عرض مشاركة واحدة
قديم 09/07/2009   #4
شب و شيخ الشباب سيف القرصان
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ سيف القرصان
سيف القرصان is offline
 
نورنا ب:
May 2009
المطرح:
زحل
مشاركات:
53

إرسال خطاب MSN إلى سيف القرصان إرسال خطاب Yahoo إلى سيف القرصان
افتراضي


مات هذا العجوز العظيم في إحدى المحميات الحكومية بعد حياة ذليلة ، ترفضها الكلاب ، قضاها في أواخر أيامه .

شيف جوزف
وفي العام 1890م ختمت الحكومة حروبها ضد الهنود بمجزرة ( ووندد ني ) التيارتكبتها في داكوتا الجنوبية . و روى أحد الهنود الناجين من تلك المجزرةعن بعض من تفاصيلها للسيد جيمس مكريغور ، المشرف على أحوال و شؤون الهنودالحمر . فقال :
...ها أنت تشاهد حالتي .. أنا مريض و جرحي بالغ الخطورة ... فالجنود كادوا أنيقتلوني .. أنا لم أؤذي أي أبيض في حياتي .. كانت هذه المجزرة خطأ كبيرتجاه شعبي و زعيم قبيلتي . لم ينوي زعيمنا مقاتلة الجنود . كان يضع دائماًعلم أبيض أمام المخيّم تعبيراً عن ميله للسلام و التفاوض .. لقد غدر بناالجنود ... قاموا بتجريدنا من السلاح بعد أن خدعوا زعيمنا .. راحوايتوغلون بين الأهالي يفتشون النساء و الأطفال بحثاً عن السلاح أو أي آلةحادة تستخدم كسلاح .. و بعد أن كدّسوا الأسلحة بعيداً عن تناول الهنود ،أصدر قائدهم أمراً بإطلاق النار علينا و على نسائنا و أطفالنا ! .. راحوايلاحقونا و يصيدونا كما يصيدون البوفالو !.. كيف يمكن لهؤلاء الجنود أنيقتلوا الأطفال ؟.. لا بدّ من أنهم سيؤن .. فالهنود لا يستطيعون قتلالأطفال البيض . لا يمكنهم فعل ذلك أبداً ....

فيأوائل القرن التاسع عشر ، حضر مبشّر مسيحي إلى بوفالو كريك ، نيويورك ،قادماً من بوسطن و جمع زعماء قبائل السينيكا ، الذين سكنوا تلك المنطقة فيحينها ، ليقول لهم أنه ينوي تحويلهم إلى الديانة المسيحية . و أنهسيعلّمهم كيف يعبدون الروح العظيم ، و لا ينوي تجريدهم من أرضهم أو مالهمأو ممتلكاتهم . و لا يوجد سوى ديانة واحدة أصيلة في هذا العالم ، و إن منلا يعتنقها سوف يتجرّد من السعادة و سيعيش في الظلمة و الخطيئة طوال عمره، و غيرها من كلمات تبشيرية ساحرة .. و بعد انتهاء هذا المبشّر من خطابهالطويل ، طلب من الزعماء الهنود الحاضرين في الاجتماع أن يعطوه جواب علىاقتراحه .
واتفق الزعماء على أن يتحدّث باسمهم الزعيم الهندي المخضرم " ساغويواثا "الملقّب بريد جاكيت . و قد قام الكاتب الأمريكي " سامويل غودريش " بتوثيقهذا الخطاب ، و نشره فيما بعد ضمن كتاب يحمل عنوان : " شخصيات هندية شهيرة" . و قد وصف الكاتب هذا الزعيم الهندي النبيل بدقة كبيرة منذ أن وقف ببطءمنتصب القامة ملقياً وشاحه التقليدي على ذراعه كالسيناتور الروماني ، وكيف ألقى خطابه الشهير بفصاحة لا تخلو من النبل و عزة النفس ، و هذا ذكّرالبيض الذين حضروا الاجتماع ، بما فقدوه من الشيم الأخلاقية الأصيلة التيطالما تميّز بها الهنود الحمر ، إلى أن انتهى من كلامه و مضى في سبيله .

