كان ابي يحدثني
اليوم ترحل الايام الى قبر الذاكرة مع بعض من الاساطير الغارقة
حيث كان ابي يعلمني عن الحب يحدثني ويعتقني في كل دمعة يركض ليخبأها
كان ابي يصورني في مضائق الحزن ويقبلني
يتركني في لحظات الفرح ويشبعني اهمال عله لا يحرمني من لحظات تمنى ان يمتلكها
ستكون انسان عندما لا يستنشق ترابي رائحة الشمس
هكذا يصفعني
واعتقه في كل دمعة ادير ظهري لأذرفها
كان ابي يقتلني بصمت يعاتبني
ورأسه منخفض يشعرني اني متسول يتظاهر الفقر وملابسه كسوة من مزيج تكبر وعجرفة
كان ابي يتظاهر الاختباء وفي يده الة تصوير
يصورني في لحظة ضاع منها الاصطناع حتى ترسم العدسة اثار انسان
كان ابي يحدثني
يخرج النقود من محفظته يحرقها
ينظر في عيني بحدة بثبات يحدثني ويقول تحرقك ان لم تحرقها
مازلت لا انسى شكل السيجارة في اصبعه وكأس النبيذ يذوب في يده
تصيبني الرعشة من حديثه الفصيح المتشبت بلسانه
بماذا كان والدك يحدثك؟
كيف تتذكر والدك؟
هل تشعر انه اصبح عتيق بفكره؟
هل مازلت تراه قدوة لك مهما علمتك الحياة؟
.
.
ماذا كان والدك يحدثك
من دواعي سرورك ان تغوص في اعماق صورتك
تمضها بعينيك وذرايعك
وقلبك يلهو احيانا بخفقانه
وبصخب هذه الشكوى الوحشية المتمردة
فانتما تغمضان لا تبوحان
|