عرض مشاركة واحدة
قديم 08/08/2008   #21
د. مصطفى البرغوثي
ضيف شـــــــــــــرف
 
الصورة الرمزية لـ د. مصطفى البرغوثي
د. مصطفى البرغوثي is offline
 
نورنا ب:
Aug 2008
مشاركات:
15

افتراضي


-15-

منظمة التحرير و السلطة الفلسطينية






بالنسبة لمنظمة التحرير.. طبعا منظمة التحرير تعاني من أزمة عميقة, و هذه الأزمة العميقة تعود إلى أمرين: الأمر الأول هو أن المنظمة قد تحولت إلى منظومة بيروقراطية و أغلقت أبوابها, و ليست صدفة مثلا, أننا كحركة مبادرة وطنية رغم أن عمرنا ست سنوات و رغم أننا خضنا انتخابات الرئاسة و حققنا ثاني أفضل النتائج, و دخلنا المجلس التشريعي في حين لم تدخله قوى عديدة أخرى أعضاء في منظمة التحرير منذ أربعين عاما, لكن للأسف الشديد حتى الآن لم نُقبل بمنظمة التحرير رغم أننا قدمنا طلبا للانضمام إليها, و رغم عدم اختلافنا مع برنامجها السياسي. دخلنا الاشتراكية الدولية التي تضم 700 ممثل لـ 169 بلد ولم ندخل منظمة التحرير.. غريب هذا الأمر. هناك أزمة في منظمة التحرير و أنا أظن أنها تحولت ربما إلى منظومة بيروقراطية, و الأزمة أنها دخلت و انهمكت في السلطة الفلسطينية و أصبحت و كأنها أحد مكونات السلطة و ليس مرجعية السلطة.



من المطلوب اليوم أن يكون هناك قيادة لحركة التحرر الوطني و ليس مجرد سلطة يتحكم الاحتلال بمواردها ويتحكم الاحتلال بوجودها.



إن الأسئلة الكبيرة و المركزية, و عليها تعتمد مستقبل منظمة التحرير هو: هل تنجح في أن تعود لتكون المظلة الجامعة للجميع, بما في ذلك حماس و الجهاد الاسلامي و المبادرة و كل القوى الأخرى التي ما زالت خارجها؟ هل تقبل في أن تجدد نفسها و حيويتها عبر الانتخابات الديمقراطية؟ هل تنهي حالة الفصل ما بين فلسطينيي الداخل و الخارج, و التي همّشت الفلسطينيين و الجاليات في الخارج فأصبحوا لا يرون لا في السلطة و لا في المنظمة ممثلا لهم؟ هل تنجح في الخروج من دائرة الضغط الأمريكي و الاسرائيلي, التي تبقيها في مفاوضات عبثية لا قيمة لها و تحولها إلى غطاء تستخدمه اسرائيل لممارساتها على الأرض؟ هذه هي التحديات و الأسئلة الرئيسية التي تجابه منظمة التحرير, التي نعتز بدورها التاريخي, و نعتز بما حققته من انعاش و انهاض للثورة الوطنية الفلسطينية التي أعادت تأكيد استقلالية القرار الوطني الفلسطيني. لكن للأسف فقد دخلت في أزمة عميقة منذ اتفاق أوسلو الذي كان برأينا فخا عميقا أُوقعت فيه منظمة التحرير الفلسطينية, جُرّت فيه أطراف كثيرة فلسطينية إلى الدخول في وهم اسمه السلطة بدل التركيز على انعاش و احياء حركة التحرر الوطني و في ما أقوله الجواب على السؤال الذي يتحدث عن حال السلطة. المسألة ليست حال أو عدم حال السلطة.. المسألة هي: كيف ننهي أي علاقة هذه السلطة مع الجانب الاسرائيلي, و كذلك كيف نخرج السلطة من الاملاءات التي تُمارس عليها دوليا و على الصعيد الداخلي من جانب اسرائيل. المسألة هي كيف نحرر الارادة الفلسطينية.



لسنا مجبرين على أن نعيد التعليم الذي نسيطر عليه أو الصحة الآن للاسرائيليين, ولكن الشكل الذي تتكوّن فيه السلطة حاليا يدفعها لكي تكون مجرد حكم ذاتي كما قلت, منزوع الصلاحيات و منزوع السيادة, و هذا كله يتطلّب جواب فلسطيني موحد, يتطلب أن نجلس معا كقادة وطنيين فلسطينيين و نجيب على شعبنا و نجيب على التاريخ. ما هو الطرق الذي نريد أن نشقه و أن نختاره لشعبنا للمستقبل.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04333 seconds with 11 queries