[قرصان الأدرياتيك]

بعدين شو قصة روحتك عالسوق بتياب النوم؟! هات خبرنا... ترا هاي مروى قصتا قصة

يا سيّدي الكريم...
حدّثنا القرصانُ نقلاً عن عرسان قال: حدّثتنا مروةُ نقلاً عن فروة قالت: أخبرَنا أبو هريرة يقول:
كانَ في ما كانَ في سالفِ العصرِ والأوان جدٌّ يروي حكايةً لأحفادِه عن قرصانٍ ماتَ في شبابِه وتركَ في ما تركَ مغامراتٍ وقصصاً لا حدَّ لها ولا إحصاء!!! يُحكى أنَّ قرصاناً من قراصنة بحرِ الأدرياتيكِ خرجَ يوماً عن حياضِه وفرَّ من رياضِه وهامَ يجول في بحارٍ أخرى لا يعرفُ عنها شيئاً... كانَ أسير اغترابٍ غير محدود، وبعدَ نفادِ المؤونةِ والشّرابِ والعزيمةِ لاحَت في الأفق جزيرةٌ خضراءُ دافئةٌ مملوءة بالرُّوحِ والرّاحةِ والرَّوحِ والرَّيحان!!!
ألقى مرساتَه بالقربِ من صخورِ شاطئها وشقَّ الموجَ سابحاً نحوها وما أن بدأ السّيرَ منهكاً في مياهٍ ضحلة حتى نظرَ فرأى آدميّاً فضّيَ الجسدِ كالقمرِ أسودَ الشّعرِ كالليلِ له قدٌّ كالحوريّة ومرأىً كالشّمسِ فذُهلَ وحارَ ماذا يقولُ وماذا يفعلُ، وكيفَ له أن يفعلَ أمام حسناء مثل هذه!!!
ومن شدّة الهلعِ تلعثمَ فنسيَ لهجتَه ونطقَ فخانَه اللسانُ فاعتزلَ وشاءَ التّواصلَ بما يجمعُ بين الجميعِ... فقالَ بلسانٍ عربيٍّ مبين: السّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته... ابتسمت الحسناءُ ردّاً على مثل هذا السّلام ثمَ انفرجَ ثغرُها عن قهقهةٍ مزّقتْ صمتَ الجزيرة...
غضبَ القرصانُ فأرغدَ وأزبدَ إلا أنَّه وجدَ نفسَه مربوطاً أمامَ الجمالِ فجلسَ القرفصاء مغموراً بمياه الموجِ وراسماً فوقَ الرّمال خطوطاً تدلُّ على لغةِ أهلِه ولهجةِ موطنه... اقتربت الفتاةُ وسلّمتْ ثمَّ قالتْ: أتيتنا قرصاناً على سفينةٍ كاللؤلؤة السّوداء ثمَّ خاطبتَنا بلسانٍ غريبٍ عنّا فماذا تريدُني أن أفعل؟! داما على هذه الحال زمناً يسيراً والحسناءُ الجليليّةُ بنت الجزيرة الخضراء تتحدّثُ بلسانها وهو يجيبُ بلسانه المبين... حتّى السّاعة التي نطقَ فيها بلهجةِ أهلِه وموطنِه فضحكت المروةُ من جديد وقالتْ: من يسمعك يحسبك رجلاً ذهبَ إلى السّوقِ في ثيابِ النّومِ!!!

هذه كانت يا ابنَ الرّها الغالي قصّتي مع الحسناء مروة بنت حنّا على شطآن الجزيرة الخضراء...