عرض مشاركة واحدة
قديم 09/06/2006   #79
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


وأما العلوم الفلسفية فهي أربعة أنواع: منها الرياضيات، ومنها المنطقيات، ومنها الطبيعيات، ومنها الإلهيات. فالرياضيات أربعة أنواع: أولها الارثماطيقي وهومعرفة ماهية العدد، وكمية أنواعه، وخواص تلك الأنواع، وكيفية نشوئها من الواحد الذي قبل الاثنين، وما يعرض فيها من المعاني إذا أضيف بعضها إلى بعض؛ والثاني الجومطريا وهوالهندسة، وهي معرفة ماهية المقادير ذوات الأبعاد، وكمية أنواعها، وخواص تلك الأنواع، وما يعرض فيها من المعاني إذا أضيف بعضها إلى بعض، وكيفية مبدئها من النقطة التي هي رأس الخط، وهي في صناعة الهندسة كالواحد في صناعة العدد؛ والثالث الأسطرنوميا وهي النجوم، وهي معرفة كمية الأفلاك والكواكب والبروج، وكمية أبعادها ومقادير أجرامها، وكيفية تركيبها وسرعة حركاتها، وكيفية دورانها، وماهية طبائعها، وكيفية دلائلها على الكائنات قبل كونها؛ والرابع الموسيقى الذي هوعلم التأليف، وهومعرفة ماهية النسب، وكيفية تأليف الأشياء المختلفة الجواهر، المتباينة الصور، المتضادة القوى، المتنافرة الطبائع كيف تجمع ويؤلف بينها، كيما لا تتنافر وتأتلف وتتحد وتصير شيئاً واحداً، وتفعل فعلاً واحداً أوعدة أفعال. وقد عملنا في كل صناعة من هذه الصناعات رسالة شبه المدخل والمقدمات.
والعلوم المنطقيات خمسة أنواع: أولها أنولوطيقا وهي معرفة صناعة الشعر؛ والثاني ريطوريقا وهي معرفة صناعة الخطب، والثالث طوبيقا وهي معرفة صناعة الجدل. والرابع بولوطيقا وهي معرفة صناعة البرهان؛ والخامس سوفسطيقا وهي معرفة صناعة المغالطين في المناظرة والجدل. وقد تكلم الحكماء الأولون والمتأخرون في هذه الصنائع والعلوم وصنفوا فيها كتباً كثيرة، وهي موجودة في أيدي الناس. وقد عمل أرسطاطاليس ثلاثة كتب أخر، وجعلها مقدمات لكتاب البرهان اولها قاطيغورياس؛ والثاني باريميناس؛ والثالث أنولوطيقا الأولى. وإنما جعل عنايته أكثرها بكتاب البرهان لأن البرهان ميزان الحكماء يعرفون به الصدق من الكذب في الأقوال، والصواب من الخطأ في الآراء، والحق من الباطل في الاعتقادات، والخير من الشر في الأفعال، كما يعرف جمهور الناس بالموازين والمكاييل والأذرع تقدير الأشياء الموزونة والمكيلة والمذروعة إذا اختلفوا في حزرها وتخمينها؛ فهكذا العلماء العارفون بصناعة البرهان يعرفون بها حقائق الأشياء إذا اختلف فيها حزر العقول وتخمين الرأي، كما يعرف الشعراء العروضيون استواء القوافي وانزحافها إذا اختلف فيه، بصناعة العروض الذي هوميزان الشعر. وقد عمل فرفوريوس الصوري كتاباً وسماه ايساغوجي، وهوالمدخل إلى صناعة المنطق الفلسفي، ولكن من أجل إنهم طولوا الخطب فيها، ونقلها من لغة إلى لغة من لم يكن عارفاً بها وبمعانيها، انغلق على الناظرين في هذه الكتب فهم معانيها وعسر على المتعلمين أخذها. وقد عملنا في كل واحدة من هذه الصنائع رسالة ذكرنا فيها نكت ما يحتاج إليه وتركنا التطويل.
لكن نريد أن نذكر غرض ما في رسالة منها هاهنا، ليكون من ينظر فيها قد عرف غرض كل صناعة من هذه قبل النظر فيها، فنقول: أما غرض ما في ايساغوجي فهو معرفة معاني الستة الألفاظ التي تستعملها الفلاسفة في أقاويلها، وهوقولهم: الشخص والنوع والجنس والفصل والخاصة والعرض، وماهية كل واحد منها وكيفية اشتراكها، وماهية رسومها التي تميز بعضها من بعض، وكيفية دلالاتها على المعاني التي في أفكار النفوس. وأما غرض قاطيغورياس فهو معرفة معاني العشرة ألفاظ التي كل واحد منها يقال له جنس الأجناس، وإن واحداً منها جوهر، وتسعة أعراض؛ وماهية كل واحد منها وكمية أنواعها، ورسم كل واحد منها المميز لها بعضها من بعض، وكيفية دلالتها على جميع المعاني التي في أفكار النفوس. وأما غرض ما في باريمنياس فهو معرفة تلك العشرة الألفاظ التي هي في قاطيغورياس، وما تدل عليه من المعاني عند التركيب، حتى تصير كلمات وقضايا، ويكون منها الصدق والكذب. وأما غرض ما في انولوطيقا الأولى فهو معرفة كيفية تركيب تلك الألفاظ مرة أخرى، حتى يكون منها مقدمات، وكمية أنواعها وكيف تستعمل حتى يكون منها شيء محسوس، واقتران القضايا ونتائجها. وأما غرض ما في انولوطيقا الثانية فهو معرفة كيفية استعمال القياس الحق والبرهان الصحيح الذي لا خطأ فيه ولا زلل.

