[BL@CK]

برهان كركوتلي


برهان الدين كركوتلي فنان تشكيلي سوري، ولد في دمشق عام 1932 م لعائلة كردية تخرج من قسم التصوير بجامعة القاهرة عام 1958 ليستكمل دراسته في برلين التي تخرج منها عام 1963. انتقل للعيش في ألمانيا عام 1983 م وتوفي في بون في ألمانيا في 26 ديسمبر عام 2003 م. اقتصرت عموم رسومه على اللونين الأبيض والأسود، وكانت القضايا التي رسم فيها القضية الفلسطينية ورسوم المواويل ذات اللمحة الدمشقية الشعبية. إلى جانب رسمه كتب كركوتلي في النقد، كما لديه بعض الأعمال في النحت



*****

منحكي بشوية تفصيل عن برهان كركوتلي




ولد الحفارالسوري البارع برهان كركوتلي عام 1932 من عائلة كردية دمشقية مُعدمة. لعبت تربية القهر تلك، دوراً في تشكله السياسي والفني..

وعندما شبُّ وتفجّرت موهبته الاستثنائية في الرسم والحفر، التحق في كلية فنون القاهرة ما بين 1954 و1958 ،وساعده المعلم القدير (بيكار) على وضوح شخصيته الفنية. ثم واصل دراسته لفن الحفر والطباعة في مدريد و برلين لعدة سنوات. ولم يعد الى دمشق إلا من أجل الإشتغال بالتعليم في كلية الفنون الجميلة في العام الدراسي 1967-1968،ولم يوفق، فسافر الى بيروت وعمل في الاخراج الصحافي عاماً كاملاً قبل ان يهاجر نهائياً عام 1970 الى ألمانيا، متنقّلاً ما بين قرية زوجته القريبة من بون وفرانكفورت. وبعد أن تعرض إلى حادث سيارة، سافر الى "المكسيك"، وكان يعزف على العود متجولاً مثل "التروبادور" الأندلسي عارضاً مطبوعاته( الكرافيكية) على الأرصفة، حاولت "منظمة التحرير" دعمه والترويج للقضية الفلسطينية، التي كانت الموضوع الأساس لمجمل اعماله.




تقع مواضيع رسومه الطباعية (الكرافيكية)، بين اتجاهين: لوحات سياسية تحريضية مباشرة، وأخرى ذات طابع دمشقي شعبي حميم دعاها بـ"المواويل": لأنها تحيك غبطتها من الحكايا وملاحم نشوة الماضي. كان سلوكه يتسم بالوجودية المفرطة التي تصل حدود العبث، وكان أيضا ملتزماً بالقضايا الانســانية الى حدود التطرف، وفي هذا التزاوج الشائك تكمن شخصيته.. نعثر مثلاً في اللوحة الرئيسة في معرض المكسيك على لقاء مستحيل بين (زباتا وعبدالقادر الحسيني)، ولكنه لم يتأثر أسلوبياً لا بالتقاليد المكسيكية ولا الألمانية التي عاش في كنفها، و اقتصر (برهان) في التعبيرعن الموضوعاتو الحكايات والقصص الشعبية، على اللونين،الأسود والأبيض، وذلك لارتباط تقنية الإنجاز والتنفيذ الفني، بتخصصه في الحفر والطباعة. كما ظهر في رسوم (برهان) التوضيحية لقصص زكريا تامر (عباد الله)،التي نشرت في (كتاب في جريدة )(عدد تشرين الثاني / نوفمبر) من عام 2000..


كان كركوتلي يصوّر أيضاً: الرجل (المزواج) والخلافات بين (الحماة والكنّة) معرجاً على الطيور العرفانية مثل البراق والعنقاء والهدهد والرخ والطاووس وغيرهم.


توقف كركوتلي في السنوات الأخيرة عن العرض في صالات ألمانيا وأوروبا كما ترك انتاج محفوراته الطباعية، مقتصراً في نشاطه على "جلسة الحكواتي"، وهي مهنة شعبية دمشقية، وما زالت تمارس حتى اليوم في "مقهى النوفرة". وما زال الحكواتي يتصدر موقعه العالي بالنسبة الى المستمعين يقرأ فصولاً ملحمية من كتابه العريق الذي ورثه عن الأسلاف.




كان قبل أيام من انتهاء عام 2003م، قد أُعلن في إحدى مستشفيات بون عن وفاة الفنان برهان كركوتلي. وماتت شخصيته النفّاذة والموهوبة، و و خسر التشكيل العربي في وفاة ( كركوتلي)، فنانا متميزا من مبدعيه ..