عرض مشاركة واحدة
قديم 09/06/2006   #78
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


فصل في العلم والمعلوم والتعلم والتعليم

وأوجه السؤال

وينبغي لطالبي العلم والباحثين عن حقائق الأشياء أن يعرفوا أولاً ما العلم وما المعلوم، وعلى كم وجه يكون السؤال، وما جواب كل سؤال، حتى يدروا ما الذي يسألون وما الذي يجيبون إذا سئلوا، لأن الذي يسأل ولا يدري أي شيء سأل، فإذا أجيب لا يدري بأي شيء أجيب.
وأعلم يا أخي بأن العلم إنما هوصورة المعلوم في نفس العالم، وضده الجهل وهوعدم تلك الصورة من النفس. وأعلم بأن أنفس العلماء علامة بالفعل، وأنفس المتعلمين علامة بالقوة، وأن التعلم والتعليم ليسا شيئاً سوى إخراج ما في القوة، يعني الإمكان، إلى الفعل، يعني الوجود. فإذا نسب ذلك إلى العالم سمي تعليماً، وإن نسب إلى المتعلم سمي تعلماً.
وأعلم بأن السؤالات الفلسفية تسعة أنواع مثل تسعة آحاد: أولها، هل هو، والثاني، ما هو والثالث، كم هو، والرابع، كيف هو، والخامس، أي شيء هو، والسادس، أين هو، والسابع، متى هو، والثامن، لم هو، والتاسع، من هو، تفسيرها: هل هو: سؤال يبحث عن وجدان شيء أوعن عدمه، والجواب نعم أولا، وقد بينا معنى الوجود والعدم في رسالة العقل والمعقول، وما هو: سؤال يبحث عن حقيقة الشيء؛ وحقيقة الشيء تعرف بالحد اوبالرسم، ذلك أن الأشياء كها نوعان، مركب وبسيط، فالمركب مثل الجسم، والبسيط ممثل الهيولى والصورة، وقد بينا معناهما في رسالة الههيولى. والأشياء المركبة تعرف حقيقتها إذا عرفت الأشياء التي هي مركبة منها، مثال ذلك إذا قيل: ما حقيقة الطين، فقال: تراب وماء مختلطان؛ وهكذا إذا قيل: ما حقيقة السكنجبين، فيقال: خل وعسل ممزوجان. وعلى هذا القياس كل مركب إذا سئل عنه، فيحتاج أن يذكر الأشياء التي هي مركب منها وموصوف بها؛ والحكماء يسمون مثل هذا الوصف الحد، ومن أجل هذا قالوا في حد الجسم إنه الشيء الطويل العريض العميق؛ فقولهم: الشيء، إشارة إلة الهيولى، وقولهم: الطويل والعريض والعميق، إشارة إلى الصورة، لأن حقيقة الجسم ليست بشيء غير هذه التي ذكرت في حده. وهكذا قولهم في حد الإنسان إنه حي ناطق مائت، فقولهم: حي ناطق، يعنون به النفس، ومائت، يعنون به الجسد، لأن الإنسان هوجملة مجموعة منهما، أعني جسداً جسمانياً ونفساً روحانية. وعلى هذا القياس تعرف حقائق الأشياء المركبة من شيء.
