الخميس 3 نيسان 2003
كنتُ أسيرُ على وقعِ نسيمِ الرّبيعِ، يلفحني بلطفِه، فألفحُه بتجهّمي! كنتُ أبكي بكاءً مرّاً، وإن سُألتُ عن السببِ فالإجابةُ لا تروي الغليل: لا أذكر... والحفنة التي تحتويها وريقتي الصفراء هذه لا تشيرُ إلا إلى آثار الدّموع وانسحاق نفسي الحزينة حتّى الموت.
بالقربِ من البستانِ انتشر مستنقعٌ متجهّمٌ هو الآخرُ لكثرة سوادِه وفسادِه... اقتربتُ منه، فكانت المفارقةُ: كلانا مُتجهِّمان مُتحمِّمانِ والفرقُ الوحيدُ بيني وبينه كانَ اختلاجُنا. فبينما نشجتُ أبكي وأنتحبُ كانت الضفادعُ تنقُّ بصخبٍ لا مثيل له! أليست مفارقةً أن أبكي وحيداً وأن تنقَّ الضفادعُ مجتمعةً كلانا في بحرٍ من السّواد؟!
أدرتُ ظهريَ للمكانِ ومسحتُ ما تبقّى من فيضِ عينيَّ وامتطيتُ الطّريقَ مرنّماً أنشودةً سريانيّة عتيقة يقولُ مطلعُها:
ܦܬܰܚ ܠܺܝ ܡܳܪܝ ܬܰܪܥܳܟ ܡܠܶܐ ܪ̈ܰܚܡܶܐ... افتحْ لي يا ربُّ بابَ مراحمِك كما فتحتَه أمام الخطاة...
Mors ultima ratio
.
www.tuesillevir.blogspot.com
آخر تعديل black_iris يوم 17/10/2008 في 18:58.
|