[cornholio]

كان يونايتيد متألقًا في ستامفورد بريدج، وتمكن السير أليكس من وضع خطه ممتازة ولم تتعرض لأي اختراق سوى عندما استقبل الشياطين الحمر هدفًا من ضربة حرة مباشرة المشكوك في صحتها التي احتسبها الحكم في الشوط الثاني أحرزه قائد البلوز جون تيري.

وكان الشياطين الحمر قد استحوذوا على المباراة لفترات طويلة وقد بدا الأقوى، والأوثق مكانة - حيث تألق كل من دارين فليتشر ووين روني طوال اللقاء، وبالفعل كان يستحق الخروج بنقطة على الأقل في هذه المباراة، ولكن الشعور المسيطر على أعضاء الفريق هو شعور بالظلم، ومما زاد الأمر سوءً أن الفريق قد تراجع إلى المركز الثالث بعد أن تقدم تشيلسي عليهم بفارق خمس نقاط ليتربع على قمة ترتيب الدوري.
أما على صعيد تشيلسي فلقد كان مذهلاً على ستامفورد بريدج، واستطاع تقديم أداء يفوق الممتاز بقيادة كارلو أنشلوتي في هذا الموسم واستقبل هدفًا واحدًا فقط، كما أن يونايتيد لم يحرز الفوز في غرب لندن منذ أبريل/نيسان 2002، ولقد كان السير أليكس حريصًا كل الحرص على الخروج من دائرة الهزيمة هذه، وهذا ليس كل شيء، بل إن فوز الآرسنال 4-1 على ولفرهامبتون وندريرز يوم السبت الماضي قد جعلهم يتقدمون على يونايتيد حيث احتلوا المركز الثاني في ترتيب الدوري بفارق الأهداف، في حين أن كان تشيلسي متقدمًا بفارق نقطتين فقط ليصبح فارق النقاط خمس الآن.
وعلى الرغم من ذلك، فلقد كانت الفرصة متاحة ليونايتيد للعودة إلى التربع على قمة الدوري، على

