عرض مشاركة واحدة
قديم 20/08/2008   #45
شب و شيخ الشباب Fouad
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ Fouad
Fouad is offline
 
نورنا ب:
Apr 2004
المطرح:
Canada
مشاركات:
160

افتراضي


س: هناك من يقول انها هي التي تصعب الامور؟
ج: صحيح أنها صارت الان تفكر كثيرا قبل انت ينزل اي البوم الى السوق و هذا من حقها ، اصبحت هنالك مسؤولية، نظرا لعلاقة الجمهور، بها وأيضا هي التي تتحمل النقد والمتابعة، كل هذا يجعلها "تعتل هم زيادة"... خاصة عندما يكون هناك نوعية مختلفة من الأعمال، مما يدفعها الى التريث فترة .

س: في مقطوعتيْ "قمح" و "ضيعانو"، حولت صوت فيروز الى آلة موسيقية ، هل تعتقد ان هذه التجربة نجحت بالقدر الذي تتمناه ؟
ج: من غير المؤكد ان تنجح مقطوعة موسيقية من دون كلام بنفس القدر لنجاح اغنية مغناة ، و لكن ما لاحظته الامس و اول امس و تفاجأت به كثيرا هو ان جمهورا كبيرا يعرف هذه المقطوعة، يعني انها وصلت مع اني لم اكن اتوقع ذلك، ومن ضمن الاشياء المفاجئة ايضا ان علاقة الناس بهذه المقطوعات الموسيقية هي نفس علاقتهم بالاغاني .

س: انتم تقيمون حفلات في البلدان الغربية، لوس أنجلوس أو باريس أو لندن، ولكن جمهور هذه الحفلات عبارة عن عدد ضئيل من الغربيين والكثير من المغتربين العرب، والسؤال لماذا لم تخترق ألحانك وسائل الإعلام الغربية مع أنها باعراف العديدين تصنف بأنها موسيقى عالمية، على سبيل المثال أغنية "وحدن"، فهي جديرة بأن تبث إلى جانب أجمل مقطوعات البلوز، في الإذاعات العالمية.
ج:
انت تعرفين أن هنالك أقنية للوصول إلى وسائل الإعلام الغربية وطبيعة النظرة إلى الثقافة العربية ولوضع العرب في العالم في كل المجالات، وعلاقتهم باللوبيات المسيطرة على الثقافة والإقتصاد، فالأمر ليس متعلقا بالأغنية ذاتها .
الغرب بالنسبة للشرق بوضعه الحالي لا يحب أن يعرف ما إذا كان الشرق مستعدا ان يتطور حتى بموسيقاه بل يفضل أن يستقيها منه كمادة خام ليعود ويصدرها له، وكأنهم في الغرب يقولون لنا: خليكم أنتو هيك على بدائية الموسيقا والأشكال والعوايد وإذا في أي تطوير نحنا بنعملو عنكم.

س
: هل أنت متفائل ام متشائم بالنسبة لهذا الموضوع فمعروف أنهم يقولون انك سابق لعصرك وانك ترى أبعد مما يراه غيرك، وبالمناسبة ماذا يفيدك أن تكون سابقا لعصرك؟

ج
: إذا ثبت هذا الأمر فهو لا يفيد شيئا، ولكن بالعودة إلى سؤالك السابق أحب أن أخبرك أنه كان هاجسنا منذ 15 عاما ان نوصل موسيقانا العربية للعالم، ولكن مع الوقت يمكنك التأكد أن الأمر ليس بهذه البساطة، وأن شركات انتاج غربية ممكن أن يأخذوا من الشرق "نتعة" ويتبنوها فيكون السبب أن رأسمال السوق قرر حاجته لشيئ جديد وتكون هذه "النتعة" مرة من أفغانستان ومرة من إيران، وبشرط ان لا يفهموا عليهم، تماما كما يبيعون هناك الكوفية الفلسطينية. أنا كنت أتصور كما قلت انت أن شركة الإنتاج، أيام أغنية "وحدن"، سوف تهتم بالأغنية وتوزيعها في
الخارج، ولكن المغنية عربية، حتى لو كانت فيروز، لكن هذه هي هويتها.. وخلينا نحنا مبسوطين ببعضنا!!!

س: وصلنا الآن من الدكتورة حنان قصاب حسن، الأمين العام لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية، أن الأمانة العامة على استعداد لإنتاج اسطوانة خاصة بفيروز.
ج
: بتعملها الدكتورة حنان متل ما عملت هذه الحفلة، (ضحك) خسارة بخسارة... خسارة بثقافة...!!!


س: من المسؤول عن جعل الثقافة خسارة هل هي العولمة؟
ج: لا، إنه فكر السوق عموما، أي تحويل كل شيء إلى لشيء يباع، الأمر له علاقة بالغرائز البدائية للإنسان، كالأكل والجنس والعنف والقوة والضعف، أما الثقافة فهي لا تأتي دائما مع كل هذه الأمور بل تأتي بعدها. الأشياء البدائية يستغلها السوق عند الإنسان لأنها تبيع أكثر من غيرها وبالتالي يغذيها، وهذا الأمر في كل العالم وليس فقط عند العرب.

س
: لكن برأيك لماذا هذا الإنحدار؟ أنت الذي تمثل بالنسبة للكثيرين البوصلة بدليل ما نجده في صحيفة الأخبارعن غيابك وعن صمتك في الفترة الأخيرة؟
ج: انا مشاركتي في صحيفة الأخبار كانت لمساعدة رفاق وأصدقاء ولمساندتهم في انطلاق المشروع /لجريدة، ولم تكن النية أن أتفرغ للكتابة، وحين وجود موضوع يتطلب الكتابة فأنا أكتب.

