الموضوع: حوارات
عرض مشاركة واحدة
قديم 03/01/2008   #153
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


هل هناك مكان للشعر في يوميات الإنسان العربي اليوم؟
- في ظل الجفاف العالمي والشركات العابرة للقارات واحباطات المواطن العربي يبقي مكان للشعر، لأنه مربوط بالإنسان أساسا والإنسان بدون عواطف هو حجر متنقل، لهذا لا أتوقع أن الشعر سينقرض من العالم لكننا نمر بفترة يتحول فيها الشعر إلى نقطة الصقيع بسبب قلة المواهب الشعرية الجديدة كنصوص، فمنذ خمسة عشر عاما لا جديد في الشعر العربي، نجد فقط نمط قصيدة النثر وهي تميل إلى تبريد اللغة الشعرية، ونجد بعض التكرار في قصيدة التفعيلة، بمعني لم يظهر شاعر جديد خارج إطار جيل الستينات الرواد، وأيضا لم تشبع قصيدة التفعيلة بما يكفي، ثم لان الإشكال ليست مقدسة، فالعمودي ليس مقدسا والتفعيلة ليست مقدسة كشكل شعري، وتقاس أهميتها في مدى فعاليتها في القارئ ولا يوجد هذا القارئ لحد الآن، هناك بالفعل عزوف عن الشعر في العالم العربي، يرجع بعض ذلك إلى الصحافة التي تبنت بشكل أيديولوجي قصيدة النثر، فأصبح الناس ينظرون إلى هذه النصوص على أنها نموذج الشعر، ويقولون أنها مجرد صور ولا تعبر عن هموم الإنسان العربي وآماله في زمن العولمة، نلاحظ تحول الجيل الجديد نحو الفردية والانطواء على ألذات لان هذا الجيل بني رؤيته على فراغ، فهو جيل المبادئ المهزومة وليس لديه مثال يقتدي به، ولهذا غرق في العولمة بدون أسلحة، فهو يعتقد إذا قلد المدرسة الفرنسية أن ذلك هو باب العالمية، وإذا اتبع الموضات في أوربا حيث قصائد المقاهي والجنس انه بذلك يبتعد عن الخط السابق له، فأصبحت القصيدة تخص صاحبها، في العام الماضي شاركت في مهرجان الشعر العالمي في هولندا، فوجدت أن الموضة المسيطرة هي الهولكست اليهودي، وقد واجهت جمهورا مختلفا، كنت كنت اعتقد انه سيقف ضدي كوني مخالف للنظرة السائدة، لكني وجدت تقبلا وقالوا لي بأنهم يشعرون بالمختلف من يعبر عن ذاته، فالشعراء العرب يذهبون إلى أوربا لينافقوا الأوربيين في قضايا الجنس وشعر المقاهي، والحقيقة أن تراثنا غنى بنصوص شعر الجنس فماذا يقدم الشاعر العربي من جديد فيها، ولكن تفكيك سيكولوجية الإنسان وهمومه الذاتية هو ما كان مكبوتا في المرحلة السابقة، فانفجر بشكل خاطئ باتجاه فردية منغلقة، وانعدم الجمع بين الهم الجماعي والذاتي، الشعر اليوم أكثر صفاء من الناحية الجمالية لكنه أكثر انعزالية من جهة هموم الناس.


* بعض النقاد يعتبرون النص الشعري العرب يضيع قضيته الأساسية وتاه بين الحداثة والتراثية؟
- نحن لم نفهم معني الحداثة بالشكل الحقيقي، أخذنا المصطلح من الغرب كما هو، وآلا كيف نفسر سلوك طائرات الحداثة الاسرائلية في جنين ورفح ومن؟ يفسر لنا حداثة التكنولوجيا في سجن ابو غريب هذه؟ الحداثة استخدمت في نقيض وظيفتها، كما كان فانون يقول كان الجزائريون ينظرون إلى جهاز الراديو نظرة سلبية، فالفرنسيون يتحدثون إلى فرنسيين، فكل حداثة يمكن أن نستخدمها في عدة أوجه، الشعر في الخمسينات أضاع الكثير في الصراع حول ثنائية العمودي والتفعيلي، والقضية لم تكن عمودي أو تفعيلي، ولكن الشعراء الذين حملوا لواء الحداثة لم يكونوا حداثيين، كان فقط الشكل حداثي، فلو كنت شاعر قصيدة بصيغة حداثية ولكنها تأيد التخلف فأين الحداثة فالشكل؟ لا يحدد الحداثة، لقد ضيعنا الكثير من الوقت، ودمر بعضنا بعضا من اجل هذه الثنائية، وهو ما منع حدوث التطور المطلوب، واليوم يدور الصراع حول البنيوية والسميائية ونهمل جوهر الموضوع، وما زلنا نعبد الأشياء ثم ننقلب ضدها
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.11176 seconds with 11 queries