عرض مشاركة واحدة
قديم 07/05/2005   #33
شب و شيخ الشباب Joe
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ Joe
Joe is offline
 
نورنا ب:
Apr 2004
المطرح:
في قلوب العذارى
مشاركات:
1,763

افتراضي


مرحبا ابو شريك

كلامك هذا غير صحيح و هذه الممارسات ليس لها علاقة بالرأسمالية. هذا تدخل سياسي بالسوق و هو ما ترفضه السوق الحرة ... هذه إحدى عواقب الديمقراطية و تدخل الحكومة بالسوق.. هذه رواسب أنظمة أخرى و لو ان شكلها تغير قليلا كونها مترافقة مع الدول الغربية

سأشرح الوضع بالتفصيل.. و قد بحثت فيه طويلا هذين اليومين حتى أتمكن من الرد

كبداية لا أعتقد ان كلامك صحيح عن رمي البودرة بالبحر لتحقيق توازن الأسعار. الأمر ليس كذلك و لو ان فكرة توازن الأسعار هي الفكرة الأساسية السيئة. يعني موضوع رمي بودرة الحليب في البحر أعتقد انه لن يسمح به ليس من منطلق اقتصادي او انساني... بل على أقل تقدير لن تسمح به وزراة البيئة و جمعيات الحفاظ على البيئة! و لكن لو لديك مثال حقيقي موجود حاليا و يوجد مقال حول الموضوع في مكان ما على الإنترنت فأتمنى ان تزودني به لاني بحثت و لم أجد شيئا

المشكلة بدأت فترة الحرب العالمية الأولى حيث أن الحكومة الأمريكية بدأت تعطي إعانات مالية للفلاحين (Subsidies) لزيادة الإنتاج الزراعي.. و استمرت الإعانات و استمرت زيادة الإنتاج بعد الحرب. و طبعا بعد الحرب تغيرت الأحوال و خف طلب الدول الأوروبية المدمرة للمزروعات الأمريكية. الإعانات المالية تسبب حافز لدى المزارع لزيادة إنتاجه و زيادة الإنتاج تتطلب المزيد من الإعانات.. يعني دوامة

الآن حصل زيادة إنتاج كبيرة و انخفاض سريع و كبير بأسعار السلع الزراعية في أميركا. هذا الامر لم يرق للحكومة لأنهم شعروا بضرورة حماية المزارع الأمريكي من انخفاض اسعار منتجاته. (لحد الآن عم نحكي عن الداخل بمعزل عن الأوضاع الخارجية و التجارة الخارجية).. بالتالي تم وضع عدة قوانين لمحاولة السيطرة على الإنتاج و تخفيف الإعانات و لكنها فشلت. الحكومة الأمريكية حينها رغبت بتثبيت سعر المواد الغذائية و الزراعية الأساسية لنظرتها انه من الخطر الكبير ترك هكذا سلع مهمة و حيوية في الدولة رهن تقلب السوق و هي مصدر حياة الناس.. و بالتالي لم تعد تخضع المنتجات الزراعية للسوق الحرة و للعرض و الطلب مثل أي منتج إقتصادي آخر... أي هنا لم يعد الموضوع له علاقة بالنظام الإقتصادي بل أصبح موضوع قرارات سياسية خاطئة... هنا الخطأ في الموضوع.. اول خطأ هو الدخول في دوامة الإعانات المالية الكريمة جدا للفلاحين و الثاني هو محاولة تثبيت سعر السوق طبعا بتثبيت كمية السلع التي تدخل السوق المحلي (اعتقد ان الحركتين أقرب للشيوعية منهما للرأسمالية اذا ماني غلطان)

الان يأتي الأمر المهم المتعلق بالدول النامية

-اولا الفلاح الأمريكي لديه من التكنولوجيا ما يسمح له بإنتاج الكثير + إعانات مالية و بالتالي أصبحت الخضار و الحبوب تباع في الأسواق الأمريكية بأسعار أرخص من كلفة إنتاجها! أحيانا بنسبة عالية جدا ك 40 بالمئة. الفلاح لم يعد يهمه السعر حيث انه يحصل على إعانات مالية من الدولة كي ينتج بهذا السعر و هذه الإعانات تأتي طبعا من جيوب المواطنين... مثلا ثمن كرتونة الحليب أرخص من كلفة إنتاجها بأربعين بالمئة و لكن الفرق ندفعه بدون أن نشعر من خلال الضرائب

