19 أيلول
الإيمان الحيّ لا يمكنه البتّة أن ينمو نتيجة لمهارة بشريّة مكتسبة . نحن لا نكتسب الإيمان مثلاً كما نتعلّم العزف على البيانو . أنا أؤمن عندما يستوقفني روح الربّ . ففعل الروح في مثل هذا الشخص عميقّ حتى إنّه جعل القدّيس بولس يقول فيه إنّه " خليقة جديدة " , إنّه إنسان جديد . أمّا الشخص الذي لم يتجدّد بالروح , فحياته , في نظر بولس , " تبقى حياة بحسب الجسد " . كما أنّ حياة مَن تجدّد بالروح هي " حياة بحسب الروح " .
يقول يسوع , إنّ الروح هو الذي يُكسبنا حدساً بأنّ الله يثبّتنا و بعضدنا . و بالروح ندرك أنّنا أبناء الله الأحبّاء . و هذا الروح نفسه هو الذي يصرخ من أعماق نفوسنا : " يا أبانا ! " . فنحن لا نعرف أحداً بعد اليوم معرفةً بشريّة . فإذا كنّا قد عرفنا المسيحة يوماً معرفةً بشريّة , فلسنا نعرفه الآن هذه المعرفة . فإذا كان أحد في المسيح , فإنّه خلق جديد . قد زالت الأشياء القديمة و ها قد جاءت أشياء جديدة , و هذا كلّه من الله الذي صالحنا بالمسيح و أعطانا خدمة المصالحة , ذلك بأنّ الله كان بالمسيح مصالحاً للبشر و غير محاسب لهم على زلاّتهم و مستودعاً إيّاناً كلمة المصالحة " ( 2 قو -5-19/16)
كان لهذا التبدّل الكامل أثره العميق في حياة بولس ممّا جعله يقول في اختباره الشخصيّ لعلاقته بالله :
" فما أنا أحيا بعد ذلك بل المسيح يحيا فيّ " ( غاطية 20/2 ) .