18 تموز
بعض الأفكار المغلوطة غير مؤذية أو خطرة نسبيّاً , لأن ليس لها العمق في مشاعري و سلوكي . و لكن بعضها خبيث الأثر و مكبَّل لأنّه يؤول إلى شعور سلبيّ مؤلم يمزّق الشخصية و يعطّل التواصل مع المجتمع .
من الضروريّ أن تُحدّد الأفكار المغلوطة قبل أن يُصار إلى تبديدها . و عندما تتمكّن من تحديدها بدقّة تصبح واضحة و ملموسة , مثلاً : " يجب أن يؤيّدني الجميع في ما أعمل و إلاَّ ارتابني شكّ في قيمتي الخاصّة " . أمّا الأوهام غير الواضحة و غير المحدّدة , فهي , في الغالب , أفكارغامضة من شأنها ان تُخفي المشكلة الحقيقة . مثلاً : " أظنّ أنّ لديّ نزعة إلى الإفراط في التفكير " .
بإمكان المرء أن يعيش ملء الحياة بقدر ما يتمكّن من وعي تلك الأفكار المغلوطة المكبِّلة ليبدّلها أو ليبدّدها .
عندما يعي المرء إحدى أفكاره المغلوطة , أو يفطن لأحد أوهامه , يكون آنذاك في حال من اليقظة . و ما يحدث في مثل تلك الحال أنّنا نفطن فجأة لخلل كنّا نعيشه في فهمنا لبعض اختباراتنا الشخصيّة . و نعي أنّنا كنّا مخطئين في تكوين نظرتنا إلى واقع الحياة .