11 كانون الأول
ليس التواصل من الأمور السهلة . و نحن في غالبيتنا ، مع الأسف ،
نضع أقنعتنا على وجوهنا و نرتدي أبهى الحلل و نروح نمثل أدواراً ألفناها جيداً و تمرسنا على القيام بها .
و المشكلة تكمن في أن الأقنعة و الحلل و الأدوات لا تمت إلى عمق حقيقتنا الشخصية بصلة ، بل إنها نتيجة لتأقلمنا مع الواقع و هي تشكل عقبات في وجه المشاركة الحقيقية و الحوار الصادق . كل يعرف ما أقول ، أقلّه بشكل نظري .
و ما دمت " أمثل " ، فلا مجال لدخولك معي في علاقة حقيقية لأنني لم أقدم لك شخصاً حقيقياً يمكنك أن تتعامل معه . لذا نروح نعيش و كأننا على مسرح نتبادل كلمات تعّمها كل منّا عن ظهر قلبه . و الحال هي هي في علاقتنا بالله .
يمكننا أن نخلق علاقة حقيقية بالله فقط عندما نكون صادقين و شفافين .
و هذا ليس بالأمر السهل ،
أن أكون منفتحاً و صادقاً فذلك يتطلب الكثير من الوقت و المعاناة .
الصلوات على أنواع . تماماً كما أن سبل التواصل متنوعة . و لكن تبقى الصلاة دائماً وجهاً من وجوه الحوار . قد لا يكون حواراً كلامياً لأننا غالباً ما نعبر للآخرين من خلال ابتسامة أو عناق عن مشاعر يصعب التعبير عنها بالكلمات . و لكن الحركات و تعابير الوجه غالباً ما تخضع لتأويلات خاطئة ، ما لم تتبعها كلمات توضح للآخر حقيقة معانيها . و مهما كان نوع الصلاة الذي يجد المرء فيه راحة لنفسه ، فهو لن يخرج من إطار التواصل ،
و جوهر التواصل يبقى دائماً المشاركة الصادقة في الذات الحقيقية .