عرض مشاركة واحدة
قديم 09/02/2009   #46
شب و شيخ الشباب توم و جيري
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ توم و جيري
توم و جيري is offline
 
نورنا ب:
Nov 2008
المطرح:
syria
مشاركات:
1,309

إرسال خطاب MSN إلى توم و جيري
افتراضي الجزء السادس ...


وحل الربيع !,وكان الصديقان يقبضان معا أجازات الأحد في متنزهات"فنروالد"

أو يقومان معاً برحلات قصيرة بالبواخر في نهر الدانوب.. وقد كانا يتناقشان في

موضوعات شتى .. كالجنس والحب والزواج ولكنهما كانا يعيشان حياة الرهبان..

فقد قرر"ادولف" أن يبقى طاهرا عفيفا لكي يبقى على رهج حياته طاهراً نقياً..

وقد كان في الوقت نفسه يتحدث بغضب لساعات طويلة عن البغاء الذي انتشر


وعن الممارسات الجنسية الشاذة واثارها المدمرة.[والله كبير ياألماني].. وفي يوليو ,,


أنهى "كوبسك" عامه الدراسي بتقدير عام ممتاز.. وبعد تلقيه للتهاني الحارة من


كل من مدير المدرسة, المايسترو, وعميد الأكاديمية ,عاد "كوبسك" ليقضي عطله

الصيف في "لينز" حيث ترعرعوا هناك سلفاً..

وقد كان "هتلر" يبدو فخوراً بنجاح صديقه .. [فالنجاح هو من يصنع الفخر ,,

والقنرز فخورين دائما بالاأرسنال].. ولكن هتلر لم يكن يفصح عن مخططاته

المستقبلية وفي أغسطس أنهى اجازته في "سبيتال" .. وقد كان هواء الريف نظيفاً

نقياً إلا أن ضغط أسرته عليه لكي يترك نزواته ويعود الى الوطن ويتولى وظيفة

مدنية حقيقية.. جعل أجازته ضنكا ..[اعوذ بالله].. وفي منتصف سبتمبر حاول مرة أن

يحصل على إذن للالتحاق باكاديمية الفنون لكن الرسوم الدراسية كانت كبيرة

بدرجة لم تسمح له بدخول الأمتحان.. وفي منتصف نوفمبر أعطى"فراو ساكريس"

وانتقل الى غرفة كئيبة تطل على محطة السكة الحديدية على الجانب الآخر من

"ويستيبانوف" ..

وعندما وصل صديقه "كوبسك" إلى "فينا" قادما من "لينز" .. ولم يجده ولكم

كانت دهشته من أن يترك "هتلر" سكنه دون أن يترك لصديقه رساله يوضح له

فيها سبب مغادرته لهذا المسكن.. أو المكان الذاهب إليه وبعد أن مرت أسابيع دون

أن تصله أية أخبار عن "هتلر" اتصل "كوبسك" بشقيقة"هتلر" الكبيرة "إنجلا"

واستفسر منها عن "هتلر" لكنها لم تكن تعلم عنه أي شيء.. واختفى هتلر لمده

عزل فيها نفسه عن أسرته وأصدقائه نهائياً..

وطوال الخمس سنوات التالية مابين 1909-1913م. . غمس هتلر نفسه في

القاذورات والفواحش وحتى لقد قال عن هذه السنوات فيما بعد أنها كانت أسوأ

سنى عمره .. لكنها كانت في الوقت نفسه أهم فترة في حياته حيث أنه فيها بدأت

أراؤه تتبلور فيها بشكل واضح وقد وصفه من عرفه في تلك الفترة بأنه كان يعلوه

الشحوب وكان يبدو كئيباً منهاراً.. وكان يعيش حياة المتسولين..

وفي نهاية عام 1909م. كان إرثه قد نفذ.. وفي الشهور القليلة التالية تنقل بين

حجرات كثيرة ساكناً متسولاً وكانت كل واحدة أسواء من السابقة عليها لكن

اليأس لم يتسرب الى نفسه.. وكان يضطر الى قضاء بعض الليالي في الجراجات..

ومداخل المباني.. وقد بدأ البرد يشتد عليه في أواسط شهر اكتوبر فكان يتنقل بين

البارات والمقاهي والبانسيونات الرخيصة القذرة.. "فينا" الساحرة, مدينة

الأحلام.. تحولت في عينه الى كابوس ملؤه الكآبة والقذارة.. وفي آواخر شهر ديسمبر

قبيل احتفالات الكريسماس (عيد رأس السنة) .. سار "هتلر" على قدميه لعدة

ساعات حتى وصل الى "الميدنج" .. في ضواحي المدينة .. حيث لجأ الى أحد ملاجئ

العاطلين وهو "آسيل فور أوبدا شلوز" .. وكان يرعى الملجأ أحد اليهود الحبين

للخير.. وكان هذا المبنى الحديث الضخم مجهزا بالعديد من الحمامات ودورات المياه

وسائر أسباب الراحة والمتعة.. وكانت غرف النوم واسعة وجيدة التهوية ونظيفة .. وبرغم

قله الطعام فقد كان جيدا وتتوافر فيه العناصر الأساسية..

