عرض مشاركة واحدة
قديم 12/07/2006   #32
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


الفصل الخامس
المحرمات في الإسلام
تحريم أشياء معينة باسم الدين تقليد قديم قدم الديانات البدائية في العالم. ديانات الرجل البدائي في أفريقيا وأمريكا الجنوبية حرمت أشياء معينة لا تلمسها المرأة الحائض، وكذلك حرّمت أنواع معينة من الحيوانات. وعرب الجاهلية حرّموا الناقة التي تلد عدداً معيّناً من الإناث، لا يركبها أحد ولا يحمل عليها حملاً. وليس هناك منطقاً مفهوماً في تحريم تلك الأشياء ولكنها موروثة من الأدب الشعبي " فولكلور"، الذي توارثه الناس أباً عن جداً.
أول ديانة سماوية حرمت أشياء في المأكل والمشرب هي الديانة اليهودية، ولكن الديانات غير السماوية كذلك حرمت تقريباً نفس الأشياء. فديانة الهنود السيخ حرّمت لحم البقر وأحلت لحم الخنزير، بينما الديانة الهندوسية حرّمت قتل كل الحيوانات لكنها سمحت بأكل اللبن ومشتقاته من جبن وزبده وكذلك أكل السمك.
واليهودية حرمت بعض الحيوانات وأحلت بعضها، فنجد في سفر " لاويون"
11-3 سمحت لك بأكل الحيوانات مشقوقة الظلف شقاً كاملاً وتقصع الجرة كذلك
11-4 لحيوانات التي تقصع الجرة فقط أو مشقوقة الظلف فقط يُحرّم أكلها. الجمل يقصع الجرة ولكن ظلفه ليس مشقوقاً شقاً كاملاً، ولذلك محرّم
11-6 الأرنب يقصع الجرة ولكن ظلفه ليس مشقوقاً فهو حرام
11-7 الحلوف ( الخنزير)، مشقوق الظلف لكنه لا يقصع الجرة، فهو حرام
11-9 من الحيوانات التي تعيش في الماء تأكل كل ما له زعانف وقشور
11-13 هذه الطيور يجب أن تتجنبها: الصقر والعُقاب و الحدأة الحمراء والحدأة السوداء وكل أنواع الغراب
11-16 وكذلك تجنب البوم و الهدهد والخفاش
11-20 كل الحشرات الطائرة التي تمشي على أربعة يجب عليك ألا تأكلها
11-21 هذه الحشرات ذات الأجنحة والتي تمشي على أربعة يمكنك أكلها: التي لها أرجل بها مفاصل للقفز الجراد والصرصار
11-27 من كل الحيوانات التي تمشي على أربعة، فإن التي تمشي على مخالب لا تأكلها وجاء الإسلام فأحّل وحرم كل هذه الحيوانات والطيور باستثناء الأرنب، وزاد عليها الآتي:
وكذلك " حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذُبح على النصب " [1]. وكرر نفس الآية في سورة النحل، الآية 115
ولكن في سورة الأنعام الآية 146 يخبرنا الله: " وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومها إلا ما حملت ظهورها أو الحوايا أو ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون ".
فإذا كان الظفر هنا يعنى الظلف، فإن التوراة تقول إذا كان الحيوان مشقوق الظلف شقاً كاملاً ويقصع الجرة فهو حلال عليهم. فإذاً ليس كل ذي ظلف محرمٌ عليهم. ولكن الأهم من ذلك أنه قال حرّم عليهم هذه الأشياء جزاء لهم ببغيهم، أي عقاباً لهم. وماذا حرّم عقاباً لهم وأحل لنا غير الشحم، وكان الأفضل لنا لو حرّم الشحم لأنه مضر بالصحة أكثر من لحم الخنزير، وسوف نناقش هذا لاحقاً.