س
: ولكنك كنت صامتا في الفترة الأخيرة، فهل يعود السبب للأوضاع السياسية؟ بما أنك بالنسبة لنا تمثل حالة الشخص الذي "عنا ثقة فيه"...
ج: في كلامك شيئ من الصحة لأن الوضع السياسي الأخير كان يفرض على من يرغب الكتابة أن يكتب شيئا معينا، أو لا يكتب . نعم هذا أحد الأسباب، وفي البدايات كان طلب الأصدقاء أن تكون الكتابة شبه يومية... ولكن الصمت في الفترة الأخيرة كان بسبب الأوضاع السياسية كما قلت أنت.

س
:الجمهور دائما متعطش لزياد الرحباني فإذا لم تحيي حفلا موسيقيا او تصدر ألبوما جديد لفيروز أو تظهر على التلفزيون أو حتى من خلال جريدة، فكيف لنا أن نتواصل معك في حين أنك تشكل حاجة ملحة عندنا ؟

ج: هذه هي الورطة

س: بالنتيجة نعود للسؤال الأولي، لماذا هذا الإنحدار وكأنه لم يعد هناك أفق؟
ج: هذا التراجع سببه علاقة الإنسان بالآخر، وبرأيي ليس هناك أسرار على الكرة الأرضية، هناك علاقة الناس ببعضهم وبالماديات، وتبين مع الوقت أنه كان يوجد معسكران كبيران في العالم، الرأسمالي والإشتراكي، وكانت نكسة كبيرة في اول التسعينات في المعسكر الإشتراكي بسبب الذين عملوا على النظام الإشتراكي، وهم بشر، فارتكبوا عدة أخطاء، وتبين، بعد تفرد الرأسمالية بزمام الأمور، أن العالم تراجع كثيرا. هذا التراجع أدى أيضا إلى تراجع الصناعات بنوعيتها ولم يعد هناك حتى خطر التصادم بين المعسكرين، صار هنالك معسكرا أوحد، ومن الصعب أن يكون متعددا، والرأسمال الباقي يريد ان يسيطر على الأصغر والأصغر على الأصغر وهكذا.
الفكرة الأساسية التي تروج لها الرأسمالية أن المنافسة في العالم الحر هي في سبيل الأفضل، ولكن ما تبين في النهاية انها منافسة في سبيل "الأكثر" وليس الأفضل. وهذا الامر يعني أن االشيء الجيد يجلب الخسارة ويوازي الخسارة.

س: ما زال هناك فئة تؤمن بالجيد، لكن غير محسوب حساب أفراد هذه الفئة، مع أنهم يمكن أن يمثلوا قوة شرائية؟
ج: إذا فيه شي بيربح أكتر شو بدك فيهم... (ضحك) بتشوفي مثلا بألمانيا اللي مصرّين إنه يعملوا شي أحسن ، بعد فترة المصانع عم تضطر تسكّر.

س: حابب تضيف شي بالنسبة لانطباعاتك عن دمشق؟
ج: عم لاحظ إنه فيه ناس مابيعرفوني بالهيئة وحافظين هالأعمال بأكملها، أمر مدهش، أنا مش معوّد استوعب هيك شغلة بسهولة، مثلا اليوم، الناس عندهم نجم، عندن صورتو وبيلاحقوه، بس أنا واحد بيجي يسألني اي ساعة جاية الأستاذ زياد، بقوللو "صار واصل"، وبنفس الوقت هالشخص اللي ما بيعرف شكل :الاستاذ زياد" حافظ كل أعماله الموسيقية، يعني هيك الأمر مش معلق بالصورة... الناس متابعين حتى من دون معرفة التفاصيل... لأنه ما في أعمال تلفزيونية... يمكن بعض الشباب بيعرفوا الصور عن طريق الأنترنت، هادي الملاحظة الأولى، ثانيا، نسبة المتابعة ملفتة، مثلا بيعرفوا "صباح ومسا" من أول نوتة عندما تعزفها الأوركسترا، هنالك طريقة سمع، طريقة تذوق للموسيقا. بتذكر إيام اللي كنا نجي على المعرض أحيانا كان يكون فيه صمت غريب أثناء الأغنية، كنت بفتكر إنه الناس مش عاجبها، بيكون بالعكس عم يصغوا بتركيز شديد.

س: عن علاقتك بالسيدة فيروز، وقت اللي بتكون عاطيها لحن، مين اللي بتمشي كلمته؟
ج: هي مبدئيا بتقول "اللي بدك ياه منعملو"، بس عند التنفيذ بترجع بتطلع الأمومة، بقلها "لأ ماما"..

.
س: بتقلها "ماما" والا ست فيروز؟
ج: لأ "ماما" وإلا ما بتعود ترد.. كمان إذا اعطيت ملاحظة بنبرة قوية بترجع فجأة تقول إنو كيف بترفع صوتك بوجهي، بس عموما بتقدر تفصل وبتقول بالبداية إنه هي جايه تاخد تعليمات.

كل ما قاموا بيت السلطان ليحدوه خيلهم .... بتمد الخنفسة رجلها

آخر تعديل butterfly يوم 20/08/2008 في 23:21.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.08491 seconds with 11 queries