وأما العلوم الطبيعية فهي سبعة أنواع: أولها علم المبادئ الجسمانية، وهي معرفة خمسة أشياء: الهيولى والصورة والزمان والمكان والحركة، وما يعرض فيها من المعاني إذا أضيف بعضها إلى بعض؛ والثاني علم السماء والعالم، وهومعرفة جواهر الأفلاك والكواكب وكميتها وكيفية تركيبها وعلة دورانها، وهل تقبل الكون والفساد، كما تقبل الأركان الأربعة التي هي دون فلك القمر أم لا، وما علة حركات الكواكب واختلافها في السرعة والإبطاء، وما علة حركة الأفلاك، وما علة سكون الأرض في وسط الفلك في المركز، وهل خارج العالم جسم آخر أم لا، وهل في العالم موضع فارغ لا شيء فيه، وما شاكل ذلك من المباحث.
والثالث علم الكون والفساد، وهومعرفة ماهية جواهر الأركان الأربعة التي هي النار والهواء والماء والأرض، وكيف يستحيل بعضها إلى بعض بتأثيرات الأشخاص العالية، ويكون منها الحوادث والكائنات من المعادن والنبات والحيوان، وكيف تستحيل إليها راجعة عند الفساد.
والرابع علم حوادث الجو، وهومعرفة كيفية تغييرات الهواء بتأثيرات الكواكب، بحركاتها ومطارح شعاعاتها على هذه الأركان، وانفعالاتها منها، وخاصة الهواء، فإنه كثير التلون والتغير من النور والظلمة والحر والبرد وتصاريف الرياح والضباب والغيوم والأمطار والثلوج والبرد والبروق والرعود والشهب والصواعق وكواكب الأذناب وقوس قزح والزوابع والهالات وما شاكلها مما يحدث فوق رؤوسنا من التغييرات والحوادث.
والخامس علم المعادن، وهومعرفة الجواهر المعدنية التي تنعقد من البخارات المختقنة في باطن الأرض، والعصارات؛ المنعقدة في الأهوية، وكهوف الجبال، وقعور البحار، من العقاقير والجواهر، من الكباريت والزوابيق؛ والشبوب؛ والأملاح والنوشادر والذهب والفضة والنحاس والحديد والرصاص والأسرب؛ والكحل والزرنيخ والبلور والياقوت والبازهرات؛ وما شاكلها، ومعرفة خواصها ومنافعها ومضارها.
والسادس علم النبات، وهومعرفة كل نبت يغرس أويبذر أوينبت على وجه الأرض، أوفي رؤوس الجبال، أوقعر المياه، أوشطوط الأنهار، من الأشجار والزروع والبقول والحشائش والعشب والكلاء؛ ومعرفة كمية أنواعها، وخواص تلك الأنواع، ومواضع منابتها من البقاع، وكيفية امتداد عروقها في الأرض، وارتفاع فروعها وأصولها في الهواء، وانبساطها على وجه الأرض وتفرق فروعها في الجهات، وأشكال أغصانها من الطول والقصر، والدقة والغلظ، والاستقامة والاعوجاج؛ وكيفية أشكال أوراقها من السعة والضيق، واللين والخشونة، وألوان أزهارها، وأصباغ أنوارها؛ وكيفية صور ثمارها وحبوبها، وبذورها، وصموغها، وطعومها، وروائحها، وخواصها، ومنافعها ومضارها، واحداً واحداً.
والسابع علم الحيوان، وهومعرفة كل جسم يغتذي وينمي ويحس ويتحرك، مما يمشي على وجه الأرض، أويطير في الهواء، أويسبح في الماء، أويدب في التراب، أويتحرك في جوف جسم آخر، كالديدان في جوف الحيوان، وفي لب النبات والثمر والحبوب وما شاكلها؛ ومعرفة كمية أجناسها، وأنواع الأجناس، وخواص تلك الأنواع؛ ومعرفة كيفية تكونها في الأرحام، أوفي البيض، أوفي العفونات؛ ومعرفة كيفية تأليف أعضائها، وتركيب أجسادها، واختلاف صورها، وائتلاف أزواجها وفنون أصواتها، ومنافرة طباعها، وتباين أخلاقها، وتشاكل أفعالها؛ ومعرفة أوقات هيجانها وسفادها، واتخاذ أعشاشها، ورفقها بتربية أولادها، وتحننها على صغار نتاجها، ومعرفتها بمنافعها ومضارها، وأوطانها، وأربابها وأعدائها ومعارفها، وما شاكل ذلك.
فالنظر في هذه كلها، والبحث عنها ينسب إلى العلوم الطبيعيات، وكذلك علم الطب والبيطرة، وسياسة الدواب والسباع والطيور والحرث والنسل؛ وعلم الصنائع أجمع داخل في الطبيعيات.

عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04557 seconds with 11 queries