عرض مشاركة واحدة
قديم 02/02/2008   #1
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

Exclamation الكــاثـاريــون..!!


بقلـم: اكـرم انطاكــي

1

أتوقف قليلاً – وقد قضيت الردح الأعظم من حياتي باحثًا عن "الطريق" وعن "الحقيقة" وساعيًا وراء "الحلم" – محاولاً، مرة أخرى، إعادة قراءة الأشياء بعينين أردتُهما جديدتين – عينين تبحثان عن الألوهة، ربما، ولكن من خلال بني الإنسان. أتوقف أمام ظاهرة مرَّت وتركت أثرًا صغيرًا في مملكة هذا العالم، لكنها استحوذت عليَّ. إنها قصة الكاثاريين.
الكثيرون، إن لم نقل أغلب أناسنا اليوم، لم يسمعوا حتى باسمهم. فالتاريخ مازال، حتى هذه الساعة – مع الأسف – يُكتَب من وجهة نظر متحزبة. والحزب السائد، حتى يومنا هذا، مازال يفضل طيَّ هذه الصفحة – وغيرها!
2

في صيف العام 1209 حسب التقويم المسيحي كان جيش صليبي قادم من الشمال، تعداده ما يقارب الثلاثين ألف فارس وراجِل، بقيادة سيمون دُهْ مونفور، يكتسح كالإعصار، بأمر من رأس الكنيسة آنذاك البابا إينوسنت الثالث، بلاد اللانغودوك الواقعة جنوب فرنسا الحالية. والسبب المباشر لهذه الحملة كان أن رسولاً للبابا، يدعى بيير دُهْ كاستيلناو، قُتِلَ في 14 كانون الثاني 1208، هناك في "بلاد الهراطقة"، كما كانوا يسمونها، في ظروف غامضة. وهكذا اقتُرِفَتْ أول إبادة جماعية génocide بهذا الحجم في تاريخ أوروبا الحديث على يد حملة صليبية كانت الوحيدة من نوعها على الأرض الأوروبية، حيث دَمَّرتْ بلادًا واكتسحت مدنًا كانت مزدهرة في حينه، كبيزييه وبربينيان وناربون وكاركاسون وتولوز إلخ. وقد استمرت هذه الحملة سنين طويلة.


خريطة لجنوب غرب فرنسا الحالية تبيِّن المناطق التي ازدهرت فيها العقيدة الكاثارية

في العام 1218، في أثناء حصار تولوز، قُتِلَ سيمون دُهْ مونفور. لكن الحملة بقيت مستمرة، بشراسة مستميتة، حتى آذار العام 1244، تاريخ سقوط قلعة مونسيغور، آخر معاقل الكاثاريين تقريبًا وأهمها على الإطلاق. وأتوقف هنا قليلاً أمام ما يحدِّثنا به التاريخ عن تلك الأيام الأخيرة من المأساة.


قلعة مونسيغور كما تبدو اليوم

ففي الأول من آذار، كما يقولون، استسلمت القلعة أمام الجيش الجرَّار الذي كان يحاصرها. وكان في داخلها 500 شخص، من بينهم حوالى 150 إلى 200 من "الكُمَّل" Parfaits. أما الباقون، فكانوا سيد القلعة وفرسانًا وجنودًا وعائلاتهم.
"وبدأت للتوِّ المفاوضات لتحديد شروط الاستسلام التي كانت، من جانب المنتصرين، في غاية التساهل. فكان عفوٌ عن الجنود وحاملي السلاح الذين سُمِحَ لهم بالانسحاب مع أسلحتهم وممتلكاتهم. أما الكُمَّل فما كان أمامهم سوى المثول أمام محاكم التفتيش، والاعتراف بضلالهم. وفي حال استنكروا ما كانوا يؤمنون به، كان في وسعهم البقاء أحرارًا – وإلا واجهوا الموت حرقًا.

13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03429 seconds with 11 queries