وأما الأشياء التي ليست مركبة من شيء، بل مخترعة مبدعة كما شاء باريها وخالقها تعالى، فحقيقتها تعرف من الصفات المختصة بها، مثال ذلك إذا قيل: ما حقيقة الهيولى، فيقال: جوهر بسيط قابل للصورة، لا كيفية فيه البتة. وإذا قيل: ما الصورة، فيقال: هي التي يكون الشيء بها ما هو. فمثل هذا الوصف تسمية الحكماء الرسم. والفرق بين الحد والرسم أن الحد مأخوذ من الشياء التي المحدود مركب منها، كما بينا، والرسم مأخوذ من الصفات المختصة بالرسوم، وفرق آخر أن الحد يخبرك عن جوهر الشيء المحدود، ويميزه عما سواه، والرسم يميز لك المرسوم عما سواه حسب. فينبغي لك أيها الأخ البار الرحيم- أيدك الله وإيانا بروح منه- إذا سئلت عن حقيقة شيء من الأشياء أن لا تستعجل بالجواب بل تنظر هل ذلك الشيء المسؤول عنه مركب أم بسيط حتى تجيب بحسب ذلك. وأما كم هوفسؤال يبحث عن مقدار الشيء، والأشياء ذوات المقادير نوعان، متصل ومنفصل؛ فالمتصل خمسة أنواع: الخط والسطح والجسم والمكان والزمان، والمنفصل نوعان، العدد والحركة. وهذه الأشياء كلها يقال فيها: كم هو، وقد بينا ماهية العدد في رسالة الأرثماطيقي، وماهية الحركة والزمان والمكان والجسم في رسالة الهيولى، وماهية الخط والسطح في راسلة الهندسة. وأما كيف هوفسؤال يبحث عن صفة الشيء. والصفات كثيرة الأنواع، وقد بيناها في رسالة شرح المقولات العشر التي كل واحدة منها جنس الأجناس. وأما أي شيء هوفسؤال يبحث عن واحد من الجملة أوعن بعض من الكل، مثال ذلك إذا قيل: طلع الكوكب، فيقال: أي كوكب هو، لأن الكواكب كثيرة. وأما إذا قيل طلعت الشمس، فلا يقال: أي شمس هي، إذ ليس من جنسها كثرة، وكذلك القمر، وأما أين هوفسؤال يبحث عن مكان الشيء أوعن رتبته. والفرق بينهما أن المكان صفة لبعض الأجسام لا لكلها، مثال ذلك إذا قيل: أين زيد، فيقال: في البيت أوفي المسجد أوفي السوق أوفي موضع آخر. وأما المحل فهو صفة للعرض، والعرض نوعان: جسماني وروحاني؛ فالأعراض الجسمانية حالة في الأجسام، مثال ذلك إذا قيل: أين السواد، فيقال: حال في الجسم الأسود. وهكذا الألوان كلها والطعوم والروائح حالة في الأجسام ذات الطعم واللون والرائحة؛ وهكذا حكم جميع الأعراض الجسمانية.

