عرض مشاركة واحدة
قديم 19/08/2009   #1
شب و شيخ الشباب فسحة أمل
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ فسحة أمل
فسحة أمل is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
فسحة أمل
مشاركات:
1,372

افتراضي النقد الماركسي للدين



إن الالحاد ليس مظهراً جانبياً من مظاهر الماركسية , مظهراً ممكن للمرأ أن يتبناه أو يرفضه ويبقى ماركسياً , إنه عنصر أساسي في هذه العقيدة لا بل هو دعامتها كما صرح ماركس نفسه عندما كتب :
( إن نقد الدين هو الشرط الأولي لكل نقد)
إن هذا الالحاد هو في الاساس رفض الله أكثر مما هو مجرد انكار لوجوده , هذا النوع من الالحاد يبدو لنا في مؤلفات ماركس كتمرد على الله من أجل تأليه الانسان . إنه واضح بنوع خاص في مؤلفات شبابه , فقد كتب مثلاً سنة 1841 في رسالة الدكتوراه التي حررها في موضوع ديموقريت وأبيقور : ( إن الفلسفة , طالما وجدت قطرة دم ينبض بها قلبها المنتصر على الكون , الحر من كل قيد , ستقول لأعدائها مع أبيقور : ليس الكافر من يحتقر آلهة الجمهور , ولكن ذاك الذي يتبنى الأفكار التي يكونها الجمهور عن الآلهة . الفلسفة لا تخفي موقفها هذا . إن إعلان بروميتيوس : مجمل الكلام أنني أكره كل الآلهة ... هو اعلانها, هو خطابها أبداً ضد كل آلهة السماء والأرض الذين لا يعترفون بالوجدان الانساني كالالوهة الأسمى , هذه الألوهة لا تقبل بمنافس...)
يضيف قائلاً : ( إن بروميتيوس هو أول قديس وأول شهيد في الروزنامة الفلسفيه) وإذا تذكرنا فإن بروميتيوس في الأسطورة اليونانية ذاك الذي اختلس نار الألوهة ليوجد بهل الانسان.
لقد استوحى ماركس الحاده جزئياً من الفيلسوف فوورباخ ( 1804-1872 ) . كان هذا الفيلسوف قد كتب في مؤلفه " جوهر المسيحية " : ( إن نقطة التحول الكبرى في التاريخ ستكون اللحظة التي سيعي فيها الانسان ان الاله الوحيد هو الانسان نفسه: " الانسان هو اله الانسان" ) . وقد عبر ماركس عن الفكرة نفسها بصورة أُخرى . فقد قال أن رفض الدين يجعل محور الانسان وجذور الانسان في ذاته عوضاً أن تكون خارجة عنه : ( إن نقد الدين ينقذ الانسان من الوهم ... حتى يتاح له أن يتحرك حول ذاته ) وأيضاّ : ( الجذرية هي أن يأخذ الانسان الأشياء من جذورها. ولكن بالنسبة للانسان , الجذور هي الانسان نفسه )
, ( إن الالحاد هو انكار الله وبهذا الانكار يؤكد وجود الانسان ) . وهكذا فالالحاد بالنسبة لماركس شرط للتحرر من التبعية والحصول على الحرية والكرامة اللذين لا وجود انساني أصيل بدونهما . لذلك تحدث ماركس بحماس عن بروميتيوس الذي بعد أن قيده زيوس على صخرة عقاباً له استمر في تحديه للالهة , وكتب ماركس موحداً بينه وبين هذا البطل الاسطوري : ( انني أفضل أن أكون مقيداً بهذه الصخرة على أن أكون خادماً لزيوس الأب )
حاول ماركس أن يبين أن للدين جذور انسانية بحته وأنه من صنع الانسان . الدين بالنسبة له مرض , والمرض يداوى بمعالجة أسبابه , لذلك حاول ماركس أن يفتش عن الاسباب العميقة لظهور الدين , من خلال دراسة الاوضاع الحياتية التي يعيشها من اقتصادية واجتماعية.

لقد علم فوورباخ ان الدين نشأمن كون الانسان , عندما أخذ يعي العظمة الكامنه فيه , قذف في سماء وهمية صورة هذه العظمة وسماها الله وأخذ يتعبد لها فير عارف أنها مجرد صورة لجوهره الانساني , وهكذا أفقر الانسان نفسه من قواها وميزاتها لينسبهاإلى إله من صنع خياله , فلم يعد بوسعه أن يحقق الطاقات الكامنه فيه لانه اعتبرها خارجة عنه , محققه في كائن وهمي . يقول فوورباخ بهذا المعنى : ( ان الآلهةهم تحقيق أماني الانسان ) وأيضاً : ( ان ميزات الجوهي الإلهي هي ميزات الجوهر الانساني ) و أيضاً : ( ما هو جوهري في تحديد طبيعة الله مستمد من طبيعة الانسان , إن الانسان يجرد من كلما يعطى لله . يجب أن يفقر الانسان لكي يغنى لله ... يؤكد الانسان في الله ما ينكره في ذاته ) .


سلاماً ... سلاماً يا وطن الخمر والعواهر والاسنان المسوسة ......
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02942 seconds with 11 queries