عرض مشاركة واحدة
قديم 10/06/2006   #81
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


الرسالة الثامنة في الصنائع العملية والغرض منها

بسم اله الرحمن الرحيم

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، آلله خير أما يشركون، وإذ قد فرغنا من ذكر الجواهر الجسمانية، ووصفنا هيولاتها وصورها وتركيبها، وما يعرض للمركب من الأغراض، وبينا أيضاً كيفية إدراكها بطريق الحواس بتوسط أعراضها، في رسائلنا " الطبيعيات" نريد أن نذكر في العقليات الجواهر الروحانية، لأنه لما كانت الموجودات كلها معقولة أومحسوسة، جواهر أوأعراضاً، أومجموعاً منهما؛ صوراً، أوهيولى، أومركباً منهما؛ جسمانياً، أوروحانياً، أومقروناً بينهما؛ وكانت الجواهر الجسمانية منفعلة كلها، مدركة بطريق الحواس؛ والجواهر الروحانية فاعلة ولا تدرك بطريق الحواس، ولا تعرف إلا بالعقل وبما يصدر عنها من الأفعال العقلية، والصنائع في الهيوليات، وماهياتها وكمياتهها وكيفياتها، وكيفية إظهار صناعاتها في الهيوليات الموضوعة لها، ليكون أوضح في الدليل على إثبات الذوات الروحانية الفاعلة، وأبين لمعرفة جواهرها، وفنون حركاتها، وعجائب قوتها، وغرائب علومها، وبدائع صنائعها، واختلاف أفعالها.
فأعلم أيها الأخ البار الرحيم- أيدك الله وإيانا بروح منه- بأن الصنائع البشرية نوعان علمية وعملية، وتقدم القول في العلمية فيما تقدم، فنقول: أولاً ما العلوم، العلوم هي صور المعلومات في نفس العالم.
وأعلم يا أخي بأن العلم لا يكون إلا بعد التعليم والتعلم، والتعليم هوتنبيه النفس العلامة بالفعل للنفس العلامة بالقوة، والتعلم هوتصور النفس لصورة المعلوم.
وأعلم يا أخي بأن النفس إنما تنال صور المعلومات من طرقات ثلاث، إحداها طريق الحواس، والأخرى طريق البرهان، والأخيرة طريق الفكر والروية. وقد عملنا في كل واحدة منها رسالة، فنريد أن نذكر الآن الصنائع العملية فنقول: إن الصنعة العملية هي إخراج الصانع العالم الصورة التي في فكره، ووضعها في الهيولى. والمصنوع هوجملة مصنوعة من الهيولى والصورة جميعاً، وابتداء ذلك من تأثير النفس الكلية فيها بقوة تأييد العقل الكلي بأمر الله جل ثناؤه.
وأعلم بأن المصنوعات أربعة أجناس: بشرية وطبيعية ونفسانية وإلهية. فالبشرية مثل ما يعمل الصناع من الأشكال والنقوش والأصباغ في الأجسام الطبيعية، في أسواق المدن وغيرها من المواضع. والمصنوعات الطبيعية هي صور هياكل الحيوانات، وفنون أشكال النبات، وألوان جواهر المعادن. والمصنوعات النفسانية مثل نظام مراكز الأركان الأربعة التي هي تحت قلك القمر، وهي النار والهواء والماء والأرض، ومثل تركيب الأفلاك، ونظام صورة العالم بالجملة. والمصنوعات الإلهية هي الصور المجردة من الهيوليات المخترعات من مبدع المبدعات- تعالى- وجوداً من العدم، ليس من ليس، وشيء لا من شيء، دفعة واحدة بلا زمان، ولا مكان ولا هيولى، ولا صورة ولا حركة، لأنها كلها مبدعات الباري ومخترعاته ومصنوعاته. فتبارك الله أحسن الخالقين وأحكم الحاكمين وأرحم الراحمين.
وأعلم يا أخي بأن كل صانع من البشر محتاج في تتميم صنعته إلى ستة أشياء مختلفة، وهوالسابع؛ وإلى سبع حركات، وإلى سبع جهات. فأما الأشياء المختلفة فهي الهيولى والمكان والزمان والأداة والآلة والحركة، والسابع النفس. وكل صانع طبيعي فمحتاج إلى أربعة منها، وهي الهيولى والمكان والزمان والحركة، وكل صانع نفساني فمحتاج إلى اثنين منها، وهما الهيولى والحركة حسب؛ وكل صانع عقلي فمحتاج إلى صورة واحدة فقط، وهوالعقل الأول أثر من مبدع البدائع الحق، لا من شيء إلى شيء. وأما الباري- جل ثناؤه- فغير محتاج إلى شيء منها، لأنها كلها مخترعاته ومبدعاته، أعني الهيولى والصورة والمكان والزمان والحركة والآلة والأدوات كلها.

عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03883 seconds with 11 queries