وفي هذا الملجأ,, صادق "هتلر الكثيرون وساعدوه وأيدوه .. وكان من

بين أصدقائه صديق يدعى "رينولو هانش".. والذي قضى سنوات

عديدة يتجول حول ألمانيا والنمسا .. وأستطاع أن يأحذه من يده ويعلمه

كيف يعيش حياة المتسول في شوارع المدينة الواسعة.. وفي صباح أحد

الأيام غادر"هتلر" وصديقه "ترينولد" ملجأ "آسيل".. عندما فتحت أبوابه

في المساء .. وفي خلال تلك الساعات اكتسبا بعض الأموال من القيام

ببعض الأعمال الغريبة مثل جرف الجليد,أو حمل حقائب السفر في

"الويستبانوف" أو لتنظيف السجاد..

وقد أصبح أقرانه التعساء أصدقاء له .. وكان "هتلر" يستمع الى قصص

صديقة "هانش" عن الحياة في ألمانيا وكان يفتن بها.. [والله ماله حيله

بألمانيا,, من يخاويني شباب ,لها!]- نرجع لقصة هتلر.. بينما كان "هانش

صديق هتلر" مفتوناً بمواهب صديقه "أدولف" وتعليمه وثقافته واحاديثه

الجميلة.. ولم يكن ملجأ "آسيل" مكاناً للعمل .. ولذلك .. في أول فبراير

سنة 1910 م. إنتقل "هتلر" الى "مانيريم".. وهو أحد بيوتات الشباب

الكبرى في "ميلدنستراس".. هناك انطلقت مواهب هتلر .. فأخذ يصمم

البطاقات البريدية المصورة.. والصور الزيتية واللوحات الفنية لبعض

المشاهد الجميلة ويجهزها بينما يتولى صديقه" هانش" بيعها في أشهر

معارض "فينا" .. وعندما قرر"هانش" أنهم في حاجة الى المزيد من

الأموال لأعمال هتلر العظيمة .. بدأ "هتلر" برسم على جانبي البطاقات

البريدية لقاء المذيد من الأموال ... وهكذا


وفي خلال أشهر معدودات أصبح هذا العمل المتواضع مريحاً ومناسباً

للصديقين.. وهو ما أضاف الى خبرات هتلر خبرات جديدة.. ومع الوقت

أصبح زعيماً لمجموعة كانت تشترك في المناقشات السياسية وبدأ يدخل

في مناقشات معهم حول الفساد المستشرى في الحزب الإشتراكي

المسيحي وعن الوعود الزائفة لزعيم الحزب" كارل ليوجير".. وبينما كانت

إهتماماته في مجال السياسة تنمو وتزداد كانت موهبته الفنية قد بدأت

تدخل في طور الإضمحلال والضمور .. وفي حين أن "هتلر" كان يدعي في

كتاب كفاحي (مين كامف).. بأن "ليوجير" هو الذي علمه كيف يكره

اليهود في "فيننا" فقذ ذكر صديقة "جوزيف كوبسك" أن "هتلر" كان

يعبر عن إتجاهاته المعادية للسامية منذ سنوات طويلة وهو بعد لا يزال في "لينز"..

ومن ناحية أخرى, ذكر"هانش" أنه لم يسمع "هتلر" من قبل يسخر من

اليهود خلال المناقشات التي كانت تجري في بيت الشباب (ماينريم).. أو

حتى مناقشاته الخاصة معه بل إنه كان يعترف بالجميل لإحسان اليهود

وحبهم للناس والحقيقة أن صديقه الآخر في "ماينريم" اليهودي

الهنغاري" جوزيف نيومان".. الذي تعرف عليه في بيت الشباب.. والذي

أهدى لـ "هتلر" معطفاً أسود طويلاً كي يرتديه بدلاً من معطفه الذي اضطر

الى بيعه في الشتاء السابق كان هذا من أقرب أصدقائه إليه..

أحتاج إلى عاصفة...
تنسيني آثار السكون...
وأنتِ يا سمراءُ عاصفتي
...معذبتي .. قاتلتي..
يا جميلة العيون
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04293 seconds with 11 queries