30 حزيران
صاحب التوجه الإيجابي إنسان ينظر إلى ما هو حسن و إيجابي في نفسه و في الآخرين و في ظروف الحياة كافةً . و يبدو أنّنا في الحقيقة نجد في واقع الحياة ما عنه نبحث . فإذا ما عزمنا أن نعثر على شرّ, عثرنا عليه , و قد نجده أيضاً متراكماً . و لكن إذا ما صمّمنا أن نبحث عمّا هو حسن فسوف نرى أنّ الكثير من الأمور الإيجابية هي في متناول اليد . و إذا ما بحثنا عن الشوائب في أنفسنا و في الآخرين , نجد منها ما نشاء . و إذا ما تخطّينا ما هو ضعيف فينا و غير مرضٍ إلى البحث عمّا هو حسن و جميل , فلا بد و أن نعثر في خفايا ذواتنا على ما يحمل إلى أنفسنا سلاماً ما سبق أن خطر ببال أحد . إننا نعثر على ما عنه نبحث . (( رجلان تطلعا من وراء قضبان السجن , فأبصر الأول أوحالاً و شاهد الثاني نجوماً )).
قال أحد الوعاظ المتمرسين يوماً : (( يحاول الناس دائماً أن يشرحوا معضلة الشرّ . و في كلّ منا حاجة الى إدراك ذلك . و لكن هنالك معضلة أخرى يتوجّب علينا شرحها , ألا و هي المقدار العظيم ممّا هو خيّر و حسن في العالم من حولنا )) .