[yass]

-6-

الصباح



"خيبة أمل وفد 14 آذار في زيارته لفرنسا"


عنوان كهذا, وجدته في افتتاحية موقع إخباري شبه رسمي, داخل الخبر يتغنى بشهر العسل الفرنسي السوري, و يعطي تفسيرات لفتور العلاقة ما بين ساركوزي و فريق 14 آذار شبيهة بتفسيرات مشاجرات باحة مدرسة ابتدائية.


من المؤسف و المخجل, رؤية استغباء (كي لا أقول غباء) الإعلام السوري. يفسّرون الأمور و كأنها "صلح عشائر", و يستعينون بالمحللين و الخبراء و المختصيّن لتفسير لعبة مصالح سياسية و احتراق أوراق واضحة كضوء الشمس كما هي حالة لبنان بطريقة سمجة سخيفة و قميئة, يرجعونها إلى شخصية الرئيس و حكمة الرئيس و حنكة الرئيس, بدون أن يذكر أحد أن تلخيص القصة هو أن حركة 14 آذار قد احترقت بتحقيق ما كان ينتظر منها. و ليس "لأننا انتصرنا"..

الإعلام هو الرأي العام, و هو حجر أساس أي مجتمع. و هو مغيّب لدينا, و للأسف لا نستطيع تحميل المسؤولية فقط للسلطة, ففي كل مرة أتذكر فيها "الحنكة الصحفية" لفيصل القاسم منذ ثماني سنوات عندما فاز جورج بوش بالانتخابات الرئاسية, و تنبأ "كبير الإعلاميين السوريين" بأنه سيكون رئيسا جيدا للعرب لأنه قيل أنه أبقى شارون و هو ينتظر على الهاتف لمدة 20 دقيقة قبل الرد عليه لتلقي التهنئة بفوزه بالانتخابات فإنني أشعر بالأسى لحال الرأي الإعلامي لدينا.

مدة انتظار شارون على الهاتف هي من المعطيات الهامة التي يجب أن نأخذها بعين الاعتبار لبناء دراسة حول إستراتيجية أميركا في الشرق الأوسط

الدكتور فيصل ليس رئيس تحرير جريدة البعث, بل "وجه سحارتنا" في العالم العربي.. أتحدث عن شخصية يفترض أنها مرموقة و مستقلة, و ليس عن وزير إعلامنا المبجّل

قيل أنه: "بعد بناء الرأي.. تُبنى المعاقل" .. و بالنظر إلى طريقة بناء الرأي لدينا, أعتقد للأسف أن المعاقل يجب أن تنتظر.. كثيرا..





الظهر


"الذاكرة مصنوعة من مادة متفجرة"


مقولة.. أحبها كثيرا.. للصحفي الإسباني إينياكي غابيلوندو.. تذكرتها منذ أيام, عندما سمعت كلاما لأحد المتطرفين الإسلاميين.


هو شاب في الثلاثينات من عمره, فاشل في جميع النواحي, و يعمل كمستخدم للمسجد الصغير الذي تملكه الجالية المسلمة الصغيرة في مدينتي. ليس لي معرفة شخصية مباشرة به بل أنه يتردد على بيت أحد أصدقائي, و هناك التقيت به مرتين. الأولى منذ فترة طويلة.. ومنه اكتشفت أنه لأنني سوري و علماني فأنا قطعا بعثي, و بالتالي علوي (تحليل خطير.. )


التقيت به مرة أخرى عند زيارتي لصديقي لمعايدته منذ أيام, و كان ينظّر حول الخطر الإيراني و تناغمه مع المسيحيين, و كان يعلل ذلك بقوله أن الصفويين, أجداد الشيعة الحاليين, هم من أوقف الزحف العثماني تجاه أوربا عندما ثاروا في العراق و أجبروا الإنكشارية على العودة لإخماد الثورة بدل الاستمرار في الزحف نحو فيينا. و لذلك فإن الحلف أقدم و أعقد مما يستطيع عقلي العلماني التافه على التصوّر..

كنت دائما من المدافعين عن ضرورة أخذ التاريخ كمعلّم و دليل.. عن الإستفادة من الأخطاء و عدم تكرارها.. لكن بعد سماع هذا الإستخدام للتاريخ لتبرير نظرية مؤامرة من هذا النوع... لا أستطيع إلا أن... أحمد الله.. على نعمة النسيان..





العصر


"الرئيس الأسد يهدي معلولا 280 مليون ليرة"


يهدي...


حسب معرفتي المتواضعة, فإن شخصا ما يهدي شيئا عندما يكون ملكه, و يعطيه لأحد...


هذا المبلغ آت من ضرائب الشعب و هو للشعب, و ترميم معلولا و معالمها واجب على الحكومة و ليس "منيّة" على أحد..


أعلم أنني قد تحدثت عن هذا الأمر سابقا, عن مسميات الأشياء المهينة و المعيبة... لكن أعتقد أنه تكريس لمبدأ الإذلال.. و السكوت عليه خطأ

ذكّرني الخبر بما كنت قد قرأت في كتب التاريخ, عن سلاطين المماليك

أيام انحطاط السلطنة المملوكية, عندما كان أحد السلاطين يخرج للتجوّل في شوارع القاهرة, كان رجال بلاطه يرمون أمام موكبه قطع الذهب كي يرتمي الناس على الأرض لالتقاطها, و بالتالي عندما ينظر السلطان إليهم و يراهم على الأرض يحسبهم يسجدون له تبجيلا و تعظيما...


عسى أن تنفع... الذكرى






المغرب



أستغل غروب الشمس...لأصمت أمام رهبة خبر وفاة العديد من الشبان في محاولتهم الوصول إلى قبرص..

إنهم شهداء.. شهداء حرب لم يسألهم أحد إن كانوا يريدون خوضها...


رحمة الله عليهم... و الصبر و السلوان لأهاليهم...

و لعنة الله و التاريخ و الوطن... تحل على من كان السبب






الليل



الغلاء.. البطالة.. الانهيار الاقتصادي

الازدحام.. المواصلات.. الاختناق المروري..


الشدة النفسية.. ضغط العمل.. الالتزامات التي لا ترحم

الحروب.. الكوارث.. الأزمات السياسية

قلة النوم... التعب.. الإرهاق...

جميل أن تأوي إلى فراشك بعد كل هذا...


و تتذكر تلك العينين.. و تشعر بقرصة في قلبك..


هذه القرصة التي تذكرك..


أنه رغم كل شيء... هناك أشياء تجعل الحياة جميلة...




Yass