قال الزعيم الهندي رداً على كلام المبشّر :
صديقي و أخي . إنها إرادة الروح العظيم بأن نجتمع هنا اليوم .. إنه الآمرالناهي بكل شيء .. و قد أعطانا يوماً جميلاً لاجتماعنا .. أزال حجابه عنعين الشمس فسطعت من فوقنا و فتحت عيوننا فأصبحنا نرى بوضوح .. و عملتآذاننا دون توقّف .. مما جعلنا نسمع بانتباه كل كلمة قلتها لنا .. كل هذاهو من فضل الروح العظيم و له الشكر و الحمد ..
أخي.. لقد أقيم هذا الاجتماع من أجلك .. و قد حضرنا في هذا الوقت بناءاً علىطلبك .. و قد استمعنا بانتباه لما قلته .. و طلبت منا أن نعبّر عن أفكارنابحريّة .. هذا يجلب السرور لقلوبنا .. فإنه يشجعنا على الوقوف أمامكباستقامة و التعبير عن ما يجول في نفوسنا من أفكار .. الجميع هنا استمعإلى ما قلته ، و الجميع قرّر و اتفق على إعطائك الجواب عن طريق وسيط واحد..
أخي.. قلت أنك تريد جواباً على ما اقترحته قبل مغادرة هذا المكان .. إنه منحقك الحصول على جواب .. فأنت بعيد جداً عن منزلك و نحن لا نريد أن نؤخّرك.. لكن يجب علينا أولاً العودة قليلاً إلى الماضي .. و سأروي لك ما رواهلنا آبائنا و أجدادنا ، بالإضافة إلى ما سمعناه من الرجل الأبيض ..
أخي.. اسمع جيداً ما سأقوله .. كان هناك وقت ملك فيه أجدادنا هذه الأرض .. وامتدّت مقاعدهم من شروق الشمس إلى غروبها .. فالروح العظيم جعل هذه الأرضللهنود .. و خلق البوفالو و الغزلان و الحيوانات الأخرى لطعامنا .. و خلقالدب و القندس لنجعل من جلدها كساءاً .. و قام بنشرها في جميع أسقاعالبلاد ، و علّمنا كيف نصطادها .. و سخّر الأرض لتنتج الذرة فصنعنا الخبز.. كل هذه الخيرات ، خلقها من أجل أولاده الهنود لأنه يحبّهم .. و إذاحصلت خلافات بين الهنود حول أراضي الصيد ، كانت تسوّى مباشرة ، دون سفكالدماء .. لكن مرّ يوماً ملعوناً على الهنود .. عندما قطع أجدادك المياهالعظيمة ( المحيط ) .. و وصلوا إلى شواطئنا .. كان عددهم قليل ، لكنهموجدوا أصدقاء ، و ليس أعداء .. قالوا لنا أنهم هربوا من بلادهم خوفاً منرجال أشرار .. و جاؤا إلى هنا كي يتمتعوا بممارسة ديانتهم بحرية .. وطلبوا منا مقعد صغير من الأرض .. فأشفقنا عليهم ، و قمنا بتلبية طلبهم ..و عاشوا بيننا بسلام .. و قدمنا لهم اللحوم و الحبوب .. لكنهم أعطونامقابلها السمّ !. لقد اكتشف الرجل الأبيض بلادنا .. فأرسلوا أنباء إلىبلادهم .. و جاء المزيد من البيض .. لكننا لم نهتم لهذه المسألة و أخذناهمكأصدقاء .. و قالوا لنا أنهم يعتبروننا أخوة .. و قد صدّقناهم و أعطيناهمالمزيد من الأرض .. لكن أعدادهم ازدادت كثيراً .. و طلبوا المزيد من الأرض.. و قد أرادوا بلادنا كلها !. لكن عيوننا تفتحت ، و أصبحنا مضطربي البال.. و وقعت حروب كثيرة .. فأبيد الكثير من الهنود ..
أخي.. كانت مقاعدنا في يوم من الأيام كبيرة ، و مقاعدكم كانت صغيرة .. لكنكمأصبحتم الآن شعب عظيم العدد و القدرة .. أما نحن ، فمن الصعب علينا إيجادمقعداً نمدّ فيه بساطنا .. لقد أخذتم بلادنا .. لكنكم غير مكتفين بذلك ..و تريدون الآن فرض ديانتكم علينا ..
