عرض مشاركة واحدة
قديم 27/07/2006   #5
شب و شيخ الشباب abu alameer
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ abu alameer
abu alameer is offline
 
نورنا ب:
Jun 2006
المطرح:
بلاد العز والفخر فلسطين
مشاركات:
235

إرسال خطاب Yahoo إلى abu alameer
افتراضي مجزرة غزة على لسان شهود عيان


مجزرة غزة على لسان شهود عيان

إن مجزرة ببشاعة مجزرة غزة ليس من السهل أبدا على الأيام أن تمحو آثارها فأشلاء الشهداء ربما تنتهي بدفنها وركام البيوت قد يجلو برفعها
ولكن ما لا يمكن محوه أبدا هو ما خلفته تلك المجزرة البشعة من آهات وصيحات على ذكريات اندثرت بلحظة واحدة دون سابق إنذار ولسوف تبقى تلك الآهات و الدمعات شاهد عيان على تلك المجزرة الصهيونية ضد أبناء شعبنا .
تحت الأنقاض:
نادية الحويطي- 24عام - والتي تحققت فيها معجزة إلهية بعد انتشالها من تحت الأنقاض حية ترزق تقول لمراسلنا لقد كنت نائمة مع أولادي في سبات عميق وبينما أنا كذلك فزعت على صوت انفجاراً لا يوصف مصحوبا بنيران حمراء كالبركان وتتابع بأنها وجدت نقسها داخل حفرة تحيط بها الحجارة من كل جانب وتضيف لقد أصبت عندها بذهول شديد حتى أنني ظننت نفسي أحلم أو في عالم الخيال .
وتقول نادية إنها أصبحت تحاول رفع الركام من فوقها ولكن بلا جدوى ولم تتمكن من الصراخ لطلب النجدة بعد أن فقدت صوتها من هول ما شاهدت عندها لم يخطر ببالي إلا نطق الشهادتين فالموت هو النتيجة الحتمية لما أنا فيه ، ولكن فجأة سمعت أصوات خارج الحفرة وكأنها تنادي علي و إذ بالنور ينبثق داخل الحفرة شيئا فشيئا و أصوات الشباب في الخارج تكبر وتهلل ومن ثم قام الشباب انتشالي و ستري بملابسهم بعد أن تمزقت ملابسي عن جسدي.
والدة نادية التي كانت تستمع للحوار بترقب قطعت حديثنا بتأكيدها على أن كل اليهود شارون ولن يغيروا سياستهم الدموية ضد أبناء شعبنا معللة ذلك بأن من يقتل الأنبياء من السهل عليه قتل أي إنسان آخر ووجهت الوالدة نداءاً عاجلاً إلى أصحاب الضمائر الحية للوقوف إلى جانب الأسر المنكوبة.
حالة فقدان وعي:
خضر الصعيدي -70عاماً - في حالة فقدان وعي كامل يقول ابنه نبيل " أبي يفضل الجلوس عادة في المظلة أسفل البيت ولذلك كانت إصابتة بالغة حيث سقط عليه الركام ، وقد أصيب جميع أفراد أسرتي بجراح وهم 15 فرداً معظمهم أطفال " ، ويضيف أنه بعيد القصف لم ير شيئا أمامه غير دخان كثيف أسود اللون كان يملا المكان وأصبح يجري في كل اتجاه وينبش في الأرض في محاولة يائسة للبحث عن أفراد أسرته إلى أن أغمي عليه ، وعندما أفقت وجدت بيتنا قد أصبح اثرا بعد عين ، لقد ذهب البيت وبقيت ديون بنائه .
أسئلة حائرة:
"ما الذي حدث ؟ أين ابنتي دينا ؟ أين زوجتي ؟ ماذا يقولون في الأخبار ؟"
تلك الأسئلة التي لا حدود لها ما كان لسان رامي مطر أن يقف ولو للحظة عن تكرارها وإلحاح رامي في طلب الإجابة يوقع من حوله في حرج وارتباك شديدين و في كل مرة يعيدون نفس الاسطوانة " لا تسأل عن شيء المهم صحتك ".
رامي والذي أصيب بنزيف داخلي في رأسه هو واحد من أفراد عائلة مطر المنكوبة في جميع أفرادها فمن لم يستشهد منهم فقد جرح , قبل الدخول على غرفة رامي التي يتوسطها , أوصى أهل رامي مراسلنا عدم ذكر أي شيء بخصوص استشهاد ابنته دينا أو استشهاد عائلة أخيه وعند الاقتراب قليلا منه بدأت شفتاه تتمتم بأسئلته المعتادة ثم بدأ يصف لنا بكلمات متقطعة ما حدث له فقال بعد عودته من بيت صديقه وضع سجادة الصلاة بجوار زوجته وابنته دينا وبعد وشرعه في صلاة العشاء وفي الركعة الأخيرة من صلاة الوتر انقطع عن الحياة تماما ولم يدر بنفسه إلا بعد يومين من الحادث وبكلمات تتخللها الآهات قال رامي لقد شعرت لو أن الصاروخ دخل في رأسي وهشمه بالكامل .
