عرض مشاركة واحدة
قديم 19/08/2009   #3
شب و شيخ الشباب فسحة أمل
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ فسحة أمل
فسحة أمل is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
فسحة أمل
مشاركات:
1,372

افتراضي



يلخص لينين هذا الموقف الماركسي من الدين بقوله : ( إن الدين مظهر من مظاهر الظلم الروحي الذي تنوء تحته في كل مكان وزمان الطبقات الشعبية الرازحة تحت وطئة العمل الدائم لصالح الغير وتحت عبء الشقاء والعزلة . إن الايمان بحياة أخرى ينشأ بشكل محتوم عن عجز الطبقات المستغلة المجاهدة ضد مستغليها كما ينشأ الايمان بالالهة والشياطين والمعجزات .... الخ ... من عجز الانسان البدائي في صراعه ضد الطبيعة . إن الدين يخدر الذي يتعب كل حياته في الشقاء بأمل مكافئة سماوية فيعلمه الصبر والرضوخ . اما اللذين يعيشون من تعب الغير فانه يعلمهم أن يمارسوا الاحسان في هذه الدنيا , مقدماً لهم تبريراً رخيصاً لكل حياتهم كمستغلين , بائعاً اياهم بأبخس الاثمان بطاقات اشتراك في السعادة السماوية . الدين أفيون الشعب . إنه نوع مبتذل من الفودكا الروحية يغرق بها عبيد الرأسمال كيانهم البشري ومطالبتهم بحياة لائقة نوعاً ما بالانسان ) وأيضاً : ( الله , في التاريخ , وفي الحياة , هو قبل كل شيئ مجموعة أفكار ... تخدر حزب الطبقات )
ولكي يدعم ماركس مفهومه للدين على أنه صورة لواقع اجتماعي على حد قوله : ( العالم الديني هو انعكاس للعالم الواقعي ) وأظهر العلاقة القائمة بين الدين وحضارة البشر الذين يعتنقون هذا الدين , حيث أن الدين يتأثر بالوضع الاجتماعي والاقتصادي . فالدين يتخذ أشكالاً مختلفة , إذا كان الانسان صياداً مزارعاً أو راعياً , وكذلك تختلف المعتقدات تبعاً لاتساع الجماعة البشرية من القبيلة إلى الامة إلى الامبراطورية , وتفسير ماركس لهذا الواقع هو أن الدين وليد الظروف الاجتماعية التي مردهابدورها إلى الظروف الاقتصادية .
إن انجلز توسع في محاولة تطبيق المادية الماركسية على تاريخ الاديان , وحاول أن يبين أن الاعتقاد باله واحد في المسيحية الذي خلف الاعتقاد بتعدد الالهة كان نتيجة توحد الامم المتختلفه في الامبراطورية الرومانية , وأن الكثلكة كانت تعبيراً عن المجتمع الاقطاعي والبروتستانتية عن بروز البرجوازية .... الخ .
وإذا كانالدين في مفهوم ماركس انعكاساً وهمياً لواقع اقتصادي اجتماعي جائر , يكون زواله إذاً رهناً بزوال هذا الواقع . إذا بطل الوضع الجائر فلا حاجة للوهم الديني للخلاص منه . يقول ماركس : ( ( إن تحطيم الدين بصفته سعادة وهمية للشعب انما هو من مقتضيات سعادته الحقيقية . إن المطالبة بتخليه عن اوهامه حول وضعه يعني المطالبه بالتخلي عن وضع يحتاج إلى الوهم . إن نقد الدين هو إذاً مقدمة لنقد وادي الدموع الذي يشكل الدين هالته )) وأيضاً : ( إن الدين فارغ بحد ذاته . انه من الارض يعيش لا من السماء . فاذا انحل الواقع الغاشم الذي يشكل الدين نظريته , سينهار الدين من ذاته ) وأيضاً : ( اننا لا نزعم أن على المواطنين ان يلغو عبوديتهم الدينية ليتحرروا من عبوديتهم العالمية . لكننا نؤكد انهم يلغون عبوديتهم الدينية فور الغائهم عبوديتهم العالمية )

(( إن الجوهر الذي يعبده الانسان ويؤلهه كجوهر غريب هو بالحقيقة جوهره الخاص ))

سلاماً ... سلاماً يا وطن الخمر والعواهر والاسنان المسوسة ......
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03894 seconds with 11 queries