عرض مشاركة واحدة
قديم 10/06/2006   #80
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


فصل في العلوم الإلهية

والعلوم الإلهية خمسة أنواع: أولها معرفة الباري- جل جلاله وعم نواله- وصفه وحدانيته، وكيف هوعلة الموجودات، وخالق المخلوقات، وفائض الجود، ومعطي الوجود، ومعدن الفضائل والخيرات، وحافظ النظام، ومبقي الدوام، ومدبر الكل؛ وعالم الغيب والشهادة لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، وأول كل شيء ابتداء، وآخر كل شيء انتهاء، وظاهر كل شيء قدره، وباطن كل شيء علماً، وهوالسميع العليم اللطيف الخبير الرؤوف بالعباد- عز شأنه- وجلت قدرته، وتعالى جده، وجل ثناؤه، وإله غيره، تعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
والثاني علم الروحانيات، وهومعرفة الجواهر البسيطة العقلية، العلامة الفعالة، التي هي ملائكة الله، وخالص عباده؛ وهي الصور المجردة من الهيولى، المستعملة للأجسام المدبرة بها، لها ومنها أفعالها، ومعرفة كيفية ارتباط بعضها ببعض، وفيض بعضها على بعض، وهي أفلاك روحانية محيطات بالأفلاك الجسمانية.
والثالث علم النفسانيات، وهي معرفة النفوس والأرواح السارية في الأجسام الفلكية والطبيعية، من لدن الفلك المحيط إلى منتهى مركز الأرض؛ ومعرفة كيفية إداراتها للأفلاك، وتحريكها للكواكب، وتربيتها للحيوان والنبات، وحلولها في جثث الحيوانات، وكيفية انبعاثها بعد الممات.
والرابع علم السياسة وهي خمسة أنواع: أولها السياسة النبوية، والثاني السياسة الملوكية، والثالث السياسة العامية، والرابع السياسة الخاصية، والخامس السياسة الذاتية.
فأما السياسة النبوية فهي معرفة كيفية وضع النواميس المرضية والسنن الزكية بالأقاويل الفصيحة، ومداواة النفوس المريضة من الديانات الفاسدة، والآراء السخيفة، والعادات الردية، والفعال الجائرة؛ ومعرفة مكيفية نقلها من تلك الأديان والعادات، ومحوتلك الآراء عن ضمائرها بذكر عيوبها ونشر تزييفها، ومداواتها من سقام تلك الآراء وتلك العادات بالحمية لها من العود إليها، وشفائها بالرأي المرضي، والعادات الجميلة، والأعمال الزكية والأخلاق المحمودة، بالمدح لها والترغيب في جزيل الثواب يوم المآب؛ وكيفية سياسة النفوس الشريرة بصدودها عن قصد سبيل الرشاد، وسلوكها في وعور طرق الغي والتمادي بالقمع لها والزجر والوعيد والتوبيخ والتهديد، لترجع إلى سبيل النجاة، وترغب في جزيل الثواب؛ ومعرفة كيفية تنبيه الأنفس اللاهية، والأرواح الساهية من طول الرقاد، ونسيانها ذكر المعاد، والإذكار لها عهد يوم الميثاق، لئلا يقولوا: ما جاءنا من رسول ولا كتاب. وهذه السياسة تختص بعا الأنبياء والرسل- صلوات الله عليهم- وأما السياسة الملوكية فهي معرفة حفظ الشريعة على الأمة، وإحياء السنة في الملة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بإقامة الحدود، وإنفاذ الأحكام التي رسمها صاحب الشريعة، ورد المظالم، وقمع الأعداء، وكف الأشرار،ونصرة الأخيار؛ وهذه السياسة يختص بها خلفاء الأنبياء- صلوات اله عليهم- والأئمة المهديون الذين قضوا بالحق، وبه كانوا يعدلون.
وأما السياسة العامية التي هي الرياسة على الجماعات، كرياسة الأمراء على البلدان والمدن، ورياسة الدهاقين على أهل القرى، ورياسة قادة الجوش على العساكر، وما شاكلها؛ فهي معرفة طبقات المرؤوسين وحالاتهم وأنسابهم وصنائعهم ومذاهبهم وأخلاقهم، وترتيب مراتبهم، ومراعاة أمورهم، وتفقد أسبابهم، وتأليف شملهم، والتناصف بينهم، وجمع شتاتهم، واستخدامهم في ما يصلحون له من الأمور، واستعمالهم في ما يشاكلهم من صنائعهم وأعمالهم اللائقة بواحد واحد منهم.
وأما السياسة الخاصية فهي معرفة كل إنسان كيفية تدبير منزله وأمر معيشته، ومراعاة أمر خدمه وغلمانه وأولاده ومماليكه وأقربائه، وعشرته مع جيرانه، وصحبته مع إخوانه، وقضاء حقوقهم، وتفقد أسبابهم، والنظر في مصالحهم من أمور دنياهم وآخرتهم.
وأما السياسة الذاتية فهي معرفة كل إنسان نفسه وأخلاقه، وتفقد أفعاله وأقاويله فيحال شهواته وغضبه ورضاه، والنظر في جميع أموره.
والخامس علم المعاد وهومعرفة ماهية النشأة الأخرى، وكيفية ابنعاث الأرواح من ظلمة الأجساد، وانتباه النفوس من طول الرقاد، وحشرها يوم المعاد، وقيامها على الصراط المستقيم، وحشرها لحساب يوم الدين، ومعرفة كيفية جزاء المحسنين وعقاب المسيئين.

وقد علمنا في كل فصل من هذه العلوم التي تقدم ذكرها رسالة، وذكرنا فيها طرفاً من تلك المعاني، وأتممناها بالجامعة، ليكون تنبيهاً للغافلين، وإرشاداً للمريدين، وترغيباً للطالبين، ومسلكاً للمتعلمين. فكن به يا أخي سعيداً، وأعرض هذه الرسالة على إخوانك واصدقائك، ورغبهم في العلم، وزهدهم في الدنيا، ودلهم على طريق الآخرة، فإنك بذلك تنال الزلفى من الله تعالى، وتستوجب رضوانه، وتفوز بسعادة الآخرة، وتبلغ به المرتبة العليا كما دل عليه قول النبي- عليه السلام- الدال على الخير كفاعله.
وأعلم يا أخي بأن هذه الطريقة هي التي سلكها الأنبياء- صلوات الله عليهم- واتبعهم عليها الأخيار الفضلاء من العلماء والحكماء، فاجتهد لعلك تحشر في زمرتهم، كما وعد الله تعالى فقال:" فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً، ذلك الفضل من الله"، " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا، وإن الله لمع المحسنين." وفقك الله وإيانا أيها الأخ للسداد، وهدانا وإياك سبيل الرشاد.

عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03841 seconds with 11 queries