صورة طبق الأصل
في غضون لحظات، استرجع شريطاً لذكرياته، مدته آلاف الساعات والأيام والأعوام. و هو ينظر الى وجه طفلته التي جاءت الى هذا العالم قبل أقل من ثلاثة أعوام. هي، بالنسبة له، وللكثيرين أيضاً، صورة طبق الأصل للمرحومة أمه، التي تركته منذ أكثر من سنتين، لترحل بعيداً، من دون عودة. إبنته الصغيرة، جاءت هبة من الخالق الرحيم، منحها له، ليعوضه عن فقدان أمه، أعز الناس إلى قلبه.
كثيراً ما تأخذه الدهشة بعيداً. الشعر الكثيف لطفلته، هو ذاته الذي كان لأمه. طول الصغيرة ، كما طول الأم، مشيتها، إنحناء ظهرها. وهناك أهم الصفات، ألا وهي الطيبة والحنان والعواطف الجياشة التي تكن إبنته له، كلها تشكل القاسم المشترك بينها وبين من كرست حياتها لتربية خمسة أبناء، من بينهم هو. إحتضن الصغيرة و هو ينظر عاليا متمتماً ببضع كلمات تنم عن الشكر والإمتنان. حينذاك، لم يستطع من أن يمنع دمعة تسقط على وجنتي صغيرته
قالولي ليش رافع راسك و عينك قوية .. التلهم العفو كلنا ناس بس أنا من الأراضي السورية ...
|