أخي.. تابع في الاستماع .. تقول أنك ستعلّمنا كيف نعبد الروح العظيم وفقالطريقة التي يريدها هو .. و إذا لم نعبده وفق المذهب الذي تسلكونه سوف لننكون سعداء إلى الأبد .. تقول أنك على صواب و نحن تائهين في عالم الخطيئة.... من الذي يضمن صحّة هذا الكلام ؟... و قد فهمنا أن ديانتكم مكتوبة فيكتاب .. فإذا قُدر لهذه الديانة أن تنتشر بيننا ، لماذا لم نستلهمهامباشرة من الروح العظيم ؟.. لماذا لم يعطيها لأجدادنا و أسلافنا الأوائلحتى نتفهّمها جيداً و نستوعبها بطريقة صحيحة ؟.. إن كلّ ما نعرفه عن هذهالديانة هو ما تقوله لنا .. كيف لنا أن نصدّق كلامك في الوقت الذي نتعرّضفيه دائماً للمكر و الخديعة على يد الرجل الأبيض ؟..
أخي.. تقول أنه هناك طريقة وحيدة لعبادة الروح العظيم و خدمته .. إذا كانهناك حقاً ديانة واحدة ، لماذا أنتم البيض تتجادلون دائماً حولها وتختلفون ؟. لماذا لا تتفقون على سلوك واحد طالما أن التعليمات مكتوبة فيهذا الكتاب ؟..
أخي.. نحن لا نفهم هذه الأشياء .. قيل لنا أنكم توارثتم هذا الدين من أجدادكمو انحدر من الأب إلى الابن إلى أن وصل إليكم .. لكن نحن أيضاً لدينا دين.. و قد توارثناه من أجدادنا .. هذه هي طريقتنا في العبادة .. إنه يعلّمناكيف نحمد الخالق على ما نجنيه من خيرات .. و يعلّمنا كيف نحب بعضنا البعض.. و كيف نتّحد .. نحن لا نتجادل و لا نختلف حول ديننا ..
أخي.. إن الروح العظيم قد خلقنا جميعاً .. لكنه جعل أولاده البيض و الهنوديختلفون في أشياء كثيرة .. فقد أعطانا لون بشرة مختلف .. و عادات مختلفة.. و أعطاكم الفنون .. خاصة تلك التي تتعلّق بالحروب .. فهو لم يفتحأعيننا لهذه الأشياء .. و بما أنه جعلنا نختلف بأمور كثيرة ، لماذا لانتفق على أنه أعطانا ديانة مختلفة لكنها مناسبة لطريقة عيشنا و فهمناللحياة ؟. إن الروح العظيم لا يخطئ أبداً .. و هو يعرف ما يناسب أولاده ..و نحن مكتفون بما أعطانا ..
أخي .. نحن لم نشأ تدمير ديانتكم .. أو نجرّدكم منها .. إننا فقط نريد أن نمارس ديانتنا ..
أخي.. قلت أنك لم تأتي إلى هنا لتأخذ أرضنا أو مالنا .. بل أتيت لترشدنا إلىطريق الصواب .. لكن أحب أن أقول لك بأنني قد حضرت إحدى اجتماعاتكمالعبادية .. و رأيت الراهب حين كان يدور على المصلّين و يجمع منهم المال.. أنا لا أعرف إلى أين يذهب هذا المال أو لماذا تجمعوه .. لكن دعونانفترض أنه يذهب إلى الكاهن الأعلى .. و إذا بنينا هذا على طريقة تفكيرك ،نستنتج بأنك تريد بعض من مالنا ..
أخي.. قيل لنا أنك تقوم بالتبشير بين البيض الذين يسكنون في الجوار .. هؤلاءالناس هم جيراننا و نحن نعرف سلوكهم جيداً .. سوف ننتظر لفترة من الوقت ونرى ما هو تأثير تعاليمك التبشيرية عليهم .. و إذا اكتشفنا أن لها نتائجإيجابية على سلوكهم ، و تجعلهم صادقين في تعاملهم مع الهنود و تردعهم عنالغش و الخداع الذي طالما عانيناه منهم ، سوف نعيد النظر فيما قلته ..
أخي.. لقد سمعت جوابنا على اقتراحك .. و هذا كل ما عندنا لنقوله حالياً .. وبما أننا سوف نفترق ، سنتقدّم لمصافحتك باليد و نتمنى أن يحميك الروحالعظيم في رحلتك ، و العودة إلى ديارك و ذويك بأمان ..
لقدتعرّض بعدها الزعيم ريد جاكيت لتهم كثيرة تنعته بالهرطقة و الشعوذة والخروج عن السلوكيات الدينية الأصيلة و اتخذت بحقه الإجراءات المناسبة لها... !
