29 نيسان
مامن شك أن كل يوم جديد - الأشخاص الذين نلتقى والأحداث التي نمر بها - يطرح علينا أسئلة جديدة إذا ما قررنا الدخول معه في حوار . الإنسان المعوز سيسألني كم لي من القدرة على الحب ، وموت صديق يسائلني عمّا أؤمن وعن دور هذا الإيمان في مواجهتي للوحشة ولفقدان من احب . إنسان جميل أو نهار جميل يسألني كم أنا قادر على التنعم بالحياة . الوحدة تسائلني كم انا راغب في العيش مع ذاتي وكم أحب م أنا عليه .
نكتى جميلة تسائلني كم لدي ّ من القابلية للضحك .والشخص الآتي من محيط غريب يسائلني عن قدرتي على فهم واقع الآخر ومشاطرته أحاسيسه ، النجاح والفشل يسائلانني عما يعني لي كل منهما . والألم يسائلني هل بإمكاني أن أنمو من خلال المصاعب . والانتقادات التي توجه إلي ّ تسائلني عن أحاسيسي ومقدار ثقتي بنفسي . وإخلاص الآخرين لي وأمانتهم يسائلني عن مقدار حبي لهم وانفتاحي عليهم .
إن كل يوم يطرح العديد من التساؤلات ولكن الأجوبة في غالبيتها لا تأتي عفوية . لألنا نكون استبعدناها عن وعينا الآني ، أنا ألجأ غالبا ً إلى انتقاء العديد من الذكريات والأفكار والعواطف وأدفنها في قبور مظلمة . إن " الأنا " الوهمي قد نصب ذاته رقيبا ً علي ّ . يسمح لي بالمواجهة فقط مع أفكار وعواطف تبدو لي مقبولة ، ويمنع عني تلك التي قد تشكل خطرا ً على كشف المزيف في هويتي