عرض مشاركة واحدة
قديم 04/06/2009   #52
شب و شيخ الشباب leonardo_dicabreo
عضو
 
الصورة الرمزية لـ leonardo_dicabreo
leonardo_dicabreo is offline
 
نورنا ب:
Sep 2008
المطرح:
Chicago
مشاركات:
1,965

إرسال خطاب ICQ إلى leonardo_dicabreo إرسال خطاب AIM إلى leonardo_dicabreo إرسال خطاب MSN إلى leonardo_dicabreo إرسال خطاب Yahoo إلى leonardo_dicabreo بعات رسالي عبر Skype™ ل  leonardo_dicabreo
افتراضي


هكذا استمر عيزرا يعمل في الخفاء، ملتزماً بمبادئه كيهودي يعمل لصالح وطنه الجديد، مشجعاً لحبيبته في استدراج ضعاف النفوس الى فراشها، حيث تنزف الرجولة وتنسل مع غياب العقل كافة الأسرار سهلة بلا ضوابط.

لقد سخر نفسه ووقته وحياته للجاسوسية، ونسى في خضم التزاحم أمر الحب والغرام، على العكس من "جنة" التي التصقت به، ولم تنسى للحظة أن هناك اتفاقاً بينهما على الزواج في تل أبيب.

كانت تحس أحياناً كثيرة بأن آمالها مجرد سراب كاذب. فبعد سنوات في الجاسوسية، لا شيء يتحقق، ولا أحد يحس بمعاناة خوفها. فالعمر يجري وتذبل فيه أوراق الشباب، وتنطفئ رويداً .. رويداً. . أغاريد الجمال وروعة الأنوثة.
تساءلت كثيراً: ما النهاية. . ؟ ما المصير . . ؟ وهل تحدث معجزة ويتحول الوهم الى واقع؟


الشهور والسنوات الطويلة في انتظار الأمل أرهقتها، ودمرت بداخلها البهجة، وقطعت حبال الصبر والثقة، وزعزعت إيمانها بالعمل الذي "كان" مقدساً، إذ تملكها إحساس مقيت بأنها مجردة داعرة حقيرة، تخلع ثيابها تلقائياً لكل عابر في سبيل ماذا؟

إسرائيل؟

وهل يحس من تعمل لصالحهم بمعاناتها.. ؟ بامتهانها لذاتها. .؟ بجسدها الرخيص المنهك. . ؟ بالقرف الذي يصيبها بالغثيان وهي تشم رائحة الأفواه النتنة، والعرق اللزج المتعفن الذي يزيد التصاق الأجساد العارية كل ليلة؟. .
أعداد من البشر لا تستطيع حصرها، من كل لون وحجم، هتكوا ستر أنوثتها، وذبحوها ضحية لأمزجتهم الشاذة.
كل ذلك من أجل من؟ الأمل المنتظر بعيد المنال؟ عيزرا الحبيب ابتعد هو الآخر. لم تعد تشغله أو تثيره كما كانت من قبل. . فقد فترت غيرته ورغبته فيها، ولم تعد تمثل لديه أي شيء. فقط .. تحولت في حياته الى مجرد "معاونة" تساعده في خدمة الموساد، وامرأة تستجيب له بلا تمنع كلما أرادها. . ونادراً ما كان يفكر بذلك طوال الفترة الأخيرة.


. . قتامة بشعة عششت بأفقها، وطحنتها رحى الفكر بعدما أضحت هشيم امرأة تتعذب، تتشقق ألماً، لكنها آمنت بألا تخسره.

حساباتها المعقدة أوصلتها الى تلك النتيجة، فتمنت أن يرجع لها الحبيب، العاشق، الغيور، وأن يعاود عرض رغبته بالزواج لو فعلها ونطق. . لوافقت في الحال، لقبلت يديه ورأسه وقدميه فرحة مطمئنة. لكن . . هل ينطقها بعد سنوات من الصمت؟ إذن .. فلتحاول هي، فلا زالت تملك قدراً من جاذبية، وسحر، بل هي تملك ينابيع من حنان. . كان عليها أن تهدأ قليلاً لكي تستعيد توازنها، وتتكلم معه، فتستريح.
لكن .. يا لسخرية القدر، فعندما تتعارض الرغبات وتتصادم الأماني، فالخسائر عندئذ بالقطع فادحة، والنتائج، قد تكون مهلكة . . !!


يتبع . .

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03043 seconds with 11 queries