عرض مشاركة واحدة
قديم 01/07/2008   #17
شب و شيخ الشباب قرصان الأدرياتيك
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ قرصان الأدرياتيك
قرصان الأدرياتيك is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
1,446

افتراضي


للإنسـان عينان ِ صُممتا بـِ مهارة ٍ وَ دقة فلماذا لا يرى سِـوى القبح .؟
للإنسـان أذنان ِ بديعتان فلماذا لا يُسّـمَعُ إلا الخِسَـة .؟
للإنسـان هيئة ُ مَخلوق ٍ سـامي فلماذا يَهبط .؟
للإنسـان عقلٌ على هيئةِ الكَون فلماذا لا يسـتخدمه .؟
للإنسـان حبالٌ صوتية ٌ قادرة ٌ عَلى فردسـةِ اللغة وَ بوح ِ الجَمال فلماذا هوَ صامت .؟
للإنسـان إنسـانه ُ الخبيءُ فيه
فلماذا لا يتجلى سِـوى الوحـشُ فيه .؟!.

إن كانَ الإنسانُ يعيشُ الظّلمة فكيفَ تسأله عن الجمال؟
وإن كانَ ينصتُ إلى صراخِ الشرّ فكيف يسمعُ السّلام؟
وإن كان زمنُه ساقطاً فقد حُقَّ له السّقوط!
وفي زمن الربق لا عقل يُستخدم...
وفي زمن الديكتاتوريّة مقصوصةٌ جميعُ الحبال الصوتيّة.
فأمّا الوحشُ فهو اختيارُ الإنسان في زمن اللاخَيار... يختارُ ذلك برغم كلّ ما سُطّر!


ولكن عند رؤيتنا للقبح, نعرف معنى الجمال... وعند سماعنا للخسة, نتعلم تقدير الطيبة... وعند هبوطنا, ندرك ماهية السمو... وعندما نجمد عقولنا ولا نستخدمها, نختبر فينا غباء عواطفنا... واذا صمتنا, فلأن تعابير اللغة لم تعرف طريقاً الينا... او لأننا جبناء...

يا ابنة الحنان مَروة... يا حجراً أبيضَ برّاقاً...
لي وقفة عند كلامِك، لا بل اعتراض...
فإذا كان الإنسانُ غيرَ قادرٍ على اكتشاف الجمالِ إن لم يرَ القباحة، فهذا يعني بالضّرورة أنّه محتاجٌ إلى الشرّ لاكتشاف الخير! وهذا لعمري ليس صواباً... لأنّه يتنافى مع نزعة الكمال المتأصّلة في الطبيعة البشريّة.
ولكنّه صحيحٌ من الناحية العمليّة الاسميّة فالخيرُ خيرٌ لأنّ الشرَّ يُقابله وهكذا الليلُ والنهارُ... إلخ. وهذا يتعلّق بالموضوع لا بالإنسان!!!


هل يوجد داخل الإنسان إنسانٌ وَحش أم ملاك يا مَروى .؟!
الاثنان موجودان بنفس القدر... ولكن المشقة هي اظهار الفضيلة في زمن الرذيلة.... فالانسان يولد كالصفحة البيضاء وكل ما يحملة معة من فضائل ورذائل على مر السنين هو من صنع الحياة... فهذة الحياة يا صديقي هي من يصنع من الرجل رجلاً مخصي ومن المرأة امرأة عاقر... فتصعب علينا القدرة على العطاء...

فيه إنسانٌ وكفى!
والشرّ (الوحش هنا) هو خارج الإنسان ولا يوجد في حدّ ذاتِه، اختيارُ الإنسانِ الحرّ هو الوحيد القادر على أن يجسّده ويجعل منه واقعاً فيه وفي محيطِه.
الحياةُ لا تصنع شيئاً لأنّها مفعولٌ، والإنسانُ هو الوحيدُ الفاعل، وهو من يخصي نفسَه ومن يجعل منها سنيّة!


ماهوَ المَوت يا صَديق . ؟!
حياةٌ جديدة...
شيءٌ لا يقع تحت الاختبار والتجربة!

Mors ultima ratio
.
www.tuesillevir.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03294 seconds with 11 queries