الموضوع: حوارات
عرض مشاركة واحدة
قديم 04/01/2008   #168
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


الشاعر و الروائي التونسي " يوسف رزوقة " في حوار خاص للجزيرة توك





آمال العريسي ـ الجزيرة توك ـ تونس

"مكانة الشاعر تفتك ولا تهدى في طبق ذهبي نحن نعلم معدنه الرخيص"
"الجمهور الرّاهن منمّط أفسدته الثقافة"
"مستخدمي فضاءات الدردشة العرب لا يدخلونها إلا من اجل امرأة ما"

" ي | ر" التوقيع للشاعر و الروائي التونسي " يوسف رزوقة " و القصيدة تحمل عنوان "ملحمة الخاتم" و التي تنشر لأول مرة في موقع الجزيرة توك كهدية من هذا الشاعر المتميز قبل أن يقدمها في مهرجان جرش في صائفة 2007.
"يوسف رزوقة" من مواليد 1957 بقصور الساف في ولاية المهدية الواقعة في ساحل الجمهورية التونسية .
صدرت له حديثا خمسة دواوين شعرية باللغة الفرنسية. اختص إلى جانب الشعر والأدب في اللّغات و السياسة و الصحافة و الفنون الجميلة.عن واقع الشاعر العربي و قضايا الشعر كان للجزيرة توك هذا الحوار معه:
  • صدرت عنك عديد الكتابات بالعربية والفرنسية منها ما يقدم سيرتك الذاتية و منها ما فيه دراسات لدواوينك الشعرية و ما تتطرحه فيها من أفكار و قضايا بعيون عربية و أجنبية فما رأيك في ما يثار حول افتقادنا لفكر عربي نقدي؟
  • في قصيدة جديدة "ملحمة الخاتم" التي لم تنشر بعد و التي سأقدمها في" مهرجان جرش"القادم أقول فيها في هذا السياق بالذات حول النقاد :

    " ما الشّعر؟
    فالنقّاد إن وجدوا
    فلاسفة
    وتلك مصيبة كبرى
    ولا قانون للشعراء
    يحميهم
    من الظّلم العظيم"
    ي | ر

