لست ادري لماذا طابع الخوف مسيطر على مداخلتك الاخيرة؟
لماذا هذا الرسم القاتم لما يسمى بالمرضى النفسيين ؟ هل المسبقات او القناعات المسبقة هي التي تقود الى هذا الخوف والحذر؟ قبل استقلال علم النفس كعلم كان الدين من نواحي مختلفة معيارية وعقائدية يتعامل مع بعض الظاهرات النفسية الانسانية بشكل معين خاص به وخصوصا عندما كانت المسائل تتعلق بالروح وبالنفوس الشريرة او من الظواهر التي تتحدث عن الجن وتآثيراته؟
ولكل عقيدة متماسكة دينية كانت ام غير دينية فتحة على اللامعروف تسمح بحصر وتحديد الظواهر الغامضة او الجديدة الغير معروفة ولا شك ان في ذلك حاجة الى شجاعة ما.
فبدوري اعتقد ان الضرورة الاساسية هي ان نستطيع ترك حقائقنا واعتقاداتنا القبلية على الاقل لبعض اللحظات لنتمكن من اكتشاف الظاهرات الاجتماعية الانسانية ومن ثم يمكن درسها وفهمها وتعين ما تقدم من جديد او لا للعقل البشري. ولا يخلو عصر او فكر من مشكلات هي بالاحرى تحديات له وللحقيقة التي يقوم عليها، فاما يكون عنده الاستعداد باعادة النظر في البناء العقلي الذي يتحكم به او تعديله او تركه جانبا الى بناء نظري اوسع لما بالواقع الذي يتحرك ضمنه.
وربما سلوك مبتدع علم النفس الحديث فيه من الدلالة على المسلك المفيد ، ليس فقط امام "المرَضى النفسيين "( وهم بهذه الصفة كموقف مسبق هو الموقف الذي انطلق علم النفس منه)، ولكن امام الظاهرات الانسانية بانواعها ، وهو موقف الشاهد السامع الامين لما يقع تحت حواسه وعقله والصبر والثقة بما قد يبدو لوهلة اولى لامنطق ولا اخلاقي ولا معقول ولا مرضى به إإإ
واسلم فرانسوا