إنالتاريخ المثالي هو الذي يكتبه مؤرخون متخصّصون يتمتعون بإلمام كامل عنالحقائق و التفاصيل التاريخية المختلفة . بالإضافة إلى عدم الانحياز فيالنظر إلى الأحداث . لكن الواقع يظهر حقيقة أخرى . فالتاريخ الذي تتعلمهالجماهير هو التاريخ الذي فرضه المنتصرون !.
هذايذكرني بكلام داروين عن حقيقة " البقاء للأنسب " ؟. ليس من الضرورة لأننكون خبراء محترفين حتى نكتشف حقيقة أنه عندما يتعلّق الأمر بالإنسانيةنجد أن الذي يبقى هو ليس الأنسب !. إذا نظرت إلى الواقع بنظرة إنسانيةأصيلة ، تجد أن الذي يبقى هو الأكثر رغبة في القتل ، المدجّج بالسلاح والمحترف بفنون القتل و الدمار ، القاسي الذي يخلو من أي رادع أخلاقي يكبحوحشيته الشريرة . و بكلمة أخرى نقول :
إن الذي يبقى هو النوع الغير مناسب إنسانياً !.
تزوير التاريخ .... حالة طبيعية .. تعتبر إحدى أهم الضروريات الاستراتيجية في عملية إدراة الجماهير ... لكن لصالح من ؟.
أنظرواإلى ما وصلت إليه البشرية ... أنظروا إلى التوجّه الفكري و الأخلاقي الذيتسلكه الشعوب .. من المسئول عن هذا الوضع المرعب الذي نعاني منه الآن ؟..لماذا لا تعلن الحقيقة ؟.. حقيقة أن التاريخ المكتوب صنعه مشعوذوناستراتيجيون .. هدفهم هو توجيه الشعوب كما يشاؤن .. و التحكم بهم كمايشاؤن .. و تسخيرهم لتنفيذ أهداف قلّة شريرة من الناس .. و أهوائهمالسخيفة .. فتاهت الشعوب .. و ابتعدت عن الحقيقة تماماً .. و راحوا يخوضونالحروب على الآخرين معتمدين على التاريخ المكتوب .. و راحوا يشعلونالنيران و يقطعون الأشجار ... كما هو مكتوب ... راحوا ينهلون من المعلوماتالتاريخية المزوّرة حتى أصبحوا كائنات شريرة ! لا تستطيع العيش دون قتال..
فلم يعد للخير بينهم مكان ... و بدلا من تبجيل الخير و لعنة الشرّ ، راحوايعبدون القوة و يحتقرون الضعف و الهوان !.. انقرض الخير و سادت القوة ..فحكم الشرّ !.. و نسب السيف للمجد !.. و نسبت القوّة للعظمة !. و المجرمالسفاح أصبح بطلاً !. و الضعيف الذي خسر المعركة هو دائماً الشرير !.. أماالمنتصر ، فهو القديس الذي اسمه يسود !.
...................................... ثم نظرنا حولنا ... فرأينا مجموعةمن الذئاب .. تجتمع حول غزال مسكين .. و انقضّت عليه و مزّقته إرباً ....بشراسة مخيفة ... دون شفقة أو رحمة .. ثم التفتنا إلى كلب ودود .. الكائنالوحيد الذي أثبت وفاؤه المطلق للإنسان ... و المستعد للتضحية بحياته منأجله .. فقرّرنا استخدام الاسم " كلب " لنشتم به الآخرين ! .. أما الاسم "ذئب " فمدحنا به الآخرين !.. و أطلقناه اسماً على أحد أولادنا تيمناً بذلكالوحش المرعب المخيف !..
من قال أن الإنسان على صواب ؟!.
آنالأوان أن ندع التاريخ جانباً ... و نبدأ بتلقين أولادنا الأخلاق !.. آنالأوان أن نتعلّم كيف نحب الآخرين .. مهما كان لونهم .. مهما كانت ثقافتهمو معتقداتهم و علومهم .. يجب أن تسود المحبة .. كي يعمّ الخير من جديد ...هل هذا المطلب كبير علينا كشعوب و جماهير ؟.. أم أن هناك من يقف عائقاً فيهذا التوجّه الإنساني العظيم ؟!..

http://up.damasgate.com/files/5p037k5qigpk2wz6kxzy.jpg

آخر تعديل suryoyo يوم 10/07/2009 في 08:17.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.08376 seconds with 11 queries