عرض مشاركة واحدة
قديم 09/11/2009   #253
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


8 تشرين الثاني

منذ نحو اثنتي عشرة سنة ، وقفت يوماً في الجامعة أُراقب طلابي يدخلون ، للمرة الأولى ، صف اللاهوت العقائدي .
كان ذلك أول لقاء لي مع طمي ( الذي سأقص عليكم مسيرتي معه في الأيام المقبلة ) .
رفَّت عيناي آنذاك و انتفض عقلي ، إذ رأيته يمشط شعره الشاحب المتدلي فوق كتفيه حتى ظهره . لم أرَ من قبل شاباً شعره طويل كشعر طمي . كان ذاك الزي قد بدأ ينتشر في تلك الفترة . أنا أعرف أن المهم ليس ما هو فوق الرأس ، بل ما في داخله ، و لكني ذلك اليوم ، لم أكن مهيأ لما شاهدت ، فانقلبت عواطفي ، و صنفت طمي حالاً في خانة ( غ ) خانة الصنف الغريب ... و الغريب جداً.
و تبيَّن لي في وقت لاحق أن طمي كان الشخص المميز بإلحاده في صف اللاهوت العقائدي! فكان المعترض الدائم ، و الساخر الدائم ، و المثابر في نكران وجود إله محبّ ، لا شروط لحبه . تعايشنا في سلام نسبي طيلة فصل الدرس ، غير أن وجوده غالباً ما كان يُزعجني كثيراً . و عندما أتى ، في نهاية الفصل ، ليقدم الامتحان النهائي ، سألني بصوت فيه بعض الشك ، و لا يخلو تماماً من السخرية ،
قائلاً : " أتراني سألتقي الرب يوماً ، في رأيك ؟ "
قررت في الحال أن أحمل جوابي صدمة قوية ، فأجبته " لا " ، بكل تأكيد . فبدا متعجباً و قال لي : " ظننت أنك كنت تحاول دفعي إلى ذلك ! " تركته يبتعد بعض الخطوات ثم ناديته ، فالتفت إلي ،
فقلت له آنذاك : " يا طمي أنا لا أظن أنك ستجد الله ، و لكني على يقين تام من أنه هو لن ينفك يبحث عنك حتى يلتقيك ! "
فهز بكتفيه قليلاً ، و ترك صفي ، و خرج من حياتي ( إلى حين ) . و أحسست بشيء من الخيبة لعدم تجاوبه مع ما ظننت أنه كان جواباً ذكياً .
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03533 seconds with 11 queries