الموضوع: أسبوع وكاتب ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 30/08/2007   #496
شب و شيخ الشباب وائل 76
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ وائل 76
وائل 76 is offline
 
نورنا ب:
Jul 2006
المطرح:
Gaza Palestine
مشاركات:
2,210

افتراضي


الفجر موعدنا


هي ساعة الفجر التي لا بد آتية؛ تنتظر أن تسرج خيلها سواعد الأوفياء ليعلنوا ابتداءها و جاهزيتها للانطلاق نحو يوم جديد تلوح في آفاقه تباشير الصلاح..
هو النور المضاء من عبق أفئدة القادة الأفذاذ الذين قضوا نحبهم، تاركين إرث الدم و التضحية للذين ينتظرون ما بدلوا تبديلا.. يحفظون من بعدهم الوصية و يهتفون لشيخهم الراحل مع الفجر أن ها قد أينع غرسك و استوى على سوقه، و ها هم البارّون بالعهد يحصدون ما غرست يداك الطاهرتان..
فما أجلّه من غرس و ما أطيبها من ثمار تذوقت الأرض بعض شهدها فأزهر الدم في عروقها رياحين و أرجوانا..
هو حصاد الإخلاص المجبول بجهد اليقين وعرق الإصرار .. لا يشوبه غبار المصالح الذاتية و النزعات الدنيوية.. يقدمه المخلصون لدينهم.. الحاملون مشعل الوفاء و بيرق الإقدام و السمو للمعالي..

هي سواعد الرجال الأباة .. تعلن أن من تمرّس في الذود عن الأرض و العرض، و تمترس خلف راية الصمود في معركة الدفاع عن المقدسات و الحقوق لهو جدير بأن يغمر الوطن ببيض صنائعه مصلحاً و عاملاً و خادماً لشعبه الأصيل..

إنها فلسطين بحلتها الجديدة.. بضفائرها المخضوبة بالدم الزاكي.. تفتح ذراعيها لأبنائها البارين.. القادمين على صهوة النقاء و التفاني زحوفاً خضراء تزين الوطن من شماله إلى جنوبه..

وحين يكون الوطن على موعد مع فجر بهيّ مفعم بالإشراق.. ينزوي عهد الظلام خائباً منكسرا، و يبوء السماسرة بالخسران، ليرتفع صوت الحق مجلجلا.. مشمراً عن سواعد الجد و العمل، و البذل و العطاء، حاملاً رايته الخالدة و منهجه النقي.. متقدماً خطوات جديدة على الدرب الطويل.. ساعياً إلى غاية كبرى و مبتغى عظيم عنوانه التمكين لدين الله في الأرض، ليستفيء بظله كل ناشد للخير و المسرة، و ينعم بنور عدله كل باحث عن الطمأنينة و الصفاء و الإنصاف من جور الظالمين و عبث المفسدين..

تلك هي هوية فيالق الصلاح القادمة على صهوة رياح التغيير الجديدة؛ نفوس مطمئنة متينة الخطا.. و قلوب موصولة بالله عامرة بتقواه.. و عزائم راسخة الجذور تتقدم صفوف الباذلين فتحمل الأمانة حين تأباها الجبال الراسيات..
عين لها على الحرية المشتهاة.. تبذل لأجلها المهج و الأرواح، و أخرى على الوطن ساهرة و حارسة.. تضمد الجرح و ترأب الصدع الكبير.. تواسي المكلومين و تسند القابضين على جمر الصمود.. تعد الأحرار بأن لا تخيب لهم رجاءً.. ترصّ الصفوف خلف شعارها الأصيل، و تردد على مسامع الناس أجمعين: ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ).


* لمى خاطر

إن تراب العالم لا يغمض عيني جمجمة تبحث عن وطن!

19 / 6 / 2007
 
 
Page generated in 0.04319 seconds with 11 queries