عرض مشاركة واحدة
قديم 30/12/2007   #2
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


بين إطلالات بول كلوديل الذي يحتفي به الرأي العام الفرنسي ومن ثم الفرانكوفوني في مرور خمسين عاماً على وفاته، هي اليوم، والعالم يعبر العواصف التغييرية التي تتركه بين قديم وجديد، أيها الأكثر أسراً لقارئ معقود على أدوات مطالعة لم تزد ملذاته كما هو مفترض؟ وحتى في حال اعتبار ان الزمن راهناً ليس للشعر، وكلوديل يشع أولا شاعراً مجدولاً على لبس تبلله التناقضات، وإيمانه الكاثوليكي جهنّمه. وأنه زمن لم يجد بعد مسرحه بعدما أسقط تدريجاً الأشكال الشائعة في القرن العشرين من دون إطلاق سواها ثقافة ورواجاً، وكلوديل بنى عمارة مسرحية اخترقت في الصميم التيارات الأيديولوجية المادية عامة والمُلحدة خاصة حتى باتت نصوصه الدرامية تؤلف مثل حواجز فكرية كخطوط دفاع أخيرة للفكر المسيحي في مجتمعات اختارت "العلمنة" شعاراً، والحذر من عودة التيارات الدينية، وفرنسا ابنة الكنيسة البكر، كموقف عملي وفعل ثقافي. وأنه زمن لم يبق معنياً، علناً في الأقل، من خلال كبار مبدعيه، وكلوديل أحد هؤلاء، بالتفاعل المدوّن كتابة مع النصوص التوراتية، وذاك ما أمضى باقي حياته بعد 1928 في مزاولته وعلى نحو تأملي يحمل الخلاصات الوجدانية التي دفعت ببصماتها الفكر الديني لأديب انقسمت حوله ولا تزال القوى المبدعة من معاصريه والآخرين.
وجليّ أن شخصية المؤلف المسرحي هي الطاغية حالياً على سواها، في عملية الاستذكار الخمسينية للأديب الكاثوليكي أولاً بول كلوديل (1868 1955). ووسط كل هذه التحيات الموجهة من كل الزوايا الأكاديمية والخلايا الفكرية الى كبار تواروا قبل المئة أو الخمسين او ربع القرن، يلفت اهتمام متزايد بالغائبين المميزين، كأن فراغاً يشكو منه المجتمع الثقافي الراهن يدفع في اتجاه استذكار من هم من طينة جان بول سارتر (اليسار المتطرف)، أو ريمون آرون (الفكر اليميني العلماني)، او بول كلوديل (الفكر الكاثوليكي الصدامي) الآن. وضمن هذا الإطار، ونظراً الى الطبيعة شبه الأصولية تقريباً اذا جاز وصف كهذا لفكر واضع نصوص "البشارة الى مريم" (1912) و"الرهينة" (1914) و"الخبز اليابس" (1915) و"حذاء الساتان" (1943)، وفي موازاة الفورة القائمة في الربع الأخير من القرن العشرين، بل الى اليوم، في اشتعال الإيديولوجيات الدينية (في اليهودية والإسلام والمسيحية) يأخذ إحياء الإرث الابداعي الشعري والمسرحي والتأملي الديني لبول كلوديل وتحت عناوين تقنية عديدة، لقاءات، معارض تشكيلية، فوتوغرافيا، أشرطة دي ي دي.، إصدارات، عروض مسرحية، قراءات شعرية، طابع الحدث المعقود وإن في براءة نسبية، على أجواء تبدو كأنها تقمصت هنا وهناك عصبيات من أزمنة غابرة.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03406 seconds with 11 queries