-ثانيا و قبل أن يتم هناك أي نوع من التبادل التجاري بين دولة نامية ما في إفريقيا و دولة أوروبية أو أمريكية.. كان الفلاحون في تلك الدولة النامية ينتجون السلع و يصدرونها إلى الخارج... طبعا بدون مساعدات من الدولة و لا من يحزنون... الزراعة هي مصدر رزق تلك الشعوب الفقيرة

الآن يوجد زيادة الإنتاج الهائلة في الدول الكبيرة. ماذا حصل؟ هل تم رمي تلك السلع في البحر؟ كلا لا أعتقد هذا كما قلت لك ... بل الذي حصل هو أمران

-إما تصدير السلع هذه بسعر أرخص من سعر السوق المحلية للدولة النامية
-أو تقديمها كمساعدات إنسانية إما للدول النامية او كبرامج غذائية للفقراء في الدول الغربية

بالحالتين أصبح هناك منافسة شديدة جدا تواجه الفلاح الإفريقي الفقير... لم يعد قادرا على تصدير بضائعه... صادرات الدولة تراجعت بشكل كبير... حصل تدمير هائل لإقتصاد تلك الدول. فعلا كارثة كما تفضلت أنت

أين هي المشكلة؟ من المسؤول؟ هل نظام السوق الحرة و العولمة هي المسؤولة؟ هل هذا ذنب الرأسمالية؟ طبعا كلا... المسؤول هو تدخل السياسة في الإقتصاد و محاولة حماية الزراعة في الدول الكبيرة... محاولة تأمين الضمان الغذائي و تقليل الواردات الزراعية من وراء البحار (يعني تحقيق ما يسمى بالأمن البيولوجي)

الدول الغربية مدركة لهذا الأمر.. و الشعوب الغربية كلها ترفض هذا الامر و الكل يسعى لوقف هذه الإعانات المالية و جعل الحبوب و المواد الغذائية تخضع لسوق حرة حقيقية

و لكن هناك مقاومة شديدة من قبل الشركات الغذائية الضخمة (لم يعد هناك "فلاح" أمريكي كما نعرف نحن مثلا الفلاح السوري.. بل كلها مؤسسات ضخمة تستفيد من مساعدات الدولة و تخرب بتصديرها الكبير اقتصاد الدول النامية)

يعني الموضوع موضوع سياسي بحت و ليس له أي علاقة بالاقتصاد او الرأسمالية.. على العكس الرأسمالية الصحيحة ضد هذه الممارسات و لا أحد بعقله السليم يمكنه تقبل هكذا أمر غير عادل و لا إنساني

الآن هناك دول كثيرة من كبار الدولة الزراعية الغنية بدأت ترفض هذه الممارسات من قبل منظمة التجارة العالمية و شكلوا جمعية اسمها Cairns Group

كندا و البرازيل و استراليا من هذه الدول

و لكن هناك معارضة شرسة من اليابان و الإتحاد الأوروبي على أساس حماية العامة في بلدهم (لم يتم ذكر أميركا كدول مقاومة و لا أدري ما هو موقفهم الحالي بالضبط)

يوجد أيضا حركة اسمها ظريف هو KICK AAS و هي اختصار ل Kick All Agricultural Subsidies

موقعهم هو
http://kickaas.typepad.com/


هذا هو مصدر كل الكلام السابق لمن يرغب بمزيد من الاطلاع و المقال طويل و لكن مفيد جدا
http://www.answers.com/topic/agricultural-policy

اتمنى انه قد أصبح من الواضح بعد هذا الشرح أن سبب مشكلة الدول الفقيرة جاء بسبب محاولة الدول الغنية لدعم شعوبها .. و من ثم تقديم الغذاء للدول الفقيرة بأسعار رخيصة جدا أو مجانية مما سبب رد فعل عكسي على اقتصادهم الزراعي


ذكرى مرور عام على وفاة الأديب العالمي سيبيري ماسكوليه 1932 - 2008
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04221 seconds with 11 queries