عرض مشاركة واحدة
قديم 01/09/2009   #124
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


7 تموز

في زمن المسيح كان في العالم الكثير من القساوة و العذاب . و كان الأغنياء يُمضون الوقت في مآدب لا تنتهي و الفقراء يغرقون في فقرهم و لا معين , و كان ثلثا سكّان العالم آنذاك يعيشون في العبودّية و لا حول لهم و لا قوّة , و كانت الرياضة المفضّلة آنذاك الاستمتاع بمراقبة متبارزين يتناحران إلى أن يسقط أحدهما مثقلاً بجراحه منهكاّّ . فينظر الفائز إلى الجماهير مستلهماً رأيهم , سائلاً عمّا يريدونه أن يفعل بذلك الإنسان المنهوك المتخبّط بدمائه . فإذا ما حملوا في أيديهم الذهب و الفلوس عنوا بهذا أن ذاك المبارز جيّد و من المستحين أن يتعافى لأنّّ بإمكانه أن يصارع مجدَّّداً " فيُستعمل " لتسلية الجماهير مرة أخرى . و لكن إذا ما فرغت من الدراهم أيديهم , و أشار كلّّ منهم بإبهامه إلى أسفل كانت تلك علامة للمتبارز المنتصر أن ينكبّ على خصمه المنهوك بسيفه لأن لا نفع للجماهير منه في المستقبل و كأنّ حياته عبء لأن لا مجال " لاستعماله " في سبيل تسلية الجماهير مرّة أخرى .

و يخبرنا علماء التاريخ بأنّ أصوات الجماهير كانت تهزّ المدينة عندما ينقضّ المبارز الفائز على خصمه و يقتله . تماماّ كما الجماهير تهب اليوم في الصياح لدى تسجيل الإصابة الرابحة في مباراة كأس العالم لكرة القدم .

ذاك كان العالم الذي قال فيه الكتاب : " إن الله أحب العالم حتى إنّه جاد بابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية .فإنّ الله لم يُرسل ابنه إلى العالم ليدين العالم , بل ليخلص به العالم " ( يو 3/ 16-17) . إنّ مجيئ المسيح إلى العالم كان القمّة في الخير . فالعالم الذي رأى الله في خلقه " أنّّه حسن " , مع كلّ تعاسته , و ما زال فيه الكثير الكثير من الأمور الحسنة . هنالك في عمق كلّ قلب يرى الله بعضاً من الخير و الجمال دفيناً .

و نحن الذين خلقنا الله على صورته و مثاله نشاطر الله فرحته كلّما اكتشفنا الخير و الجمال الذي يُنتظر , في قلب كلّ بشر , و الذي يبقى دفيناً هناك إلى أن تبصره عين تعرف كيف ترى ما هو خيرٌ و حسن و جميل .
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03892 seconds with 11 queries