عرض مشاركة واحدة
قديم 09/06/2006   #77
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


فصل في مثنوية الإنسان

أعلم يا أخي- أيدك الله وإيانا بروح منه- بأن الإنسان لما كان هوجملة مجموعة من جسد جسماني ونفس روحانية، وهما جوهران متباينان في الصفات، متضادان في الأحوال، ومشتركان في الأفعال العارضة والصفات الزائلة، صار الإنسان من أجل جسده الجسماني مريداً للبقاء في الدنيا، متمنياً للخلود فيها، ومن أجل نفسه الروحانية صار طالباً للدار الآخرة، متمنياً للبلوغ إليها، وهكذا أكثر أمور الإنسان وتصرف أحواله مثنوية، متضادة كالحياة والممات والنوم واليقظة والعلم والجهالة والتذكر والغفلة والعقل والحماقة والمرض والصحة والفجور والعفة والبخل والسخاء والجبن والشجاعة والألم واللذة، وهومتردد بين الصداقة والعداوة والفقر والغنى والشبيبة والهرم والخوف والرجاء والصدق والكذب والحق والباطل والصواب والخطأ والخير والشر والقبح والحسن وما شاكلها من الأخلاق والأفعال والأقاويل المتضادة المتباينة التي تظهر من الإنسان الذي هوجملة مجموعة من جسد جسماني ونفس روحانية.
وأعلم يا أخي بأن هذه الخصال التي عددنا لا تنسب إلى الجسد بمجرده ولا إلى النفس بمجردها، ولكن إلى الإنسان الذي هوجملتها والمجموع منهما الذي هوحي ناطق مائت، قحياته ونطقه من قبل نفسه وموته من قبل جسده، وهكذا نومه من قبل جسده ويقظته من قبل نفسه. وعلى هذا القياس سائر أموره وأحواله المتباينات المتضادات، بعضها من قبل النفس، وبعضها من قبل الجسد، مثال ذلك عقله وعلمه وحلمه وتفكيره وسخاؤه وشجاعته وعفته وعدله وحكمته وصدقه وصوابه وخيره وما شاكلها من الخصال المحمودة، فكلها من قبل نفسه وصفاء جوهرها، وأضدادها من قبل أخلاط جسده ومزاج أخلاطه.
فصل في الصفات المختصة بالجسد والنفس

وأعلم يا أخي بأن الصفات المختصة بالجسد بمجرده هي أن الجسد جوهر جسماني طبيعي ذوطعم ولون ورائحة وثقل وخفة وسكون ولين وخشونة وصلابة ورخاوة، وهومتكون من الأخلاط الأربعة التي هي الدم والبلغم والمرتان المتولدة من الغذاء الكائن من الأركان الأربعة التي هي النار والهواء والماء والأرض ذوات الطبائع الأربع التي هي الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة؛ وهومنفسد أعني الجسد ومتغير ومستحيل وراجع إلى هذه الأركان الأربعة بعد الموت الذي هومفارقة النفس الجسد وتركها استعماله.
وأما الصفات المختصة بالنفس بمجردها فهي أنها جوهرة روحانية سماوية نورانية حية بذاتها علامة بالقوة، فعالة بالطبع، قابلة للتعاليم، فعالة في الأجسام، ومستعملة لها، ومتممة للأجسام الحيوانية والنباتية إلى وقت معلوم، ثم إنها تاركة لهذهه الأجسام ومفارقة لها، وراجعة إلى عنصرها ومعدنها ومبدئها كما كانت، إما بربح وغبطة أوندامة وحزن وخسران، كما ذكر الله- عز وجل-بقوله:" كما بدأنا تعودون: فريقاً هدى، وفريقاً حق عليهم الضلالة." وقال عز وجل:" كما بدأنا أول خلق نعيده، وعداً علينا إنا كنا فاعلين." وقال تعالى:" أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون." فكفى بهذا يا أخي زجراً ووعيداً وتهديداً وتوبيخاً ومذكراً ونذيراً، إن كنت منتبهاً من نوم الغفلة ومستيقظاً من رقدة الجهالة.
وأعيذك أيها الأخ البار الرحيم أن تكون من الذين ذمهم رب العالمين بقوله:" لهم قلوب لا يفقهون بها، ولهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها، أؤلئك كالأنعام، بل هم أضل؛ أؤلئك هم الغافلون." أفترى ذمهم من أجل أنهم لم يكونوا يعقلون أمر معيشة الدنيا، إنما ذمهم لأنهم لم يكونوا يتفكرون في أمر الآخرة والمعاد ولا يفقهون ما يقال لهم من معاني أمر الآخرة وطريق المعاد فقال:" يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون." وقال عز وجل:" فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون." فصل في مثنوية قنية الإنسان ومثنوية الأعمال ولما تبين أن أكثر أمور الإنسان وتصرف أحواله مثنوية متضادة، من أجل أنه جملة مجموعة من جوهرين متباينين، جسد جسماني ونفس روحانية، كما بينا قبل، صارت قنيته أيضاً نوعين: جسمانية، كالمال ومتاع الدنيا، وروحانية، كالعلم والدين، وذلك أن العلم قنية للنفس، كما أن المال قنية للجسد. وكما أن الإنسان يتمكن بالمال من تناول اللذات من الأكل والشرب في الحياة الدنيا، فهكذا بالعلم ينال الإنسان طريق الآخرة، وبالدين يصل إليها، وبالعلم تضيء النفس وتشرق وتصح، كما أن الأكل والشرب ينمي الجسد ويزيد ويربوويسمن. فلما كان هكذا صارت المجالس أيضاً اثنين: مجلس للأكل والشرب واللهوواللعب واللذات الجسمانية، من لحوم الحيوان ونبات الأرض، لصلاح هذا الجسد المستحيل الفاسد الفاني؛ ومجلس للعلم والحكمة وسماع روحاني من لذة النفوس التي لا تبيد جواهرها، ولا ينقطع سرورها في الدار الآخرة، كما ذكر الله- جل ثناؤه- بقوله:" وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون." فلما كانت المجالس اثنين صار أيضاً السائلون اثنين، واحد يسأل حاجة من عرض الدنيا، لصلاح هذا الجسد ولجر المنفعة إليه، أولدفع المضرة عنه؛ وواحد يسأل مسألة من العلم، لصلاح أمر النفس وخلاصها من ظلمات الجهالة، أوللتفقه في الدين طلباً لطريق الآخرة، واجتهاداً في الوصول إليها، وفراراً من نار جهنم، ونجاة من عالمالكون والفساد، وفوزاً بالوصول إلى عالم الأفلاك وسعة السموات، والسيحان في درجات الجنان، والتنفس من ذلك الروح والريحان المذكور في القرآن.

عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03926 seconds with 11 queries