[Nihal Atsiz]

كاتب النص الأصلي : قرصان الأدرياتيك

يا هلا نهال...
طيّب يا صديقي، أنا رح أفترض معك وجود هالاضطهاد، فما ممكن أي سوري يتساءل أنّو هالكم الهائل من الأثنيّات الموجودة بسورية ما عم تشعر بعقدة الاضطهاد إلا "العرق الكردي"، وبرأيك مو لازم ينحكى بالأسباب إذا افترضنا (متل ما ذكرت) وجود الاضطهاد؟!
وبصراحة لو الدولة (ونحن كشعب شمال شرق سورية) شافت حسن النيّة من الأكراد، وأفعال (مو حكي) بتدلّ على أنّو الكردي بيهتمّ وبيخاف على سورية متل أي سوري بيحب هالوطن، فكون أكيد رح يتعاملوا متلن متل أي قوميّة أخرى. وحابب قول هون أنّو أكيد في أكراد طيبين ويتمتّعوا بمزايا خرج الدولة تمنحن الجنسيّة على أساسها، بس بصراحة هدول قلائل وجداً!
لا تأكّدلي يا صديقي على شيء أنت ما بتعرف عنّو إلا القليل... أنا عندي أصدقاء أكراد من عشائر وأحزاب مختلفة، وأكتر من هيك... عندي أصدقاء من "البشمركة" إذا بدّك... الله يذكرن بالخير مرّة من المرّات رجعولنا دينة مصاري كانت طايرة... المهم... موضوعنا هو وطنا سورية مو علاقاتنا الشخصيّة، وبرغم محبتي ألهن ومعزتي كمان فهالشي ما بيمنعني أختلف معهن دائماً على هالموضوع يللي عم نحكي فيه... هن بكل صراحة ومن جميع الأحزاب والقبائل ما بيآمنوا بوطن إلا "كردستان" وما عندن طموح إلا الحصول على هالوطن سياسيّاً وقانونيّاً... وبيعتبروا الجزيرة السوريّة، أو خلينا نقول شمال الجزيرة للدقّة أكتر، هي جزء لا يتجزأ من كردستان الكبرى...
فكيف بدّك يا صديقي من الدولة أنّو تمنحهن أشيا إذا حصلوا عليها بيكون راحت علينا وللأبد!
فأمّا "عن البككة" فنحن بنعرف أنّو الرئيس الراحل كان عاطيهن مدّ كبير، عن طريق "اللواء محمد منصورة" رئيس فرع المخابرات العسكريّة في المحافظة، وهو حالياً قابع في منزله تحت التحقيق بسبب الضغوط التركيّة...
هاي أمور معروفة وشبه معلنة بس أنا أكّدلك وببصملك أنّو كل كردي في المحافظة بيفضّل كردستان على سورية، ويفضّل الكردي العراقي على أي سوري آخر، ويعتقد بأنّو هو محتلّ من قبل الدولة السوريّة... والأصدقاء يللي كتبوا، لسّاتن ما أدركوا الحقيقة الكرديّة بهالمنطقة!
أنا خلصت تقريباً ما كان عندي... أنا عايش هالأمر وداخل بخوافيه تماماً، ويا ريتني كنت بالبيت لصورتلك ألك ولأيهم منشورات الأحزاب الكرديّة في الجزيرة السوريّة لتشوف بعينك شو عم نحكي!
.

ليس صحيحا أخي الكريم أن الأكراد فقط من يشعر بالإضطهاد من بين كل الاثنيات في سوريا, فأنا أنتمي إلى القومية التركمانية وحقيقة أشعر باضطهاد هائل أيضا ضد قوميتي, تخيل أخي الكريم أنه منذ فترة ليست ببعيدة تم اعتقال أحد مثقفينا لأنه افتتح على نفقته الخاصة دورة لتعليم اللغة التركمانية في إحدى القرى التركمانية باللاذقية حيث أمضى 15 يوما في جحيم مخابرات دولتنا وتم إنهاء الدورة ومنع استمرارها.
تخيل أنه من الممنوع علينا حتى تشكيل جمعية خيرية تركمانية لمساعدة الفقراء من أبناء قوميتنا على غرار الجمعيات الخيرية الأرمنية والشركسية , هذا مع العلم أننا قومية مسالمة ليس لها أي نوايا انفصالية تهدد وحدة أراضي الجمهورية السورية ومع ذلك فإن النظام يحرمنا من حقوقنا اللغوية والثقافية لذلك لا أظن أن لمسألة حسن النية أو سوءها علاقة باضطهاد القومية الكردية, إنما المشكلة الأساسية هي بدكتاتورية النظام الحالي.
وأنا لدي العديد من الأصدقاء الأكراد في الجامعة وهم في الحقيقة غاية في الوطنية ويحبون سوريا كما يحبون قوميتهم, وهناك العديد من الشخصيات الوطنية الكردية المعروفة في الساحة الفنية السورية مثل الفنان عبد الرحمن آل رشي والفنانة منى واصف وطلحت حمدي وخالد تاجا ورضوان عقيلي والكثير غيرهم ممن لا يشكك أحد في وطنيتهم وأعود لأكرر أن أصحاب الأفكار الانفصالية من أبناء الشعب الكردي هم من منظمة بكاكا الإنفصالية أو المتأثرين بها واللوم في هذه الحالة أولا وأخيرا على النظام الديكتاتوري السوري الذي دعم هؤلاء وسمح لهم بالتحرك بحرية في المناطق الشمالية لمدة عشر سنوات حيث استطاعوا نشر أفكارهم الإنفصالية بين عدد لا بأس به من الأكراد السوريين, لذلك فإن إظهار النظام السوري بمظهر البريء أو المجبر على الاضطهاد بسبب نوايا الآخر هو أمر غير مقبول.

وأنا مؤمن بأن حل القضية الكردية يكون بالديمقراطية لا سيما أن المسألة الكردية في تركيا في طريقها للحل بشكل نهائي حسب ما تقوله التلفزيونات التركية المقربة من حزب العدالة والتنمية, وعندما تحل قضية الأكراد في تركيا, فإن المسألة الكردية في سوريا ستحل أيضا بشكل أوتوماتيكي في حال استمعت القيادة الحالية إلى نصائح الحكومة التركية ولم ترتكب أية حماقات كعادتها.

وهي لإلك