[Barleb]

الزعيم الوطني فارس الخوري .. الى جانب نضاله وكفاحه من اجل استقلا ل سورية كان يتمتع بروح النكتة , وكثيرا ما استخدم النكتة والحكاية للتعبير عن موقف حياتي او سياسي لحل مشكلة. من ذلك انه تراس الوفد السوري الى مجلس الامن الذي انعقد لمناقشة مسالة انسحاب القوات الاجنبية من سورية بعد العدوان الفرنسي على البرلمان ودمشق في التاسع والعشرون من ايار عام 1945. وقبيل بداية جلسة مجلس الامن العتيد تعمد فارس الخوري الجلوس على مقعد المندوب الفرنسي للمجلس . ولما حضر مندوب فرنسا , ووجد فارس الخوري جالس مكانه , ظن انه جلس للحظات ليكلم الشخص الذي يجلس في المقعد المجاور ,فغاب للحظات اخرى وعاد فوجده جالسا مكانه , وتكررذلك عدة مرات واخيرا نفذ صبر المندوب الفرنسي وربت على كتف فارس الخوري قائلا: يااخانا ... هذا مكاني , ومقعدك هناك. فنظر اليه فارس الخوري وقال: لم تستطع ان تتحملني خمس دقائق وانا جالس مكانك فكيف تريدوننا ان نتحملكم هذه السنين الطويلة وانتم تحتلوننا وتجلسون على كامل تراب سورية!! فاطرق المندوب الفرنسي براسه ونهض فارس الخوري تاركا مقعد المندوب الفرنسي مطالبا مجلس الامن ان يترك الفرنسيون سورية وينسحبوا منها , كما اخلى هو المقعد للمندوب الفرنسي . وانعقد مجلس الامن , وبدا المتحد ثون فاعلن المندوب الانكليزي اعتراضه على انسحاب القوات الانكليزية , وحجته في ذلك انهم اذا انسحبوا, فان السوريين والفرنسيين سوف يقتتلون , وقال المندوب الفرنسيي بوجوب بقاء القوات الفرنسية, وحجته في ذلك ان القوات الفرنسية اذا رحلت عن سورية , فسيحل الانكليز مكانهم, وهذا ما لايطيقه الفرنسيون . وهنا تدخل فارس الخوري , وقال للمندوبين الانكليزي والفرنسي : ان موقفيهما ذكراه بحكاية تقول ان رجلا دخل بلدة فشاهد في منتصف الطريق كومة من الحجارة , وضع عليها فانوسا احمر الضوء , فسال اهل البلدة : لماذا هذه الكومة من الحجارة؟ فقالوا له: حتى نضع الفانوس عليها وسأل الرجل مرة اخرى:ولماذا هذا الفانوس ؟ فأجابوه : كي يرى المارة كومة الحجارة فلا يتعثرون بها . فضحك اعضاء المجلس لهذه الحكاية التي تغمز من قولي المندوبين الفرنسي والانكليزي , واتخذ قراره بجلاء القوات الفرنسية عن سورية .0