وأما الأعراض الروحانية فحالة في الجواهر الروحانية، مثال ذلك إذا قيل: أين العلم، فيقال:حال في نفس العالم؛ وكذلك السخاء والشجاعة والعدل وما شاكلها من الصفات حالة في النفس، وهكذا حكم أضدادها. وقد ظن كثير من أهل العلم ممن ليست له خبرة بأمر النفس، ولا معرفة بجوهرها، أن هذه الأعراض حالة في الجسم، كل واحد في محل مختص، مثال ذلك ما قالوا إن العلم في القلب، والشهوة في الكبد، والعقل في الدماغ، والشجاعة في المرارة، والجبن في الطحال، وعلى هذا القياس سائر الأعراض. وقد بينا نحن أن هذه الأعضاء آلات وأدوات للنفس تظهر بها ومنها في الجسد هذه الأفعال والأخلاق، في رسالة تركيب الجسد.
وأما الرتبة فهي من صفات الجواهر الروحانية، مثال ذلك إذا قيل: أين النفس، فيقال: هي دون العقل وفوق الطبيعة. وهكذا إذا يل: أين الخمسة من العدد، فيقال: بعد الأربعة وقبل الستة.
وعلى هذا القياس حكم الجواهر الروحانية التي لا توصف بالمكان ولا بالمحل، ولكن بالرتبة كما بينا في رسالة المبادئ العقلية.
وأما متى هوفسؤال يبحث عن زمان مكزن الشيء. والأزمان ثلاثة: ماض مثا أمس، ومستقبل مثل غد، ومحاضر مثل اليوم، وهكذا حكم السنين والشهور والساعات. وقد بينا ماهية الزمتن واختلاف أقاويل العلماء في ماهيته في رسالة الهيولى. وأما لم هوفسؤال يبحث عن علة الشيء المعلول.
وأعلم يا أخي بأن لكل معلول صناعي أربع علل، إحداها علة هيولانية، والثانية علة صورية، والثالثة علة فاعلية، والرابعة علة تمامية، مثال ذلك الكرسي والباب والسرير، فإن العلة الهيولانية فيها الخشب، والعلة الصورية الشكل والتربيع، والعلة الفاعلية النجار، والعلة التمامية للكرسي القعود عليه، وللسرير النوم عليه، وللباب ليغلق على الدار. وعلى هذا القياس كل معلول لا بد له من هذه الأربع العلل. فإذا سئلت عن علة شيء، فأعرف أولاً عن أيها تسأل، حتى يكون الجواب بحسب ذلك.
وأما من هوفسؤال يبحث عن التعريف للشيء، ويقول علماء النحو:إن هذا السؤال لا يتوجه إلا إلى كل ذي عقل، ويقول قوم آخرون: إلى كل ذي علم وتمييز والجواب فيه أن يعرف السؤال بأحد ثلاثة أشياء، أما أن ينسب إلى بلده، أوإلى أصله، أوإلى صناعته، مثال ذلك إذا قيل: من زيد، فيقال: البصري، ينسب إلى بلده، والهاشمي إلى أصله، والنجار إلى صناعته.
فهذه جملة مختصرة في كمية السؤالات وأجوبتها، ومباحث العلوم والنظر في حقائق الأشياء، شبه المدخل والمقدمات، ليقرب من فهم المتعلمين النظر في المنطق الفلسفي، وليوافقوا عليها قبل النظر في إياغوجي؛ الذي هوالمدخل إلى المنطق الفلسفي.
فصل في أجناس العلوم وإذ قد فرغنا من ذكر ماهية العلوم وأنواع السؤالات، وما يقتضي كل واحد من الأجوبة، فنريد أن نذكر أجناس العلوم، وأنواع تلك الأجناس، ليكون دليلاً لطالبي العلم إلى أغراضهم، وليهتدوا إلى مطلوباتهم، لأن رغبة النفوس في العلوم المختلفة وفنون الآداب، كشهوات الأجسام للأطعمة المختلفة الطعم واللون والرائحة.
فأعلم يا أخي بأن العلوم التي يتعاطاها البشر ثلاثة أجناس، فمنها الرياضية، ومنها الشرعية الوضعية، ومنها الفلسفية الحقيقية. فالرياضية هي علم الآداب التي وضع أكثرها لطلب المعاش وصلاح أمر الحياة الدنيا؛ وهي تسعة أنواع، أولها علم الكتاب والقراءة، ومنها علم اللغة والنحو، ومنها علم الحساب والمعاملات، ومنها علم الشعر والعروض، ومنها علم الزجر والفأل؛ وما يشاكله، ومنها علم السحر والعزائم؛ والكيمياء والحيل؛ وما شاكلها، ومنها علم الحرف والصنائع، ومنها علم البيع والشراء والتجارات والحرث والنسل، ومنها علم السير والأخبار.
فأما أنواع العلوم الشرعية التي وضعت لطب النفوس وطلب الآخرة فهي ستة أنواع: أولها علم التنزيل، وثانيها علم التأويل، والثالث علم الروايات والأخبار، والرابع علم الفقه والسنن والأحكام، والخامس علم التذكار والمواعظ والزهد والتصوف، والسادس علم تأويل المنامات.
فعلماء التنزيل هم القراء والحفظة، وعلماء التأويل هم الأئمة وخلفاء الأنبياء، وعلماء الروايات هم أصحاب الحديث، وعلماء الأحكام والسنن هم الفقهاء، وعلماء التذكار والمواعظ هم العباد والزهاد والرهبان ومن شاكلهم، وعلماء تأويل المنامات هم المعبرون.

عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05037 seconds with 11 queries