11 تشرين الثاني
" قررت أن أصرف ما تبقى لدي من وقت في أمور أكثر فائدة " .
فكرت فيك و في صفك و تذكرت أنك قلت لنا ،
فيما قلت : " الحزن كل الحزن في أن نعبر الحياة من غير أن نحب و هناك حزن آخر يكاد يساويه ، و هو أن نعبر الحياة و نترك الدنيا من غير أن نقول لمَن نحب أننا نحبهم " .
" فبدأت بالشخص الأصعب : والدي ، كان يقرأ الصحيفة عندما اقتربت منه :
- " يا أبي ..."
- " نعم ، ماذا ؟ قال هذا و تابع القراءة ".
- " أُريد أن أتكلم إليك " .
-" تكلم ، قل لي ما تريد "
- " ما أُريد هو غاية في الأهمية " .
نزلت الصحيفة قليلاً :
- " ماذا ؟"
- " يا أبي ، إني أُحبك . أردتك أن تعرف ذلك " .
ثم ابتسم طمي و مال بنظره نحوي و بدت البهجة في عينيه و كان دفء فرح كبير يفيض من قلبه : " سقطت الصحيفة فجأة إلى الأرض ، ، ثم حصل أمران ما عرفتهما عند والدي من قبل بكى ، ثم ضمني إليه و قبّلني .
فتحدثنا طوال ذلك الليل ، مع أنه كان سيذهب إلى عمله في صباح الغد . و كم أحسست بارتياح عميق بقرب والدي ، برؤية دموعه و الإحساس بضمي إلى صدره و سماعه يقول لي إنه يحبني .
|