    حوصلت كل ما نعيشه من أزمة في وجود نقاد عرب أفذاذ و فطاحل بهذه الأبيات التي أعي فيها ما أقول باعتبارها تشخيصا نقديا للواقع النقدي المفتقد الذي نعيشه .و آمل أن يولد ذات يوم نقاد صغار أو كبار حتى ننعم بشيء من التناولات النقدية كي تتغمد ما نكتبه بالحنان النقدي اللازم .
  • قلت اثر وفاة الشاعرة العراقية "نازك الملائكة" : "لتهنأ نازك الملائكة برحيلها إلى هناك حيث عاصمة الاطمئنان الأعظم بمنأى عن رداءات هذا الزمان و ضجيجه الأجوف ". فهل هذه هي الصورة التي تراها بالفعل في زماننا الآن؟
  • أوّلا ،لا نملك إزاء رحيل شاعرة كبيرة ك "نازك الملائكة " إلا أ نشعر بأن قامة رمزية رحلت عنا إلى حيث عاصمة الاطمئنان الأعظم كما قلت في البيان الذي تم فيه تأبين الشاعرة الراحلة من قبل حركة شعراء العالم. و فعلا لوحظ في هذا البيان التأبيني شيء من التشاؤم إزاء الراهن على خلفية أن هذا الزمان، زماننا تحديدا ينطوي على الرعب و مشتقاته بمعنى أن فضاءا اتصاليا معولما كالذي نعيشه لا يحمل في شفرته و في أعماقه إلا عوامل " التشيئة " و ما به يكون الإنسان" شيئا ساعيا " في واجهة القيم السائدة .
    دون أن نعدم وجود جوانب إيجابية في هذا العصر و هي أكثر من أن تحصى و التي تؤكد بأن الإنسان يبقى إنسانا و أن هناك في الأفق نافذة نطل منها على حديقة ممكنة.
  • لمّا كانت رؤيتك للواقع كذلك ،فهل هذا ما يفسر اتجاهك إلى تجارب مشتركة مع فرنسا و اسبانيا و غيرها من الدول ؟
  • لعلّ هاجسي إزاء هذا الواقع يهدف إلى تمكين الكائن من مكانة و البحث عن نقطة ضوء في هذا الليل الطويل و الذي يعلن إزاءه الشاعر حالة الطوارئ حتّى يشخّصه و يبحث عن البدائل الممكنة التي قد تسهم بشكل أو بآخر في تحقيق توازن ما بين الإنسان و بين نقيضه و بين التفاؤل و بين التشاؤم بين الألم و الفرح و بين الحزن الطاغي ...كل هذا أراه رسالة مشفّرة يحملها الشاعر من أجل أن يحقق إنسانية هذا الكائن التي لا تتحمل هشاشته على حد تعبير "كونديرا".
  • فماهي رسالة يوسف رزوقة التي جعلت روائية مكسيكية تجعل من شاعر عربي مغاربي بطلا لروايتها " إيزابيل سيدة البحر " كلمة و روحا ؟ و ما الذي يعنيه بالنسبة إليك أن يعي أناس يحملون ثقافة مختلفة رسالتك في حين أنه كان من المفترض أن يعي ذلك آخرون أكثر قربا؟
  • " الجحيم هو الآخرون " قال أحد الفلاسفة ،و بالتأكيد عندما نكون بصدد فك شفرة الرسالة لتصل إلى جمهور مستهدف لا نعني شريحة بعينها بقدر ما نستهدف الوجدان العام في حد ذاته فعندما وجّهنا رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة عند اعتداء إسرائيل الظالم على لبنان ،صرخنا بصوت واحد كشعراء ينتمون إلى حركة شعراء العالم :لا لهذا الاعتداء و أنقذوا وردة لبنان ، قد لا يكون لهذا الكلام ثقل و فاعلية و لكنه على الأقل انخرط فيما يتطلع إليه الوجدان العربي من تعاطف و من تضامن و من رسائل ترمي إلى إدانة الآخر المعتدي و الانتصار للحق و للصوت المستضعف الذي استهدفته إسرائيل . و بطبيعة لحال عندما يثور الشاعر على شيء ما فهذا لا يعني أنه سيركب دبّابة
    و يفخّخ نفسه و لكنّه يحمل رسالة أخرى، رسالة الكلمة التي لها فعل السحر و تنطوي على كثير من الوعي الذي يدين الحركة المذنبة و الظلم السائد مقترحة في الآن نفسه ما به يتحقق التوازن على الخارطة.
  • وردت في إجابتك كلمات عديدة تعني بها التواصل و الوحدة بين الشعراء العرب
فهل تعتبر بأن مثل هذا الأمر ممكن في ظل واقع عربي نحن أدرى بشعابه و صعوبة اتحاده؟
  • صحيح و لكن لعلّه من حسن المصادفات أن نلتقي نحن الشعراء في حركة شعرية عملاقة هي" حركة شعراء العالم" و مقرها الشيلي في أمريكا اللاتينية تحديدا حيث تضم هذه الحركة 2400 شاعرا من القارّات الست تجمعهم أهداف سامية و توجهات واضحة .
  • ولكنّ وحدة الأهداف لا تعني أنهم متحّدون فعلا؟
  • هم متحّدون و إن اختلفوا فالاختلاف ضروري و نحن نلتقي بالأحرى للاختلاف كي نكون، و ليس بشرطه أن نكون كائنات مستنسخة بمبادئ معينة و بسلوكيات متماثلة. لا بدّ أن نلتقي في الاختلاف بشكل أوبآخر. و لعل ّ اختلافنا حول ما حدث مؤخرا بين الأمين العام لهيئة الحركة "لويس أرياس مارثو" و شاعر آخر يهتم بتنظيم مؤتمر" باريس للسلام " الذي ألغي بمقتضاه المؤتمر المفترض أن ينعقد في أكتوبر القادم بباريس على خلفية أن الأمين العام لحركة شعراء العالم كان قد شارك في ملتقى شعري بإيران قابل فيه الرئيس الإيراني و أجّل بذلك المؤتمر لينعقد في سنة 2008 بالبرازيل.
  • في صائفة 2003 تمّ توقيع بيان "دستور الشعراء" في عمان أثناء انعقاد فعاليات مهرجان "جرش للثقافة و الفنون". فهل أصبح الواقع الشعري بحاجة إلى مثل هذا البيان في زمن ما أسهل أن ينتهك فيه بيان أو يقع تجاوزه؟
  • ليس بشرطه أن تكون هناك استجابة ما فورية و مكثفة من جمهور الشعراء.فنحن أردنا من وراء دستور الشعراء الذي وقّعنا عليه في مهرجان جرش 2003 أن يكون بمثابة بيان يحسّس الرأي العام أين ما كان بمدى مشروعية أن يكون للشاعر مكانة و مكان تحت الشمس و دعونا في هذا الدستور إلى ترسيخ الدور الوطني للشاعر و العمل على بلورة وجاهته حتى تظلّ للشاعر كلمته الفاعلة التي لا تغمط في بورصة القيم السائدة و المهيمنة.و بذلك لا بد أن تكون هناك إشارة إلى أن الشاعر ليس مجرد كائن يكتب كلمات تذهب هباءا و لكن له دور كبير و مسؤولية عظمى من أجل أن يشير إلى الأدوية إن وجدت و أن يعلن حلة الطوارئ عندما يلجأ الجميع إلى السكوت.
  • نستشف من كلامك أن الشاعر اليوم لا يمتلك المكانة التي يستحقها، فما الذي يحدث للشعراء فعلا في عالم اليوم من خلال موقعك كأمين عام ل"حركة شعراء العالم"؟
  • مكانة الشاعر تفتك من براثن الواقع و لا تهدى في طبق ذهبي نحن نعلم معدنه الرخيص و بالتالي على الشاعر أن يمتلك أحقية حضوره من أجل أن يكون حيا حتى و إن أدى به الواقع المر إلى التغريد خارج السّرب .فهو منذور بمسؤولية التاريخ و عليه أن يظلّ في النار و لا يحترق و في الماء و لا يبتل سلاحه الكلمة و رؤيته التي تحلق عاليا و بعيدا .و لا يرجو من ورائها أن يقال له شكرا أو ما شابه ذلك. فلا بدّأن يكون له مشروع شعري كبير و أن يناضل من أجله حتى و لو خالفه كل العالم الرأي راهنا .
  • إذا ما كان على الشاعر أن يفتك مكانته حتى و إن غرد خارج السّرب، فكيف لشعره أن يصل؟ و ماذا عن الإطار العام للشاعر؟
بخصوص الإطار العام المرجعي و غيره فإن الرأي العام كالصلصال تماما يشكّل وفق ما يريده المبدع لا وفق ما ينتظره الرأي العام نفسه.فالجمهور كذائقة تقبّل تقليدية قد يصدم بما يطرحه المبدع من أفكار و مقاربات و رؤى مختلفة عنه، سيتقبلها مع الأيام لترسخ كقيمة محتملة شيئا فشيئا إلى أن يسهم هذا المبدع في إضافة شيء ما إلى هذا المتقبل الذي كان رافضا لمثل هذه الأطروحات التي بدت له غريبة

شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة

آخر تعديل butterfly يوم 21/01/2008 في 08:00.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.17898 seconds with 11 queries