الموضوع: كأس العالم
عرض مشاركة واحدة
قديم 30/06/2006   #1467
شب و شيخ الشباب صياد الطيور
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ صياد الطيور
صياد الطيور is offline
 
نورنا ب:
Jun 2005
المطرح:
في قلب حبيبتي
مشاركات:
12,956

إرسال خطاب MSN إلى صياد الطيور
افتراضي ريكلمي سر قوة الارجنتين وضعفها


الكثير من الفرق الكبيرة اعتمدت الارجنتين دائما على طريقة اللاعب المحور وهو اللاعب الذي تبنى عليه خطة اللعب بمعنى انه يكون موجودا في كل كرة خصوصا عند بناء الهجمات حيث لا تبدا الهجمة الا عبر تمريرة من هذا اللاعب. هذه الطريقة التي كانت سائدة في فترة ما قبل السبعينات من القرن الماضي عند اغلب فرق العالم تغيرت على ايدي رينوس ميتشلز رائد مدرسة الكرة الشاملة الهولندية في بداية السبعينات والذي قدم مفهوما جديدا للسيادة الخططية اصطلح على تسميتها بالطاحونة حيث يعتمد البناء الهجومي للفريق على فكرة الدوامات الهوائية او المائية وبمعنى اخر فكرة التوالي لمحاصرة الفريق المنافس وعدم اعطاء لاعبيه الفرصة للراحة من جهة وللسماح للاعبي الفريق المهاجم بالتقاط انفاسهم عبر توزيع الادوار الهجومية بينهم بشكل متتالي، ورغم امتلاك رينوس وقتذاك لاعبا بحجم وموهبة كرويف الا انه لم يعهد اليه بدور اللاعب المحوري وانما على العكس حرره من الواجبات الخططية داخل الملعب تاركا له مساحة واسعة للتعبير عن ابداعه الفني دون قيود فيما تولى القيام بالوجبات الخططية من بناء للهجمات ومشاركة في التصدي للهجوم المضاد زميلاه نيسكنز وهان.
شرط ان يكون فذا
هذا الشكل الخططي اثمر واحدة من اجمل الكرات في العالم على مدى تاريخ كرة القدم وهي كرة لا نزال نتذكرها حتى الان رغم ثورة التكتيكات التي هبت على كرة القدم في الثمانينات على يد ميشيل هيدالجو الفرنسي وطريقته الجديدة 3-5-2 لكنه على عكس ميتشلز عاد فيها الى طريقة اللاعب المحور وهو الدور الذي كان يقوم به ميشيل بلاتيني.
والواقع ان اعتماد اللاعب المحور لها ايجابيات وسلبيات على غرار ما شهدناه مكرسا من لاعب الوسط الارجنتيني خوان ريكلمي الذي يقوم بنفس الدور مع المنتخب الارجنيتيني الحالي، وابرز ايجابياته وجود عقل مفكر للفريق يمكن للمدرب الاعتماد عليه في تنفيذ خططه داخل المستطيل الاخضر وضمان عدم تشتت افكار الاحد عشر لاعبا، كذلك تتيح هذه الطريقة للفريق قدرا اكبر من التنسيق الخططي والالتزام فضلا عن تأمين التفوق الفني للفريق اذا ما كان اللاعب المحوري فذا او استثنائيا مثل مارادونا او بلاتيني او زيدان وكل هؤلاء لعبوا دور اللاعب المحوري بنجاح وامنوا لفرقهم القابا غالية بفضل تألقهم.
لكن في المقابل هناك العديد من النقاط السلبية في هذه الفلسفة الكروية ابرزها انها تمثل مقامرة لا يمكن ضمان نجاحها في كل مرة حيث ان عدم قيام هذا اللاعب بدوره المنوط به كفيل باحباط الشكل الهجومي لفريقه بالكامل ومن ثم مواجهة الهزيمة المحتمة، وهناك طرق عديدة لتحقيق هذا منها المراقبة اللصيقة لهذا اللاعب وهي مراقبة تعتمد على فكرة الاستباق بمعنى ان يسعى المراقب لمنع وصول الكرة الى اللاعب المحوري ولا ينتظر حتى يتسلمها ثم يبدا في الضغط عليه، كما ان هناك قدرة اللاعب نفسه واستعداده الفني والبدني للقيام بهذا الدور دائما وفي كل مباراة وفي كامل وقتها سواء الاصلي او الاضافي، فمثلا يمكن بسهولة ملاحظة شكل الارجنتين ونتائجها عندما كان يقوم مارادونا بدور اللاعب المحوري عنه عندما كان يقوم فيرون بنفس الدور وقبله اورتيجا اذ كانا رغم موهبتهما عاديين لا يؤمنان تفوقا فنيا ملحوظا لفريقيهما، كما يسهل ملاحظة الفارق بين فرنسا في اوج عطاء زيدان وبينها في اوقات افوله ومثله بلاتيني.
طريق الفوز الالماني
نأتي الى الجزء الاخير من هذا التحليل وهو خاص بالدور الذي يقوم به ريكلمي مع الارجنتين حاليا وهل هو كفيل بترجيح مفة فريقه ام انه فرصة لالمانيا للعبور الى الدور التالي؟! اعتقادي الشخصي ان ريكلمي رغم مهاراته الفردية العالية وهدوئه الكروي الا انه لاعب تسهل محاصرته ومن ثم خنق الهجمات الارجنتينية وراينا كيف نجح لافولبي ولاعبيه المكسيكيين في تحقيق هذا خلال لقاء الفريقين في ثمن النهائي ما اضاع بهجة اللعب الارجنتيني في تلك المباراة.
لكن المفارقة ان المانيا نفسها تعتمد على نفس الطريقة باعتماد بالاك لاعبا محوريا وهو ما يقدم للارجنتينيين فرصة محاصرة الهجمات الالمانية بدورهم.
وبشكل عام فقد وضح من لقاءات الارجنتين في هذا البطولة ان ريكلمي يمر بمنعطفات كثيرة في كل مباراة متأثرا بلياقته البدنية غير العالية التي لا تمنه من تأدية دوره طوال التسعين دقيقة ناهيك عن الوقت الاضافي اذا اضطر اليه الفريق كما انه من الواضح انه ليس على وفاق كامل مع النجم الصغير ميسي حيث بدا واضحا في اللقاءات التي خاضها الاثنين معا ان ريكلمي ليس حريصا على تمرير كرات سهلة الى الاخير ربما بدافع الغيرة حيث يحصد ميسي الاضواء والنجومية رغم صغر سنه وتواضع ما قدمه لمنتخب التانجو (حتى الان) مقارنة بريكلمي فضلا عن انه يلعب في برشلونة الشهير الى جوار افضل نجوم العالم ويتقاضى الملايين فيما يلعب ريكلمي في فيا ريال متوسط المستوى والاحوال المالية، وهذه النقطة يمكن للالمان العزف عليها اذا ما شارك ميسي منذ البداية او في وقت مبكر من اللقاء.

ســــــــــــــــــوريا قلعة الصمود العربي
 
 
Page generated in 0.03777 seconds with 11 queries