13 أيار
نقرأ ما في إنجيل القديس لوقا ( لو 1 : 26 /38 ) أن ملاكا ً طرح يوما ً على فتاة شابة سؤالا : أتريدين أن تصبحي أما ً للمسيح المخلص ؟ " فكرت تلك الفتاة الشابة سريعا ً وطرحت على الملاك السؤال الوحيد الذي كان يهمها : " أهذي حقا ً إرادة الله ؟ " أهذا ما يدعوني الله إليه ؟ كان همها الأول أن تتم إرادة الله في كل شيء . وعندما أكد الملاك ذلك أجابت دون تردد أنها طوع إرادة الله : " أنا أمة الرب فليكن لي بحسب قولك " ( لو 1 "38 ) وفي تلك اللحظة أخذ المخلص جسده من جسدها بقوة الروح القدس وسكن فيها .
عندما أجابت مريم الملاك بالإيجاب ، لم تكن تعي ما سوف يتحتم عليها ذاك الالتزام من تبعات ، وما من شك انه ، عندما أصبح حبها باديا ً للجميع ما كان بوسعها أن تشرح ليوسف ما الذي حدث وهو الذي كان يفكر في تخليتها سرا ً . وما من شك أنها عندما حملت طفلها بين ذراعيها في تلك الليلة في مغارة من مغاور بيت لحم ، ما كانت تعلم ما سوف يكون ولا خطر ببالها أنه سيغير مجرى تاريخ البشرية .
وهكذا تعذر عليها فهم جوابه عندما سألته بعد بحث عنه دام ثلاثة أيام : يا بني لم صنعت بنا ذلك ؟ فأنا وأبوك نبحث عنك متلهفين "
" الا تعلمين أنه يجب أن أكون عند أبي " ؟
إني على يقين من أن مريم لم تفهم يومها من ذاك الجواب شيئا ً .