الموضوع: أسبوع وكاتب ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 30/08/2007   #494
شب و شيخ الشباب وائل 76
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ وائل 76
وائل 76 is offline
 
نورنا ب:
Jul 2006
المطرح:
Gaza Palestine
مشاركات:
2,210

افتراضي


تصحو الذكرى في أعماقنا



على أبواب الوجع ، وعند أحلام الوطن الملتهب بالدّم والنّار والغضب ، تصحو الذكرى في أعماقنا ، فنلهث خلفها ، نُسطر بما في صدورنا كلمات من حنين ، وصبرا من رصاص لا يموت ، هناك نلتقي وعبر فضاءات المدى نعانق بأيدينا شيئا من " حصاد الثائرين " تنثره لمى خاطر * على ورق الانتفاضة ، وكأن الوطن يسكن قريبا من نبض أقلامها في حكايات لا تغيب ، وشموس لا تنطفئ .
وحدهم يشعلون فتيل شمعة الغضب الثالثة .. و يسرجون قناديل الوفاء لثورة الأقصى من دم لا زال ينزف كبرياءً و عروق لم تعرف الجدب ..
وحدهم يعبرون نحو عامهم الجديد .. كأن لا حصار أدمت أشواكه خطاهم و لا جوع نهش قلوب الظامئين لبيرق النصر ..
وحدهم يسافرون لمساكن الشهداء بين النجوم .. يستمدون من عبيرهم و ياسمين قلوبهم زاد الصمود لعام جديد من المحن و تطاير صرخات الأشلاء في سماء أمة أصمت الآذان و نأت بنواظرها بعيداً عن مشاهد التدمير و تفحم الأجساد ..
وحدها حرائر الوطن تعدّ الحناء لخنساوات العام الجديد و حوريات شهدائه .. و تفرش ساحة البيدر وروداً لزفة الفرسان المزنّرين بالبارود و القنابل ..
وحدها سواعد رجالهم تحصد قمح الصابرين و تحرق الشوك قبل أن يحاصر كبرياء حجارة الصغار المتسامقين أمام المجنزرات المتعثرة بالارتعاش ..
فيا أيها الساهرون أفلاكاً في عيون الوطن و قلائد عزّ تزين جيد الثرى المشتعل بالإباء .. يا كل الذين يحتفلون اليوم بعيد الفداء و التمرد على التنازل و القهر ..
انثروا رحيق جرحكم في كل مكان .. ليعلم المحاصرون بدخان الصمت في زوايا مدن العرب أي هواء حرّ تتنفسون .. و ليدرك الذين لا يملكون لكم إلا الدعاء عند كل مجزرة أن الذي يستحق الرثاء هم أولئك الذين لم تومض عيونهم بوهج الثأر أو دفء اليقين .. و ظلوا يحسبون لكلمات الرفض ألف حساب حتى غدت نبضات خرساء لا تتجاوز صدورهم المتصدعة..
يا ثورة أولى القبلتين أشرعي الراية عالياً و أودعي فيالق الحق نفحة عزم تعبر بها نحو فجرك المنتظر قدوم الجياد .. أبرقي لانتفاضات الوطن الموءودة عهد المواصلة حتى الشهادة أو الوصول إلى باحات المسجد المنسيّ و الغائب عن ذاكرة ما عادت تهزها صور الدم اليومي أو يحركها دمع المحترقين بحشرجات ندائهم تحت الأنقاض ..
أخبري جنودك بأنك ستصفعين كل من يحاول أن يغرر بك مجّددا و يسرق سنابل قمحك قبل أن تذهّبها شمس أيلول و تسند قوامها ..
يا ذاكرة النصر المغمس بالدم انزعي الغطاء عن أجساد السماسرة المتهالكة على أعتاب إسرائيل، تستجدي الفتات و تأشيرات التنقل بين المدن المحاصرة .. ذكريهم بمجد تاريخ باعوه و داسوا عليه أمام حكام واشنطن ليشتروا به صكوك الغفران من غضب أمريكا و بأسها الذي حسبوه ناراً ستحرق ما صنعوا في دويلة لم تجلب للشعب المقهور سوى الخراب ..
يا كل المنتصبين خلف أسوار الأسر في مدارس يوسف ارفعوا قبضاتكم في ليلة العيد و رددوا مع كل المحتفلين أناشيد الفخار .. فدموع أمهاتكم ترتسم وشاحاً على زنودكم يقيّد السلاسل .. فيتورد الجرح و تخبو المرارة من نفوس تائقة للحظات اللقاء .. و صلاح القسام يرقبكم من بعيد و يبشركم بنعيم الصامدين و أجرهم حين يرحلون للحياة، فيلقاهم محمد و صحبه، يستقبلون وفود الذين ما زالوا على الحق ظاهرين في بيت المقدس و أكنافه ..
و يا كل الناطرين لحظة الصعود أودعوا قلوبنا سرّ هذا العشق للرحيل .. علموا الذين يجهلون أن حياتهم موت و موتكم هو الحياة كيف يتجردون من عجزهم و خواء قلوبهم و تهالكها على الدنيا .. علقوا وصاياكم على جذوع الزيتون لتختلط بزيت يضمد شقوق الجراح و يزيل التعب من أكف تحمل البنادق و تزرع العبوات ..
أقرءوا الصامدين خلف المتاريس تحايا السماء .. و أخبروا القانطين من رحمة الله و اليائسين من نصره القريب بأن للحرية ثمنها الغالي، كما أن لجنة الرحمن سبيل لا يسلكه إلا المؤمنون القادرون على دفع الثمن صبراً و دماءً و تضحية لا تعرف الحدود ..( و لينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز )


* لمى خاطر :

إن تراب العالم لا يغمض عيني جمجمة تبحث عن وطن!

19 / 6 / 2007
 
 
Page generated in 0.03752 seconds with 11 queries