الموضوع: حوارات
عرض مشاركة واحدة
قديم 04/01/2008   #170
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


  • ألا تخشى من تلك الشيخوخة الدّاهمة و العزلة ؟ و هل ترغب أن تكون لك زيارات مماثلة في وقت آخر؟
  • - يضحك ثم يقول- في الواقع لا أخشى أية شيخوخة لأن الشاعر يعي تخوم العزلة و حدودها و يعمل جاهدا من أجل الحفاظ على التواصل و التعاطف مع الآخر ، ذلك قدرنا حتىّ لا نشعر بهذه العزلة القاتلة ثم من أجل أن نرسّخ أركان العائلة الشعرية الموسعة.
  • إذا ما اتّفق الكثير من النقاد على أن واقع الشعر في العالم العربي يزدد سوءا، فما هي نظرتك للأجيال القادمة من الشعراء؟
  • أنا لا أرى ما يرون لأنّ الرّداءات المتفشية ميزة كل عصر منذ ضياع الخاتم في بئر إيريس و منذ بدء الكون كانت الرّداءة و كان الأفق أيضا. و بالتالي نحن نعوّل كثيرا على أريحية أن يكون للشاعر دوما جناح عملاق يحلّق به عاليا و بعيدا و يحاول أن ينتصر للقيم السّامية و أن يبذر في أرض" الياباب" التي قال بها " إيلوط" بذور الكلمة الطيّبة التي ستنمو إن غدا أو آجلا في شكل زهور يانعة.
  • لو نتحدّث عن بعض الشعراء الذين تخلوا عن كل هذا تحت وطأة الضّغوطات و يواصلون الكتابة رغم خضوعهم لتلك الخيارات؟
  • يحدث هذا في أشد العائلات وجاهة و تشدّدا، لنرى شاعرا حاد عن الطريق من أجل التكسّب السريع أو من أجل منصب لا يدري أنه سيزول غدا أو من أجل لا شيء أحيانا، يمتدح شخصا لكي لا يحصل إلا على السّراب.كل هذا نعرفه و لكن" لا يبقى في الوادي إلاّ حجره " كما نقول في المثل التونسي.
  • و لكن لكي "لا يبقى في الوادي إلاّ حجره"، ماذا فعلتم لتحصّنوا عائلتكم الشعرية الموسّعة ضدّ كل هذا؟
  • تجمعنا في حركة شعراء العالم قيم نضالية واضحة نلتقي كل يوم عبر الانترنات و في المؤتمرات العالمية لنناضل من أجل أن يكون للشاعر موقع على الخارطة و أن تحترم ذاته كشاعر و إنسان و كلمة. و أن نلتقي فذلك في حد ذاته إنجاز عظيم لتحريك السّواد أي هذا يعني أن هنالك دفء و أن هناك عادة حميدة من أجل تأسيس ما به يتجذّر معنى الخير في معياره الحضاري الجديد.
  • فيما تتمثل علاقة الشعر بالثقافة الرقمية و آثارها على أساليب الكتابة ،هل تهدمه أم تخدمه؟
  • بخصوص التعاطي مع الشبكة العنكبوتية وفضاء الدردشة تحديدا ليس لنا إلا حد الآن عربيا تقاليد وظيفية للتعاطي مع هذا المنجز التواصلي العظيم .فمن خلال الاحتكام إلى فضاءات الدردشة العربية غالبا ما يزعجني الوعي المفقود لدى مستخدمي هذه الفضاءات المتاحة .
  • كيف لامست عدم الوعي هذا؟
  • ألامس ذلك من خلال تفكيك شفرة مستخدمي هذا الفضاء أو ذاك ، تصوّري مثلا أنني لا أريد إضاعة الوقت في دردشة جانبية من اجل كسب ودّ سيدة الأقمار السبعة على نبل ما في هذه العملية من إحساس طيب والتي يخيّل لي أحيانا أن مستخدمي فضاءات الدردشة العرب لا يدخلونها إلا من اجل امرأة ما ...فقط يلتقونها صدفة و يمنّون النفس بنظرة عبر الإيمايل و المنتدى و هو ما لا اطرح نفسي مناهضا له. و لكني أتمنى أن يكون في المقابل وعي بتوظيف هذه الفضاءات لما هو أطروحات فكرية و ثقافية و إبداعية .فأنا أدأب على مراسلة شعراء العالم بمعدل ألف رسالة في الأسبوع و هناك تحدث المفاجآت أو بالأحرى المفاجعات ، ذلك أن شاعرا عربيا صديقا طلب مني أن أسحب عنوانه الالكتروني من قائمتي لا لشيء إلا لأنني لا امثل له و هو يعيش كبتا عربيا عظيما ينبوعا أنثويا بديلا له في غربته .فما كان مني إلا أن أسأله لماذا يدأب على وضع بريده الالكتروني في موقع على الانترنت، هل لتغرر بصديقتي أو بأختي أو بأية امرأة عربية أيّها العربي الفحل الأصيل . ليس هذا إلا مثالا بسيطا يعكس مستوى هذا الشاعر الذي ينطوي في داخله على شيء حيوانيا يجعله لا يفكر إلا بغريزته و هذا الأمر يدلّل و يناقشه الشاعر و لي دواوين في ذلك عن" ارض الصفر" و "جمهورية مايكروفيست" و" واد السيليكوم ". و لكن أنا لا أنفي حق الشاعر في البحث عن نصفه الآخر و لكن برفعة و ليس برداءة.
