في نوادر القرّاء والفقهاء
- عن محمّد بن عبد الله، قال: كنّا في دِهليز عثمان بن أبي شَيـبة، فخرجَ إلينا فقال: "ن والقَلَمِ" (سورة القلم: 1) في أيِّ سورة؟!
- ومرَّ بعضُهم بقارئٍ يقرأ "آلم (1) غُلِبَت" التّرك "في أدنى الأرض" (سورة الرّوم: 1 – 3). فقيل له: الرّوم. فقال له: كلُّهم أعداؤنا، قاتلَهم الله.
- وكانَ جماعةٌ يجلسون إلى أبي العَيناء، وفيهم رجلٌ لا يتكلّم، فقيلَ له يوماً: كيفَ عِلمُك بكِتاب الله؟ قال: أنا عالمٌ به؛ فقيلَ له: هذه الآية في أيِّ سورة: (من المنسرح) الحمدُ للهِ لا شريكَ له ..... (مَن لم يَقلْها فنَفسَه ظلما)؟
فقالَ له: في سورةِ الحمدِ؛ فضحكوا عليه.
- وجاءَ رجلٌ إلى فقيهٍ، فقال: أَفطرتُ يوماً في رمضان؛ فقال: اقضِ يوماً مكانَه؛ قال: قضيتُ، وأتيتُ أهلي، وقد عمِلوا مأمونيَّة، فسبقتني يدي إليها، فأكلتُ منها؛ فقال: اقضِ يوماً آخرَ مكانَه؛ قال: قضيتُ، وأتيتُ أهلي، وقد عَمِلوا هريسة، فسبقتني يدي إليها؛ فقال: أرى أن لا تصوم إلا ويدُك مغلولةٌ إلى عُنُقِك.
- وجاءَ رجلٌ إلى بعض الفقهاء، فقالَ له: أنا أعبدُ اللهَ على مذهبِ ابنِ حَنْبَل، وإنّي توضَّأتُ وصلّيتُ، فبينما أنا في الصّلاة، إذ أحسستُ ببللٍ في سراويلي يتلزَّقُ، فشممتُه فإذا رائحتُه كريهة خَبيثة؛ فقال الفقيه: عافاكَ اللهُ، خريتَ بإجماعِ المذاهبِ.
- وجاءَ رجلٌ إلى فقيهٍ فقال: أنا رجلٌ أفسو في ثيابي، حتّى تفوحَ روائحي، فهل يجوز لي أن أصلّي في ثيابي؟ قال: نعم، لكن لا كثّرَ اللهُ في المسلمين مثلك.
- ووقعَ بين الأحمشِ وامرأته وَحْشَةٌ، فسأل بعضَ أصحابِه من الفقهاء أن يُرضيَها، ويُصلح بينهما؛ فدخلَ إليها وقال: إنَّ أبا مُحمّدٍ شيخٌ كبيرٌ، فلا يُزَهِّدَنَّكِ فيه عمشُ عينيهِ، ودقّةُ ساقيهِ، وضَعفُ رُكبتَيه، ونَتنُ إبطَيهِ، وبَخرُ فيهِ، وجُمودُ كفّيه؛ فقالَ لهُ الأعمشُ: قُم، قَبَّحَك اللهُ، فقد أريتَها من عيوبي ما لم تكنْ تعرفه.
- وسكنَ بعضُ الفقهاء في بيتٍ سقفُهُ يُقَرْقِع في كلِّ وقتٍ، فجاءَه صاحبُ البيتِ يطلبُ الأجرة، فقالَ لهُ: أصلحِ السَّقفَ، فإنّه يقرقع؛ فقالَ: لا تَخَفْ، فإنّه يُسبِّح الله تعالى؛ قال: أخشى أن تُدركَه رِقّةٌ فيسجد.
Mors ultima ratio
.
www.tuesillevir.blogspot.com
|