الريح
كانت كساعي البريد
تأتيني و أنا في كهفي
تحاصر العبث الذي أنا فيه
تتراءى أمامي في هيئة أدمية
و تـُلقي في أذنيَّ كلمات كالأحجية
و ترحل من جديد
*******
ذات ليل
بعد منتصف الليل
أتتني مُتعَبة
ألقت تعبَ أنثوتها على كتفي الأيسر
كانت كالمغيب بلون داكن
تردد بصمت ٍ عال ٍ
عبارة صمّاء
لا وقت للصمت ....لا وقت للكلمات
*********
و تتأهب للرحيل فجأة
تحت أنظار الصخور المبللة بالذكريات
في حيرة العشب الذي رأها لأول مرة
و حاول منها الإقتراب ليشتم رائحة الأنوثة
ثم أعطاها كأس شراب .. ربما ماء
كان يحاول تأخير موعد رحيلها
من حسن حظهِ أنها قبلت كأس الشراب
ثم سألها من أنت ِ سيدتي
لتجيب َ بدمعتين مالحتين
أنا المقتولة تحت عباءة أبي
لالا أنا الذي أهديتُ أبي قلبي
لأتسكع بين الرجال كما أشاء
كالسحاب المسافر في رحم السماء
لا يعتري نبوءتي أي طير
أو أي ورد ناعس على السياج
و تسأل من أنا
ربما أستحق منكَ هذا السؤال
لأغفو ولو مصادفة ً في الظل
كورقة صفراء بصقها غصن كسول
من أنا لأكون خضراء ولو لمرة واحدة
أبي كان قاتلي المأجور من ربِّ السماء
وُلِدتُ في معبد لأكون القربان الأبدي
أبي كان الأب و الكاهن الأوفى لـ لله
أرجوكَ لا تسأل من أنا
خـُذ ّ كأسكَ و دعني أرحل
أنا أليسار الزمان
أليسار الصدى
أليسار الحطام
لا أحد في هذه الصحراء مثلي
أنزف من ألفي عام و نخلة
أنزف لوحدي بين الرمال
لأنه أبي
لأنه أبي
انظري خيط الدم ِ القاني على الأرض ، هنا مرَّ ، هنا انفقأت تحت خطى الجند عيون الماء و استلقت على التربة قامات السنابل