يقول ابن عمه أكرم والذي يرافقه كلما سأل عن زوجته وابنته دينا نجيبه بأنها ذهبت لزيارة أهلها في بيت حانون صاحبه معها دينا وعندما يكرر السؤال نحاول إيهامه بعدم سماعنا له.
ويتساءل بكلمات قوية لماذا يقتل حي بكاملة من اجل رجل واحد ؟.
ويشير أكرم انه لو كان هناك رادع لليهود من العرب والمسلمين لما قدموا على هذه الجريمة النكراء وفي الغرفة المقابلة كان يقطن أخواه محمود ورامز مطر واللذان أصيبا أيضا بجروح مختلفة .والقصة تتكرر هي نفسها فهم لا يعلمون شيئا عما حدث للعائلة غير معلومات هم أصلا غير مقتنعين بها .
يقول رامز بينما أنا نائم فزعت على صوت عظيم فوجدت حائط الغرفة فوق جسدي وعندها أغمي علي وعندما سأله مراسلنا عن باقي أفراد عائلته قال كلهم بخير إلا بعض الإصابات بينهم .
ومحمود مطر الذي يقابله في السرير يقول كنت اشاهد التلفاز مع جدتي وعندما قمت لاغلاق التلفاز لانام وجدت نفسي بين الركام ويؤكد محمود ان ما حدث لم يكن لديه ادنى شك في انه زلزال باعلى درجات رختر .
ثمرة الشهادة بامكان كل انسان التلذذ بمنظرها او حتى تمنيها ولكن احدا لا يمكن ان يدعي القدرة على قطفها حتى ولو كان أدنى الناس منها تلك الكلمات تضعها قصة مروان زينو في مصاف الحقائق .
الليلة السوادء:
في تلك الليلة السوادء وساعة القصف كان مروان واضعا ركبتيه الى ركبتي رفيق دربه يوسف الشوا يتسامران فوق سطح منزله وضع مروان كأسين من الشاي على الطاولة التي كانت بجوارهما وفي وقت واحد تناولا قليلا من الشاي ثم اعادوا الكأسين الى موضعهما بدا مروان حديثه لصديقه التي كان يصغي له باهتمام عن وضعه المادي الصعب حيث انه بلا عمل منذ عامين لقد كان اللقاء هادئا جدا ويتخلله جو من الالفة والوفاق
ولكن ما كان لذلك اللقاء ليطول كثيرا فلقد حانت ساعة الفراق بين الصديقين وبين كأسي الشاي للابد . بصاروخ واحد كتب ليوسف الشوا لقاء ربه شهيدا ولمروان زينو الاقامة في المستشفى جريحا والادهى والامر ان البيت الذي يحوي ذكرياتهما ما عاد بيتا .
مروان يعاني الان من الام شديدة في جميع انحاء جسمه بعد اصابة جميع انحاء جسمه بشظايا الصاروخ يقول مروان ما حدث لا يمكن ان يتصوره عقل لقد كنت اتحدث مع صديقي عن المعاناة واذا بالمعاناة تزداد وتصبح مائة معاناة ومعاناه .
ويتابع مروان بكلمات تقطر الما عندما حدث القصف اختفيت عن الوجود وظننت ان القيامة قد قامت ولم اصحو على نفسي الا بعد يومين ويشير مروان الى انه يعاني من الام هائلة تجعله في حالة ثوران وتخبط .
ووسط الدموع الحارة يقول مروان مطأطأ رأسه لقد اصبح بيتي الذي عملت طوال 20 عاما لبناءه اكواما من الرمال وقليلا من الحجارة .
ويؤكد مروان بان لا حل الا بالعودة الى الله وتوجه برأسه الى سقف الغرفة التي كنا نجلس بها وردد" حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل

أنا مثل الذهب
مهما علا فوقه غبار
يبقى مدى الأيام سلعة ثمينة

وأنا مثل المطر
مهما المطر هل مدرار
لو غاب عام صاحوا الناس وينه

وأنا مثل البحر
غلطان من قال غدار
وموجه يعالج كل عبرة حزينة

آخر تعديل black_iris يوم 04/08/2008 في 14:18.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05196 seconds with 11 queries