر من الوجوة معظمها معروف, كلمات المجاملة و الأبتسامات المصنوعة المزينة بالأسنان الصفراء و البيضاء و الأشداق المفتوحة أو المضمومة.الوزير مع زوجته و يحيط به معاونوه و مستشاروة و زوجاتهم يتبادلون النكات و يتوقف كل شيء عندما يبدىء الوزير بالكلام ثم ينفجرون ضاحكين عندما تبدرمنه ما يشبه النكته وحتى يبدو الوزير بعيدا عن جو العمل كان يتحدث عن الطقس و أنواع السيارات و بين الجملة و الأخرى كان يوجة كلمة لي بأعتباري المحتفى به. و لكن الواضح أنه كان يوجه نظراته و أهتمامه الوقح الى زوجة السيد" بدر السنجري" مدير الشؤؤن القانونية و ربما كان محقا فهي سيدة خارقة الجمال و الحضور متألقة باسمة و زاد من ألقها دمامة زوجها, قصير نحيف جدا و ظهر محني و تفاني في فهم و خدمة القانون.الملفت للنظر أن السيدة زوجة مدير الشوؤن القانونية " و كما لاحظت" أو كما لاحظ الجميع تبادل الوزير أهتماما و خاصة عنما كان زوجها ينهمك في الحديث عن القضايا التي كسبتها الوزارة و كم وفر من أموال ووقت الدولة.كان الوزير يوافقة و عيناة تخترقان صدر زوجته .لم يبدو على زوجة الوزير أي نوع من أنواع الغيرة تابعت أحاديثها و تنقلاتها من شخص الى آخر دون أن تعير زوجها أهتماما ابدا و المؤكد أنها لاحظت أهتمام زوجها بزوجة عزيز السنجري و المؤكد أكثر أن هذا الأهتمام قديم و يبدو هذا واضحا من لهفة السيدة سنجري على التقاط احاديث الوزير و تقصدها الوقوف الى جانبة و ربما ألصاق صدرها بكتفه.

العصير كان سيء الطعم و الفواكه قديمة ذابلة أما "الكيك" فمعظمه محروق و هذه مواصفات الحفلات الرسمية "تقشف" مقصود و الأكثر من ذلك أن أحدا من المدعويين لم يأكل شيئا و هذا طقس آخر من طقوس الحفلات الوزارية و ذلك لأن جميع المأكولات و المشروبات ستذهب الى مستخدمي الوزراة و هؤلاء ايضا كانوا يتلقون هذه الهدايا بشفاه مقلوبة و لا يلبثون ان يلقوا بها في الحاوية القريبة من الوزارة. و لا يبقى من آثار الحفلات الرسمية ألا تشنج في عضلات الوجه من كثرة الأبتسام الفارغ أو جرح في الحلق من القهقهة على نكات الوزير القديمة المدرسية.و لكن فائدة الحفلات الكبيرة تجعلك تعرف من على علاقة بمن و من هو المدير الفلاني و كيف تبدو زوجته أو سكرتيرته و من هو الشخص الذي علاقة بها أو الذي يحاول أن يكون على علاقة بها.

بعد ان انتهى الوزير من احاديثة الترحيبة بي أنتحيت جانبا و اخذت بيد لينا كان همي تمضية اكبر وقف معها فقد كانت طيعة لدنة, و مذ اصبحت معاون وزير لم تقل لي "لا" نسيت هذه الكلمة حتى اذا طلبت منها أحط الأمور كانت تنفذها بنفس رضية و روح المتعاون المتفاني.و لكنها ابدا لم ترغب بالحديث عن المعاون السابق لا بخير و لا بشر عندما كنت اسألها كانت تهرب من الأجابة و حتى في ساعات الأنهماك الجسدي كنت اسألها هل كان المعاون السابق يفعل هذا فتشاغل فمها و لسانها في لعق اشياء متدلية هروبا من الجواب و لم اعرف أبدا اذا كان لها مع المعاون السابق علاقة جنسية.هذا مؤشر جيد فلن يعرف أحد شيئا عن علاقتي بها بعد أن أغادر هذا المنصب سواء الى بيتي أو الى المنصب الأعلى.

تابعت عملي في منصب نائب الوزير مقابلات و لقاءات مع شخصيات و مدراء و و ملاحظات و تلقيحات من الوزير ثم تقارير و ملاحظات الىأبو مكنى و مضاجعات مع لينا في المكتب و تحت الطاولة و حتى في الخزانة.لم انسى في هذا الخضم ان أبدل الحقيبة القديمة بحقيبة المعاون السابق كانت أنيقة بشكل غير عادي و قد ذكر لي مرة أنها هدية من أحد الوفود اليابانية التي كانت تزور القطر.نقلت أليها أوراقي و اقلامي و مهماتي.

أحضرت لينا نتائج المناقصة العامة لتوريد و تركيب وحدة ضخ مياه الى المشتل المركزي و قد رفع اقتراح الى المعاون السابق بتغييرها بعد ان كثرا اعطالها و توقفت تقريبا عن العمل اصدر أوامره بطرحها للتناقص لم يهنىء المسكين و لم يتوقع أنني من ستقع عينه على النتائج و من سيقرر الأمر كله. و هاهي النتائج امامي تفرست في اسم الشركة الفائزة وضعت تحته خطا ثم فتحت حقيبتي السوادء.

يتبع...

عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة






زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04252 seconds with 11 queries