الرغم من أن اتجاه أغلب المتابعين كان يشير إلى أن الشياطين الحمر لن يستمتعوا بوقت مثير في ستامفورد بريدج، ومع ذلك فلقد قام رجال السير أليكس ببذل أقصى طاقاتهم لإثبات خطأ هذا الاتجاه.
ولكن للحق كان على السير أليكس أن يخوض هذا اللقاء دون وجود أي من أولى خياره في الدفاع، وذلك بسبب تعرض ريو فيرديناند للإصابة في ربلة الساق، ونيمانيا فيديتش الذي كان ضمن البدلاء. وبالتالي كان ذلك يعني أن ثنائي الإصابات ويس براون وجوني إيفانز سوف يعادل سرعة وقوة ديدييه دروغبا ونيكولاس أنيلكا.
ولقد قام كلا الفريقين بتقديم بداية جيدة مع ظهور الشياطين الحمر متمتعين بالثقة واليقين، ولقد تقدم تشيلسي لاختراق دفاع اليونايتيد من ناحية اليمين في الخمس دقائق الأولى، حيث أنقذ إيدوين فان دار سار كرة خطيرة من إيفانوفيتش، إلا أن الشياطين الحمر قد تمكنوا من فرض استحواذهم وأسلوب اللعب مبكرًا.
ومع ذلك بدأ أداء المباراة يتخذ الأسلوب المفتوح بعكس اللقاءات المعتادة في مباريات يونايتيد وتشيلسي - وقد أضفى ذلك مزيدًا من الإثارة على اللقاء، ومن أحد الأمثل على ذلك، ولعله أفضل فرصة أتيحت ليونايتيد في المباراة، هو ما تحقق في الدقيقة 29 عندما فتحت تمريرة فليتشر المنحنية الشكل باختراق جيجز لدفاع صاحب الأرض، حيث لعب الويلزي كرة ساقطة من لمسة واحدة ، لتتجاوز الكرة بيتر تشيك والعارضة.
وقد أنهى تشيلسي الشوط الأول من خلال مجموعة من الهجمات حيث كانت أخذت شعلة يونايتيد في تخبو إلى حد ما. وبصفة عامة كانت فترة 45 من أفضل فترات الشياطين الحمر طوال اللقاء، حيث كانت تسير الخطة الفنية التي وضعها السير أليكس للضغط على خط وسط تشيلسي على النحو المطلوب.
ولقد بدأ يونايتيد الشوط الثاني بالصورة الإيجابية التي بدأ بها الشوط الأول ذاته، ليتألق روني في أدائه بصورة مذهلة، حيث أطلق فليتشر تصويبة قوية بعد تحضير رائع من رأس حربة الفريق المتألق، ومن خلال تعاون بناء بين لاعبي الخط الأمامي، وذلك عندما لعب روني الكرة إلى المخضرم جيجز الذي أرسل كرة عرضية من الجانب الأيسر من على حدود منطقة الجزاء، إلا أنها قد مرت فوق أندرسون ولم يستطع أن يلحق بها لتخرج إلى جوار القائم، أما فليتشر فقد حُرم من محاولة أخرى، حيث كان ريكاردو كارفالهو سريعًا في التصدي لكرة الاسكتلندي من على بعد 20 ياردة. ومع تمركز كل من فليتشر وكاريك في خط المنتصف، ووجود روني في الأمام، فقد قدم الفريق واحدة من أفضل المباريات الخططية في هذا الموسم. وكانت أفضل اللقطات في المباراة من جانب الشياطين الحمر في الدقيقة 67، فمن ضربة حرة مباشرة لعبها أندرسون بسرعة إلى روني الذي انطلق بقوة في الثلث الأخير من الملعب، ثم قام بتبادل الكرة بشكل أكثر من رائع مع أنطونيو فالنسيا، ثم أطلق تصويبة قوية جدًا مرت إلى جوار القائم بسنتمترات قليلة، وبعد تلك الهجمة بدقيقة واحده، يعود النجم المتألق وين روني، ويطلق تصويبة قوية جدًا من على بعد 25 ياردة، ليطير الحارس التشيكي للبلوز ويخرج الكرة بأطراف أصابعه إلى الضربة الركنية.
إلا أن هذا التألق الأكثر من الرائع والمجهود الكبير المبذول من جانب يونايتيد قد ذهب سدى بالقرار الجائر للحكم في الدقيقة 76، وذلك عندما استطاع فليتشر أن يستخلص الكرة بشكل سليم تمامًا من آشلي كول، إلا أن مارتين أتكينسون كان له رأي آخر، ولقد ظهر الغضب والاعتراض على وجه لاعبي يونايتيد من قرار الحكم، لاسيما بعدما أحرز جون تيري هدف المباراة الوحيد من عرضية فرانك لامبارد من الضربة الحرة المباشرة التي احتسبها الحكم، ومع ذلك، فقد جاء الهدف في أجواء غير عادلة بالمرة، حيث إن دروجبا - وهو في موقف متسلل - قد لمس الكرة بقدمه، وكان من المفترض أن يتم احتساب تسلل، إلا أن الحكم لم يحتسب شيئًا، وفوق كل هذا، فقد أعطى الحكم إنذارًا لروني للاعتراض على القرار.
وفي الدقيقة 84 يطلق فالنسيا تصويبة قوية من موقف أكثر من رائع في منطقة الجزاء، إلا إنها تخطئ المرمى، ثم يقوم السير أليكس بإجراء تغييرين دفعة واحدة - حيث يخرج جيجز وأندرسون، ويدخل بدلاً منهما غابريل اوبيرتان ومايكل أوين في مغامرة هجومية من جانب المدير الفني.
وقد أعطى هذا التغيير زيادة هجومية للفريق، وفي آخر خمس دقائق من الوقت بدل الضائع، فإن ديدييه دروجبا يسقط على الأرض ليضيع بعض الوقت من المباراة، ولكن الوقت لم يسعف الفريق لكي يتمكن من التعويض في المباراة، حيث تمسك أصحاب الأرض بالنقاط الثلاثة على الرغم من الأداء الرجولي من جانب الشياطين الحمر، وقد ظهر جليًا أن يونايتيد لن يتمكن من إحراز هدف التعادل، ومع هذا، وعلى الرغم من الهزيمة، فإن هذه المباراة لن تحدد مصير اللقب، إلا إنها تمنح تشيلسي شيئًا من الأفضلية.