[وائل 76]

من المنطق و العقلانية أن تترك الخيارات دون تأطيرها حصراً في قناعاتك ! الخيارات المطروحة في الموضوع برمتها يمكن إجمالها في فكرة واحد ليس أكثر لكن من إتجاهات مختلفة .. للأسف يا عزيزي لم يكن أيً من الخيارات المطروحة يعبر بشكل صادق عن الواقع من وجهة نظري الشخصية .. أتمنى أن ننظر بشمولية أكثر إن كنا نريد الحديث عن قضايا مصيرية و أن نتعالى عن النظر تحت أقدامنا .. !

الصراع في فلسطين صراع أجندات بكل ما تحمله الكلمة من معنى .

أجندة ترى التماهي مع المعطيات الدولية و القبول بالإرادة و الأجندة الأمريكية بشكل مطلق دون النظر للنتائج و حسابها بمعاير الكسب و الخسارة ..

و أجندة أخرى ترفض التماهي مع معطيات المرحلة و ترفض الإنصياع صاغرة للإعتراف بحق الكيان المسخ على أرضنا رغم ما كل المستحيلات الملقاة على عاتقها ..

من يظن أن الكيان الصهيوني مستفيد من هذا الصراع فهو واهم و لا يدرك أبعاد ما يجري بشكل دقيق .. الكيان الصهيوني طرفاً في هذا الصراع شئنا أم أبينا هو طرف ولاعب أساسي في كل ما يجري بإعتبار أن تيار محمود عباس إنما ينفذ أجندة أمريكية قام على وضعها و رسم معالمها الجنرال " دايتون " المقيم حالياً بالقدس و الذي يشرف على إعادة صياغة المؤسسة الأمنية و السياسية لتيار محمود عباس .

إذن لا يمكن تجاهل وجود الكيان الصهيوني بالمعادلة ولا يمكن الحديث بصيغة أنه المستفيد مما يجري لأن هزيمة تيار محمود عباس المتقاطع مع المصالح الصهيونية يعني و بكل وضح هزيمة الكيان الصهيوني مثلما يعني نصر تيار محمود عباس نصراً للكيان الصهيوني لأن عباس في النهاية سينفذ الإرادة و الأجندة الصهيونية و الأمريكية التي أعلن عنها مراراً و تكرار و في وضح النهار أنه يطالب بدولة فلسطينية وفق الرؤية الأمريكية .. بمعنى أن مقايس الأمريكان هي وحدها من تحدد طبيعة الدولة العتيدة القادمة .. فإن كان الثعلب هو المتكفل بتقطيع الجبنية بين الفرقاء هل يمكن لأي عاقل أن ينتظر نصيباً يعادل حدود الحدود الدنيا مما ينتظره ؟!