عرض مشاركة واحدة
قديم 12/11/2008   #9
شب و شيخ الشباب قرصان الأدرياتيك
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ قرصان الأدرياتيك
قرصان الأدرياتيك is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
1,446

افتراضي


كتبَ صديقٌ مغتربٌ قرأ التقرير على صفحات أحد المواقع يقول:


قرصان الأدرياتيك معارضاً


هذا العنوان الذي اخترته لمقالتي المختصرة بعيدٌ عن الصحة، لا يعبّر عن حقيقة الموضوع الذي نحن الآن بصدده، وما اخترته إلا لجذب الانتباه. فكاتبه لم يكن معارضاً فيما مضى، ولن يصبح معارضاً غداً. نحن نعرفه رجلاً هادئ الطبع والفكر، مسالماً، محباً لوطنه حبّاً سيجعله يتحاشى الانخراط في حركات المعارضة ذات الطابع الثوري؛ لأنَّ هذه الحركات - على حدّ زعمه - لن يكون من شأنها إلا الإطاحة بأمنِ وسلامة الوطن. وأمنُ وسلامة الوطن ثابتٌ مقدّس لا يجوز مسّه ولو مسّاً رفيقاً.




ومن هنا؛ أي من هذا الفهم لطبيعة الكاتب، يمكن لقارئ (ريبورتاجه) المنشور على صفحات الناقد بعنوان (حجب واعتقالات...) أن يُفسّر خلوّه من المفردات الثورية العنيفة ومن الإدانة الصريحة التي اعتدنا أن نسمعَها من المعارضين لنظام البعث السوري. حتى ليبدو الريبورتاج في مجمله تقريراً لإحدى وكالات الأنباء العالمية المحايدة.

يتحدث الريبورتاج الذي صيغ بلغة فنية متقنة، وتوفرت له مقوماتُ النجاح، عن الاستبداد السياسي لنظام البعث: فئة من الشباب السوري تحلم بفضاء من الحرية يتسع لأجنحتها التواقة للتحليق؛ ولكنّ أجهزة الرعب لا تمكّنها منه، فتنقض عليها وتفترس أحلامها.
سبعة من هؤلاء يحكم عليهم بالسجن أحكاماً هي أشد قسوة من الموت. وليس من ذنب اقترفوه إلا أنهم أحبوا يوماً أن يفكروا بحرية.

سيعرض لنا الكاتبُ تفاصيل هذه الجريمة من خلال شهادات يدلي بها أصدقاءُ الضحايا، الذين لمّا تنجح أجهزة الرصد والمراقبة بعدُ من الكشف عن هوياتهم المستترة.
ولكنه لن يذكر لنا كيف استطاع (حماةُ الديار) أن يميطوا أقنعة الأسماء المستعارة عن وجوه الضحايا !؟
ولن يذكر لنا لماذا لم يحتجَّ الشعبُ السوري وهو يرى قافلة من الأبرياء (ومن قبلهم قوافل) تساق للذبح ؟
ولن يذكر لماذا يصمت كتابٌ وكاتبات محترمون ومحترمات، مبدعون ومبدعات في (عاصمة الثقافةالعربية) و(عاصمة الثقافة الاسلامية) أمام هذه الجرائم؟
بينما يخرج الملايين من السوريين للتنديد بالولايات المتحدة؛ لأنَّ قواتها في العراق (باتفاق سري مع الحكومة السورية) قتلت ثمانية من الإرهابيين، الذين زرعوا الموت في بغداد والموصل.


Mors ultima ratio
.
www.tuesillevir.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04044 seconds with 11 queries