وأخيراً لخص لنا كل المحرمات حينما قال الله للرسول:
" قل لا أجد في ما أوحيّ إليّ محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتةً أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه رجسٌ أو فسقاً أهل لغير الله به فمن أضطر غير باغ ولا عادٍ فإن ربك غفور رحيم " [2]. فالمحرمات هي الميتة، والدم المسفوح ولحم الخنزير وما أُهل به لغير الله.
ثم يأتي القرآن من بعد كل هذا ويقول لنا: " اليوم أُحل لكم الطيباتِ و طعام الذين أوتوا الكتاب حلٌ لكم وطعامكم حلٌ لهم " [3]. فبعد أن عدد لنا كل المحرمات والمحللات، رجع فقال إن طعام أهل الكتاب ( اليهود والنصارى) حِلٌ لنا وطعامنا حِلٌ لهم.
ولم يكتف علماء المسلمين بكل هذه المحرمات، فزادوا عليها طريقة الذبح. فإذا ذُبح الحيوان الحلال وقطع القصاب رقبته فوق حنجرة الصوت، صار هذا الحيوان حراماً، فيجب أن تُقطع الرقبة في منتصف حنجرة الصوت. يحتار العقل في فهم الحكمة في تحليل أو تحريم أكل اللحم إذا قُطعت رقبة الحيوان سنتميتراً أعلى أو أوطأ من المكان الذي حدده علماء الإسلام. من الناحية العلمية ليس هناك أي مبرر لهذا، ومن الناحية العقائدية، فالقرآن لم يحدد أين يكون القطع، وإذا كان الرسول قد قطع الرقبة في مكانٍ معيّن، لا يعني هذا أن القطع في غير هذا المكان محرماً. قد يكون القطع في المكان الذي حدده الرسول مستحباً، ولكن هذا لا يجب أن يجعل ما دونه حراماً.
واستفاد تجار اللحوم في الغرب من ذلك وانتشرت أماكن بيع اللحم " الحلال" في كل شوارع مدن الغرب. والمضحك في الأمر أن هؤلاء التجار لا يذبحون الحيوانات بأيديهم وإنما يذبحها لهم نفس مجمع القصابة الذي يذبح بقية الحيوانات للمسيحيين وغيرهم. وندفع نحن أسعاراً إضافية لأن هذا اللحم حلال. وفي هذا الأثناء يقضي علماء المسلمين أعواماً يتجادلون في هل يكون لحم الحيوان حلالاً إذا صُعق بالكهرباء قبل ذبحه؟
ويحتار المسلم في كل هذا الجدل والقرآن قد قال لنا إن طعام أهل الكتاب حلٌ لنا ما دام لم يُهل به لغير الله. وأنا قد زرت مقصب المدينة التي أعيش بها لأطلب أجزاءً معينة من جسم الخراف نستعملها في تدريس كورسات الجراحة، ولم أسمع أو أر قصاباً أهل بالحيوان الذي يذبحه لأي شئ، فهم كانوا منسجمين مع موسيقى " البوب" المنبعثة من مكبرات الصوت حولهم، ومنهمكين في عملهم، لا يتكلمون ولا يهلون لله أو لغيره. فلماذا كل هذا الجدل وتكلفة المسلمين بدفع أسعار إضافية للحم لا يضمنون أنه ذُبح حلالاً؟
منطق التحريم
القرآن ومن قبله التوراة لم يوضحوا لنا لماذا حرّم الله لحم الخنزير. ولكن العلماء المسلمين دفنوا رؤوسهم في أمهات الكتب يبحثون عن سببٍ لهذا التحريم، ولما لم يجدوا سبباً منطقياً، قالوا لنا يجب ألا نناقش أسباب التحريم وعلينا أن نقبلها كأمر من رب العالمين، فقبلنا. ولكن مع تقدم العلم واختراع البرادات، جاء العلماء الحديثين بتفسير مذري: أن عرب الجزيرة لم تكن عندهم برادات تحفظ اللحم، ولحم الخنزير يفسد بعد زمن وجيز نسبة لحر الطقس في الجزيرة وقد يسبب تسمماً للآكلين. وماذا عن لحم الخراف؟

13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04982 seconds with 11 queries