  • على ذكر التصادم مع الشعراء كان لك تصادم أثمر تجربة مميزة في أمريكا اللاتينية، صحيح؟
  • بالفعل قررت في لحظة تصادم مع شاعرة فرنسية لمّا كنا بصدد الإعداد لورشة شعرية حول إيقاع شرق غرب، قررت الاتجاه إلى أمريكا اللاتينية عبر اللّغتين الإسبانية و البرتغالية فأنا أكتب بهما و أحاول أن يكون لي إنجاز نوعي في هذا السياق. و عندما ذهبت إلى هناك و جدت كل ما أتطلّع إليه من حرارة وحب وحلم وحرية وحياة في تلك الأرض المتّقدة حيث الشمس و الخصب و الإنسان الذي لم ينقرض بعد كما في بعض العواصم التي طغى فيها الشيء على القيمة الإنسانية الراهنة .
  • عندما يجد "رزوقة" ما يبحث عنه في مكان آخر، فهل هذا يعني أنك فاقد لكل هذا في المكان الذي كنت فيه ؟
  • الشاعر اليوم يفتقد قيما شتّى في واقع بلا قلب كما يقول الشاعر أحمد عبد المعطى حجازي. فكل مدينة هي بالتأكيد مفرغة من نبع الحنان و يعيش فيها الشاعر غربته و غرابته وضياعه و لكن هذا لايمنع أن في العالم بقارّاته الست أماكن أخرى مازالت تنبض بالصدق إلى الحد الذي جعل روائية مكسيكية تكتب رواية ثلاثية عني. فهذا لا يتحقق إلا إذا تحقق شرط التواصل الإنساني والحب الاستثنائي الذي لا يعترف بالحواجز .
  • هل تشعر بالغربة عندما تكتب بلغة أخرى بعيدة عن العربية؟
  • لا،لا أجد أية غربة لأنني اخترت منذ البداية أن أكون جسما طائرا مجهولا أعبر الأرض قارة ثم أخرى وأبحث عن صوتي الضائع لأجده هنا أو هناك وأظل أتحسس صدى هذا الصوت حتى أعثر على نفسي في النهاية في شكل صرخة في واد، في شكل وردة في المكسيك، في شكل نهر في الأرجنتين...كل هذا يجعلني في لحظة اكتشاف لجسدي و الايقاع الذي ذهبت به إلى هناك فاختصر المسافات ليكتمل الموقف وأكون به شمسا مشرقة على نفسي .
  • عهدنا أن نذهب نحن للغرب كمبادرة منا للتقريب بين الثقافات و خلق ما يسمى بالحوار بين الحضارات فهل ترى في الغرب تقبّلا فعليا لذلك بعيدا عن الشعارات و التسميات ؟
  • الغرب لا يكلف نفسه عناء المجيء إلى هنا فذلك وعي إستثنائي عندما بدأ المبدع في التسويق لنفسه تماما كما يفعل السياسي حتى يمتلك أحقية ظهوره في المشهد السياسي و للشاعر نفس السياسة التي عبرها يحقق التواصل فأن تذهب إلى أمريكيا اللاتينية لا بد أن تبدأ بالمغامرة وان تكون كبيرا إلى حد يجعلك تجري في لغته أشياء و كتابات تحقق الإضافة التي لم يستطع أن يحققها أصحاب اللغة الإسبانية و البرتغالية أنفسهم.
  • و هذا ما أحدث لك مشكلة إثر صدور مقال مقارنة بينك و بين شاعر إسباني و آخر فرنسي و ما كان من زملائك العرب إلا أن احتجوا على ذلك.فكيف تصف هذا الموقف خاصة و أن هؤلاء ينتمون إلى العائلة الشعرية الموسعة؟
  • في الواقع أنا أتجنب الإحتكام إلى الأحكام الصادرة عن نظرائي من شعراء المرحلة . فهذا أمر طبيعي لأنه لكل منا الحق في أن يمتلىء بذاته وأن يستكثر على زميل له أن يشعّ ويحلق عاليا .عكسي أنا فأنا أحب لكل الشعراء العرب و غير العرب أن يكونوا عباقرة زمانهم .
  • كيف لا و أنت أمينهم العام ؟
  • ليس لهذا الشرط بالذات فالمهم أن تحب الآخر لأن حب الآخر فن في حد ذاته حتى تكون في حلّّ من كل العقد النفسية و ما شابهها لكي تنطلق كبيرا.و ليس بشرطه أيضا أن تحوز على شهادة تقدير من نظرائك فهو حجاب المعاصرة كما يقولون.و لكن يكفيك شرف المغامرة و أن ترتمي في البحرأو في الاقينوس من أجل أن يكون لك مكان أو لا يكون .

شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.07469 seconds with 11 queries