عرض مشاركة واحدة
قديم 06/08/2008   #15
د. مصطفى البرغوثي
ضيف شـــــــــــــرف
 
الصورة الرمزية لـ د. مصطفى البرغوثي
د. مصطفى البرغوثي is offline
 
نورنا ب:
Aug 2008
مشاركات:
15

افتراضي


-9-

الترشح للرئاسة و التجربة الديمقراطية الفلسطينية






يوجد أيضا سؤال هو الترشّح للرئاسة, صحيح ما يشير إليه السائل أنني تعرضت خلال هذه الفترة إلى أسوء الممارسات من قبل الجانب الإسرائيلي, و على مدار ست أسابيع من الحملة الانتخابية جرى اعتقالي و الاعتداء علي ثمان مرات, منها عدة اعتقالات في مدينة القدس, و منها اعتقال في جنين و في الخليل, و طبعا نحن خضنا هذه المعركة و نحن ندرك أبعادها و متطلباتها, و ما تعرضنا إليه هو جزء مما يتعرض له الشعب الفلسطيني. لم يكن لدينا أوهام بأننا سوف نخضع لمعاملة خاصة و لم نطلب أصلا معاملة خاصة و إن كان هناك تمييز واضح في طريقة المعاملة ما بين المرشحين.

لكن الأمر الجوهري و الأهم, أهمية انتخابات الرئاسة ليس فقط أنها أظهرت وجود كتلة حرجة كبيرة و مستقلة تبحث عمن يمثلها من الأغلبية الصامتة الفلسطينية, و هؤلاء نحن ندين لهم بالاحترام و العرفان لأنهم منحونا حوالي ثلث الأصوات, لكن الأهم من ذلك أن هذه التجربة كرّست منهجا في شق طريقة الديمقراطية في فلسطين, و علينا أن نتذكر أنها كانت التجربة الأولى التي يقود فيها مرشح, بإمكانيات واقعية و ملموسة, و دعم حقيقي و ملموس و ذو ثقل ضد مرشح المؤسسة الحاكمة أو القائد, و هذه أول مرة تجري في العالم العربي على علمي منذ مئات السنين, و بالتالي أهمية انتخابات الرئاسة أنها هي التي شقت الطريق نحو انتخابات تشريعية لاحقة, و التي كانت أفضل حتى من انتخابات الرئاسة من حيث النزاهة, حيث أننا نعلم أنه في النصف الثاني من يوم انتخابات الرئاسة جرى العبث بالقانون الانتخابي و جرى العبث بعملية الانتخابات. و مع ذلك نحن نقول أنها كانت تجربة مفيدة, تجربة ذات فائدة و كرّست أمرا هاما, وهو أنه لا شرعية لقيادي فلسطيني إلا بالتصويت الديمقراطي من قبل الشعب الفلسطيني.

من المهم أن نرى أنه يوجد اليوم خطر على الديمقراطية الفلسطينية بسبب حالة الانقسام و التنازع بين حماس و فتح, و هي حالة تهدد بالخطر كل المستقبل الوطني الفلسطيني, و تهدد بالخطر الديمقراطية الفلسطينية, و تهدد بالخطر حقوق الإنسان الفلسطيني, و بالتالي فإن استعادة الوحدة و استعادة النظام الديمقراطي هي من أهم الأمور.

ما يقلقنا هو تطور الأمور الى ما يشبه النظام القمعي في كل أرجاء الأراضي المحتلة, لا احترام فيه للرأي الآخر, و لا استعداد فيه للتعامل الديمقراطي و الانساني, بل يميل للتسلط و استخدام العنف, و هذا ما يجب أن نقف بوجهه بكل الأحوال.

طبعا الوضع في غزة خطير و صعب, و الحصار الذي يعيشه أهلنا و شعبنا قاس جدا, و لذلك نحن لا نوفّر فرصة و لا طريقة للمناصرة و العمل من أجل انهاء هذا الحصار الظالم لشعبنا في قطاع غزة, و من أجل استعادة حقه بالخروج من هذا السجن الذي يحيطه به الجيش الاسرائيلي.

آخر تعديل yass يوم 08/08/2008 في 03:29.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03205 seconds with 11 queries